السبت، 18 أبريل 2020

كبار السن في اوربا ضحية الاهمال الطبي




الطب الأوروبي يمتنع عن إنقاذ كبار السن





يبدو النمو الهائل لضحايا فيروس كورونا في أكثر دول أوروبا استنارة مفاجئا. ولكن، يتضح، شيئا فشيئا، أن السبب في ذلك ليس إهمال المواطنين، إنما عيوب سياسة الرعاية الصحية بأكملها.
فقد بلغ تحسين الرعاية الصحية الإنجليزية الذي بدأ في عهد تاتشر درجة أن عدد الأسرّة انخفض، منذ أواخر السبعينيات إلى اليوم، ثلاث مرات في البلاد، وذلك على خلفية تزايد عدد السكان وملايين المهاجرين الجدد. لذلك، فإنك فالمرضى الذين يعانون من فيروس كورونا يستلقون في ممرات المستشفيات، وجميع وحدات العناية المركزة مكتظة، والطريقة الرئيسية لمكافحة كوفيد-19 هي “الجلوس في المنزل”.
ولكن نظام العزل الذاتي يحمل مخاطر قاتلة للمواطنين الذين يعيشون وحدهم. فلا يعمل الإسعاف من أجلهم، ولن يأتي الطبيب إلى مسكنهم، ويخشى الجيران مساعدتهم، وحتى التأمين الطبي باهظ الثمن في مثل هذه الظروف القاهرة لا يُنقذ.
شكّل فيروس كورونا كارثة حقيقية لنزلاء دور المسنين البريطانية. ففي أسبوع واحد من أبريل، ارتفع معدل الوفيات هناك 10 مرات. ولا يُسمح لأقارب المسنين بزيارتهم، ولا للنزلاء بالعودة إلى منازلهم، ويرفض الأطباء زيارة المرضى هناك خوفا من الإصابة.
وقد أوضح أطباء لندن للمجتمع كيف “سيصنفون” مرضى كورونا: سيتم علاج المرضى الشباب الذين لا يعانون من أمراض مصاحبة في مشفى ميداني. وسوف يوزع كبار السن، قليلي الحظ في البقاء على قيد الحياة، على المستشفيات العامة. وهناك يطلبون منهم، بداية، التوقيع على تعهد بعدم المطالبة بالإنعاش في حال تأزم وضعهم. لكن العديد من المرضى تمردوا على هذا القرار. وبالنتيجة، اعتمد الأطباء خوارزمية خاصة، يتم بموجبها حساب ما إذا كان المريض “جديرا” بسرير في العناية المركزة وجهاز تنفس صناعي أم لا.
المفارقة المحزنة هي أن الإنعاش على ندرته لا يضمن أيضا انتعاش المريض. فاليوم، يموت أكثر من نصف جميع المرضى المصابين بفيروس كورنا في وحدات العناية المركزة البريطانية. خلال الأسبوع الماضي، توفي 51.6٪ من المرضى فيها.
تدور مآسي مماثلة اليوم في أوروبا القارية للسبب نفسه: نقص أجهزة التنفس الصناعي وقلة الأماكن في العناية المركزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق