القرصنة البحرية
بدأت ظاهرة القرصنة البحرية منذ القدم وازدادت في القرون الوسطى وحتى القرن التاسع عشر، وقد استخدمتها الدول لدعم محاربتها لأعدائها في النزاعات الدولية المسلحة واعتبرت أعمالها بطولية حتى قويت شوكتها وأصبحت مصدر تهديد للملاحة الدولية .
وقد بدأت الدول تشعر بخطورة القرصنة على النقل البحري خاصة ، وعلى تطور العالم ورفاهيته بصفة عامة ، فقامت بمحاربتها حتى اختفت ، ثم عادت للظهور مرة أخرى ، مما دعا المجتمع الدولي إلى الاهتمام بدراسة هذه الظاهرة والبحث عن الوسائل الكفيلة بالقضاء عليها .
اتخذت القرصنة البحرية خلال السنوات الأخيرة طابعاً جديداً يتسم بدقة التخطيط وسرعة التنفيذ وهي تندرج حسب خطورتها من حوادث بسيطة كسرقة الأموال أو المقتنيات الثمينة لطاقم السفينة ، إلى حالات أخرى أسوأ حين يتم الاستيلاء على حمولة السفينة برمتها ، أو اختطاف السفينة بما تحويه ، وقد ينتج عن تلك الحوادث جرائم قتل أو احتجاز أو إحراق وتدمير للسفينة أو حمولتها .
وعلى الرغم من اهتمام المجتمع الدولي بجرائم القرصنة البحرية وتشديد عقوبتها واعتبارها جرائم دولية ، فإن هذه الجرائم تشكل تهديداً يضر بمصالح العالم الاقتصادية ، نظراً لأن التجارة المنقولة بحراً تمثل 80 % من التجارة العالمية .
القرصنة البحرية وقانون البحار :
بالنظر إلى ما تمثله القرصنة من خطر ينال المجتمع الدولي في أمنه واستقراره فقد تضافرت جهود الدول مجتمعة لقمعها ومكافحتها والحد من آثارها ، ويتضح ذلك من خلال المادة ( 10) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والمادة ( 14 ) من اتفاقية جنيف لأعالي البحار ، أما المادة ( 101 ) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ، والمادة ( 15 ) من اتفاقية جنيف لأعالي البحار ، فقد عرفت القرصنة حسب ما يلي :
أي عمل غير قانوني من أعمال العنف أو الاحتجاز أو أي عمل سلبي يرتكب لأغراض خاصة من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجهاً :
في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو ممتلكات على ظهر تلك السفينة أو على متن تلك الطائرة .
ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات في مكان يقع خارج ولاية أي دولة .
أي عمل من أعمال الاشتراك الطوعي في تشغيل سفينة أو طائرة مع العلم بوقائع تضفي على تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة .
أي عمل يحرض على ارتكاب إحدى الأعمال الموصوفة أعلاه أو تسهيل ارتكابهما عمداً .
كما أوضحت المادة ( 102 ) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار أن السفن الحربية أو الحكومية أو الطائرات التي يتمرد طاقمها ويستولي على زمام السفينة أو الطائرة تأخذ حكم الأعمال التي ترتكبها سفينة أو طائرة خاصة ، فيما بينت المادة ( 105 ) من الاتفاقية ذاتها بأنه يجوز لكل دولة في أعالي البحار ، أو في أي مكان آخر خارج الولاية لأية دولة ، ضبط أي سفينة أو طائرة قرصنة ، والقبض على من فيها من الأشخاص وضبط الممتلكات الموجودة بداخلها ، وتكون محاكم الدولة التي ألقت القبض هي المحاكم المختصة بتقرير التصرف في أدوات الجريمة مع مراعاة حقوق الغير وحسن النوايا .
كما أقرت المادة ( 106 ) من الاتفاقية تحديد المسؤوليات عند القبض بدون مبرر مناسب في أن تتحمل الدولة التي قامت بعملية الضبط إزاء الدولة التي تحمل السفينة أو الطائرة جنسيتها أية خسائر أو أضرار قد تنجم عن هذا الضبط ، فيما أقرت المادة ( 107 ) عدم جواز تنفيذ عملية الضبط بسبب القرصنة إلا بواسطة سفن حربية أو طائرات عسكرية أو غيرها من السفن أو الطائرات التي تحمل علامات واضحة تدل على أنها في خدمة حكومية ومأذون لها بذلك . ومن البديهي أن لاينطبق هذا النص على السفينة التجارية التي تقاوم اعتداء قراصنة عليها بكل السبل المتاحة للحفاظ على الأرواح والممتلكات . وفي قرارها رقم 53 / 32 شجعت الأمانة العامة للأمم المتحدة جميع الدول ، وبالأخص الدول الساحلية في المناطق المتضررة ، لأخذ جميع الإجراءات اللازمة والمناسبة لمنع ومحاربة حوادث القرصنة والسطو المسلح في البحر ، والتحقيق أو التعاون في التحقيق في تلك الحوادث أينما حصلت وتقديم المشتبه فيهم للعدالة وفقا للقانون الدولي ، كما دعت الدول للتعاون الكامل مع المنظمة البحرية الدولية ( IMO ) في محاربة القرصنة والسطو المسلح على السفن بما في ذلك تقديم التقارير اللازمة عن حوادث القرصنة المختلفة .
أسباب القرصنة :
يتحول بعض الناس إلى قراصنة لأسباب مختلفة ، فقد كانت الحياة القاسية في البحر تدفع بحارة شرفاء إلى التمرد على قادة سفنهم والاستيلاء عليها ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة ، وهناك آخرون أصبحوا قراصنة طلباً للغنى وحباً في المغامرات ، وبعضهم إما مشاكسون أو مطلوب القبض عليهم .
وعلى الرغم من اسلوب الحياة غير الشرعي لهؤلاء القراصنة فإن معظمهم كانوا ينشؤون لهم قواعد وأنظمة تحكم تصرفاتهم بالإضافة إلى انتخاب قائد لهم وسن قانون عقوبات ضد المخالفين ، كما كانوا يضعون قواعد مكافآت لتقدير نصيب كل شخص من الغنائم بدءاً من القائد حتى البحار العادي والخدم والطهاة .
انطلق الفينيقيون والاغريق في القرن الثامن ق.م لإنشاء تجارة بحرية نشطة فأنشأوا مستعمرات في جميع أرجاء حوض البحر المتوسط مما دفع شعبيهما للقرصنة ، ثم فرضت أثينا سيطرتها على العالم الاغريقي في القرن الخامس ق.م وتسلمت مهمة مكافحة القرصنة .
في آسيا أخذ القراصنة القادمون من آسيا بمهاجمة السفن الأوروبية والسفن التجارية الأخرى في أوائل القرن السابع عشر الميلادي ، وقد قام العرب بهجمات ضد القراصنة قبالة سواحل ملابار في الهند ، كما كان القراصنة الماليزيون يهاجمون السفن في بحر الصين الجنوبي ، إلا أن البحرية البريطانية بدعم من دول أخرى تمكنت في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي من القضاء على معظم القراصنة ومن ضمنهم القراصنة الآسيويين .
أما في البحر الأحمر فقد انتشرت القرصنة في القرن الثامن عشر مما دعا الدول الأوروبية ( انجلترا ، وفرنسا ، وهولندا ) إلى توزيع أدوار الحماية حيث أخذ الهولنديون على عاتقهم حماية البحر الأحمر ، وتولى الانجليز حماية مصالحهم في بحار الهند ، بينما بقي الفرنسيون في الخليج العربي لحماية مصالحهم .
لكن القرصنة بلغت ذروتها خلال القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين ، وبنهاية القرن السابع عشر ومع نمو القوة المركزية في اليابان والصين قُضي على معظم القراصنة مما زاد من عدد السفن التجارية .
كما تطورت تكنولوجيا الاتصالات ، ودوريات الحراسة البحرية في معظم الطرق الرئيسة على المحيط وقويت الادارة المنظمة لمعظم الجزر والمناطق البحرية في العالم وأقرت الحكومات المختلفة تجريم القرصنة مما أدى إلى احداث تراجع كبير في حجم القرصنة في القرنين التاسع عشر والعشرين .
وعلى الرغم من التقدم الحضاري الكبير في العالم ، ووجود المنظمات الدولية والمحاكم والقوانين الدولية ، ووسائط الرصد والمراقبة فائقة القدرة والطيران السريع والأسلحة الفعالة عادت أعمال القرصنة لاسيما بعد هجمات القراصنة التي شهدتها جنوب شرق آسيا والسواحل الافريقية منذ بداية التسعينات .
وتنتشر عمليات القرصنة البحرية حالياً شمالاً إلى خليج عدن وجنوباً إلى سواحل كينيا ، حيث تمثل عمليات القرصنة قبالة القرن الافريقي وخليج عدن ثلث عمليات القرصنة في العالم وتمتد على مساحة مليون متر مربع حسب إفادة مكتب البحرية الدولي .
ورغم أن القرصنة البحرية تشكل تهديداً في بحار العالم إلا أن الاهتمام الدولي ارتبط بتزايد عمليات خطف السفن والحاويات في المياه الساحلية للصومال بسبب تعقيد الوضع في منطقة القرن الافريقي وتسارع وتيرة الأحداث في المنطقة .
وماتزال الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة غير كافية حتى الآن بالرغم من وجود قاعدة أمريكية وفرنسية في القرن الافريقي وتعهد مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات لمكافحة القرصنة .
ومع اكتشاف النفط في كركوك العراقية عام 1908 تسابقت شركات النفط الكبرى إلى منطقة الخليج مما أدى إلى نشر أساطيل لحماية الامتيازات واندثار عمليات القرصنة إلا أن تنظيم القاعدة ساعد على عمليات القرصنة وتزويد القراصنة بالسلاح لاسيما في المناطق الواقعة جنوب البحر الأحمر كالصومال وأريتريا واليمن لأهداف تخريبية ضد المصالح الامريكية بالذات بعد إعلانها الحرب على الإرهاب ، لكن القرصنة نشطت وانتشرت انتشاراً واسعاً في الشواطئ الصومالية عام 1991 ولكن عندما سيطرت حركة المحاكم الاسلامية على السطلة عام 2006 استطاعت القضاء عليهم نهائياً ، ولكن ما لبثوا أن عادوا من جديد في ظل الفوضى التي عمت البلاد خلال العامين المنصرمين لعدم وجود حكومة مستقرة تحكم السيطرة على البلاد .
أسلحة القراصنة :
يستخدم القراصنة زوارق سريعة تعمل انطلاقاً من سفينة كبيرة ويتسلحون بالرشاشات وقاذفات القنابل اليدوية ويستخدمون هواتف تعمل بنظام الأقمار الصناعية ، كما يمتلكون أسلحة هجومية وقاذفات صاروخية أرضية وأخرى مضادة للطائرات وأجهزة اتصال متطورة جداً ووسائل تقنية في الاستطلاع حيث يستهدفون السفن التي قد يكون بينها ناقلات نفط عن طريق مطاردتها بزوارق سريعة والصعود على متنها بسلالم من الحبال وهم مدججون بالسلاح .
والجدير بالذكر أن هجمات القراصنة عادة ما تكون ناجحة لأنهم يستخدمون زوارق مسلحة ضد سفن مدنية غير مسلحة مما يؤدي إلى استسلامها سريعاً دون الحاجة إلى القتال .
ونستنتج من ذلك أن أركان جريمة القرصنة هي :
أعمال إكراه ضد سفينة أو طائرة . وقد تكون السفينة أو الطائرة هي أداة ارتكابها .
أن يُرتكب الفعل في البحر العام ، أو في مكان يقع خارج المياه الاقليمية للدولة .
ألا تكون هناك وكالة مشروعة للقيام بتلك الأعمال ، فالدولة التي تأذن لرعاياها بإتيان أعمال الاكراه في البحر العام من قبيل الدفاع عن النفس لاتعد قرصنة .
أن يكون الدافع لارتكاب الفعل مصلحة شخصية بقصد تحقيق الكسب والمنفعة الخاصة أو بغية السلب والنهب .
تتطلب القرصنة شروطاً أساسية لتنفيذها منها :
توافر الغابات ووجود ورش لصناعة السفن .
وجود أيدي ماهرة .
وجود أسواق لتصريف البضائع المستولى عليها .
تطور أسلوب عمل القرصنة :
تشكلت القرصنة في الماضي من مجموعات من البحارة تعيش على سواحل صقلية تهاجم السفن المنفردة والموانئ ذات الدفاعات الضعيفة ، وكان سكان كريت هم أول من فكروا للتصدي لهؤلاء ثم جاء دور مصر في عهد الفراعنة .
بدأت عمليات القرصنة باختطاف قوارب صغيرة ، ثم طور القراصنة أساليبهم ومعداتهم وكونوا ميليشيات قوية توظف آلافاً من الرجال وتوفر اقتصاداً قوياً يعتمد على الفدية التي يدفعها أصحاب السفن المختطفة للإفراج عن سفنهم وطواقمها حتى أصبحت القرصنة أزمة دولية تستلزم حشد الأساطيل لمواجهة الأعمال التي تهدد الملاحة الدولية .
وقد ازدهرت شواطئ بلاد الاغريق الممتدة على مسافات شاسعة بسبب القرصنة ، حيث تكونت ثروة ملك اسبارطة مينيلاس من السلب والنهب .
الأماكن الأكثر قرصنة في العالم :
نشطت القرصنة في العصور الوسطى وشارك فيها العرب وبربر شمال افريقيا وكانت لهم صولات وجولات ملأت شواطئ اسبانيا وايطاليا وفرنسا بالرعب مما جعل السكان يغادرون تلك الشواطئ .
وانتعشت في العصر الحديث في البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي لسرقة الذهب الذي كانت تحمله السفن الاسبانية من أمريكا الجنوبية .
أما في القرن الماضي والقرن الحالي فقد تركزت القرصنة في جنوب شرق آسيا ، في الممرات البحرية الضيقة بالمحيطين الهندي والهادي ، أشهرها ممر مالقة في إندونيسيا ، وممر سنغافورة ، وممرات بحر الصين الجنوبي وتقدر هجماتها بحوالي 300 عملية اختطاف في العام معظمها ناجح ، ثم انتقلت القرصنة إلى خليج عدن وبحر العرب على أيدي الصوماليين .
أشهر القراصنة :
ترك بعض القراصنة بصمة في عالم القرصنة وهم :
القرصان الانجليزي ، ادوار تيتش : ذو اللحية السوداء ، الذي أثار الرعب في سواحل كاليفورنيا وفيرجينيا أواخر عام 1716 وقتل خلال معركة مع البحرية الملكية في 22 نوفمبر 1718 .
القرصان التركي ، خير الدين بربروس ، الذي أثار الرعب في المدن أو الجزر الأوربية المطلة على البحر المتوسط ، توفي عام 1543 .
القرصان الاسكتلندي ، ويليام كيد ، أعدمته انكلترا عام 1701 .
القرصان الاميركي ، جون روبرتس ، الذي كان يهاجم السفن في الأمريكيتين وغرب افريقيا ، وكان القرصان الأكثر نجاحاً في العصر الذهبي للقراصنة حيث أسر مايقارب 470 سفينة ، أُعدم في 10 فبراير عام 1722 .
الانجليزيان ، فرانسيس دريك ، وجون هوكنز اللذين أرسلتهما الملكة البريطاينة اليزابيث للإغارة على الأساطيل الاسبانية في القرن السادس عشر .
وقد بدأت الدول تشعر بخطورة القرصنة على النقل البحري خاصة ، وعلى تطور العالم ورفاهيته بصفة عامة ، فقامت بمحاربتها حتى اختفت ، ثم عادت للظهور مرة أخرى ، مما دعا المجتمع الدولي إلى الاهتمام بدراسة هذه الظاهرة والبحث عن الوسائل الكفيلة بالقضاء عليها .
اتخذت القرصنة البحرية خلال السنوات الأخيرة طابعاً جديداً يتسم بدقة التخطيط وسرعة التنفيذ وهي تندرج حسب خطورتها من حوادث بسيطة كسرقة الأموال أو المقتنيات الثمينة لطاقم السفينة ، إلى حالات أخرى أسوأ حين يتم الاستيلاء على حمولة السفينة برمتها ، أو اختطاف السفينة بما تحويه ، وقد ينتج عن تلك الحوادث جرائم قتل أو احتجاز أو إحراق وتدمير للسفينة أو حمولتها .
وعلى الرغم من اهتمام المجتمع الدولي بجرائم القرصنة البحرية وتشديد عقوبتها واعتبارها جرائم دولية ، فإن هذه الجرائم تشكل تهديداً يضر بمصالح العالم الاقتصادية ، نظراً لأن التجارة المنقولة بحراً تمثل 80 % من التجارة العالمية .
القرصنة البحرية وقانون البحار :
بالنظر إلى ما تمثله القرصنة من خطر ينال المجتمع الدولي في أمنه واستقراره فقد تضافرت جهود الدول مجتمعة لقمعها ومكافحتها والحد من آثارها ، ويتضح ذلك من خلال المادة ( 10) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والمادة ( 14 ) من اتفاقية جنيف لأعالي البحار ، أما المادة ( 101 ) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ، والمادة ( 15 ) من اتفاقية جنيف لأعالي البحار ، فقد عرفت القرصنة حسب ما يلي :
أي عمل غير قانوني من أعمال العنف أو الاحتجاز أو أي عمل سلبي يرتكب لأغراض خاصة من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجهاً :
في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو ممتلكات على ظهر تلك السفينة أو على متن تلك الطائرة .
ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات في مكان يقع خارج ولاية أي دولة .
أي عمل من أعمال الاشتراك الطوعي في تشغيل سفينة أو طائرة مع العلم بوقائع تضفي على تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة .
أي عمل يحرض على ارتكاب إحدى الأعمال الموصوفة أعلاه أو تسهيل ارتكابهما عمداً .
كما أوضحت المادة ( 102 ) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار أن السفن الحربية أو الحكومية أو الطائرات التي يتمرد طاقمها ويستولي على زمام السفينة أو الطائرة تأخذ حكم الأعمال التي ترتكبها سفينة أو طائرة خاصة ، فيما بينت المادة ( 105 ) من الاتفاقية ذاتها بأنه يجوز لكل دولة في أعالي البحار ، أو في أي مكان آخر خارج الولاية لأية دولة ، ضبط أي سفينة أو طائرة قرصنة ، والقبض على من فيها من الأشخاص وضبط الممتلكات الموجودة بداخلها ، وتكون محاكم الدولة التي ألقت القبض هي المحاكم المختصة بتقرير التصرف في أدوات الجريمة مع مراعاة حقوق الغير وحسن النوايا .
كما أقرت المادة ( 106 ) من الاتفاقية تحديد المسؤوليات عند القبض بدون مبرر مناسب في أن تتحمل الدولة التي قامت بعملية الضبط إزاء الدولة التي تحمل السفينة أو الطائرة جنسيتها أية خسائر أو أضرار قد تنجم عن هذا الضبط ، فيما أقرت المادة ( 107 ) عدم جواز تنفيذ عملية الضبط بسبب القرصنة إلا بواسطة سفن حربية أو طائرات عسكرية أو غيرها من السفن أو الطائرات التي تحمل علامات واضحة تدل على أنها في خدمة حكومية ومأذون لها بذلك . ومن البديهي أن لاينطبق هذا النص على السفينة التجارية التي تقاوم اعتداء قراصنة عليها بكل السبل المتاحة للحفاظ على الأرواح والممتلكات . وفي قرارها رقم 53 / 32 شجعت الأمانة العامة للأمم المتحدة جميع الدول ، وبالأخص الدول الساحلية في المناطق المتضررة ، لأخذ جميع الإجراءات اللازمة والمناسبة لمنع ومحاربة حوادث القرصنة والسطو المسلح في البحر ، والتحقيق أو التعاون في التحقيق في تلك الحوادث أينما حصلت وتقديم المشتبه فيهم للعدالة وفقا للقانون الدولي ، كما دعت الدول للتعاون الكامل مع المنظمة البحرية الدولية ( IMO ) في محاربة القرصنة والسطو المسلح على السفن بما في ذلك تقديم التقارير اللازمة عن حوادث القرصنة المختلفة .
أسباب القرصنة :
يتحول بعض الناس إلى قراصنة لأسباب مختلفة ، فقد كانت الحياة القاسية في البحر تدفع بحارة شرفاء إلى التمرد على قادة سفنهم والاستيلاء عليها ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة ، وهناك آخرون أصبحوا قراصنة طلباً للغنى وحباً في المغامرات ، وبعضهم إما مشاكسون أو مطلوب القبض عليهم .
وعلى الرغم من اسلوب الحياة غير الشرعي لهؤلاء القراصنة فإن معظمهم كانوا ينشؤون لهم قواعد وأنظمة تحكم تصرفاتهم بالإضافة إلى انتخاب قائد لهم وسن قانون عقوبات ضد المخالفين ، كما كانوا يضعون قواعد مكافآت لتقدير نصيب كل شخص من الغنائم بدءاً من القائد حتى البحار العادي والخدم والطهاة .
انطلق الفينيقيون والاغريق في القرن الثامن ق.م لإنشاء تجارة بحرية نشطة فأنشأوا مستعمرات في جميع أرجاء حوض البحر المتوسط مما دفع شعبيهما للقرصنة ، ثم فرضت أثينا سيطرتها على العالم الاغريقي في القرن الخامس ق.م وتسلمت مهمة مكافحة القرصنة .
في آسيا أخذ القراصنة القادمون من آسيا بمهاجمة السفن الأوروبية والسفن التجارية الأخرى في أوائل القرن السابع عشر الميلادي ، وقد قام العرب بهجمات ضد القراصنة قبالة سواحل ملابار في الهند ، كما كان القراصنة الماليزيون يهاجمون السفن في بحر الصين الجنوبي ، إلا أن البحرية البريطانية بدعم من دول أخرى تمكنت في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي من القضاء على معظم القراصنة ومن ضمنهم القراصنة الآسيويين .
أما في البحر الأحمر فقد انتشرت القرصنة في القرن الثامن عشر مما دعا الدول الأوروبية ( انجلترا ، وفرنسا ، وهولندا ) إلى توزيع أدوار الحماية حيث أخذ الهولنديون على عاتقهم حماية البحر الأحمر ، وتولى الانجليز حماية مصالحهم في بحار الهند ، بينما بقي الفرنسيون في الخليج العربي لحماية مصالحهم .
لكن القرصنة بلغت ذروتها خلال القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين ، وبنهاية القرن السابع عشر ومع نمو القوة المركزية في اليابان والصين قُضي على معظم القراصنة مما زاد من عدد السفن التجارية .
كما تطورت تكنولوجيا الاتصالات ، ودوريات الحراسة البحرية في معظم الطرق الرئيسة على المحيط وقويت الادارة المنظمة لمعظم الجزر والمناطق البحرية في العالم وأقرت الحكومات المختلفة تجريم القرصنة مما أدى إلى احداث تراجع كبير في حجم القرصنة في القرنين التاسع عشر والعشرين .
وعلى الرغم من التقدم الحضاري الكبير في العالم ، ووجود المنظمات الدولية والمحاكم والقوانين الدولية ، ووسائط الرصد والمراقبة فائقة القدرة والطيران السريع والأسلحة الفعالة عادت أعمال القرصنة لاسيما بعد هجمات القراصنة التي شهدتها جنوب شرق آسيا والسواحل الافريقية منذ بداية التسعينات .
وتنتشر عمليات القرصنة البحرية حالياً شمالاً إلى خليج عدن وجنوباً إلى سواحل كينيا ، حيث تمثل عمليات القرصنة قبالة القرن الافريقي وخليج عدن ثلث عمليات القرصنة في العالم وتمتد على مساحة مليون متر مربع حسب إفادة مكتب البحرية الدولي .
ورغم أن القرصنة البحرية تشكل تهديداً في بحار العالم إلا أن الاهتمام الدولي ارتبط بتزايد عمليات خطف السفن والحاويات في المياه الساحلية للصومال بسبب تعقيد الوضع في منطقة القرن الافريقي وتسارع وتيرة الأحداث في المنطقة .
وماتزال الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة غير كافية حتى الآن بالرغم من وجود قاعدة أمريكية وفرنسية في القرن الافريقي وتعهد مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات لمكافحة القرصنة .
ومع اكتشاف النفط في كركوك العراقية عام 1908 تسابقت شركات النفط الكبرى إلى منطقة الخليج مما أدى إلى نشر أساطيل لحماية الامتيازات واندثار عمليات القرصنة إلا أن تنظيم القاعدة ساعد على عمليات القرصنة وتزويد القراصنة بالسلاح لاسيما في المناطق الواقعة جنوب البحر الأحمر كالصومال وأريتريا واليمن لأهداف تخريبية ضد المصالح الامريكية بالذات بعد إعلانها الحرب على الإرهاب ، لكن القرصنة نشطت وانتشرت انتشاراً واسعاً في الشواطئ الصومالية عام 1991 ولكن عندما سيطرت حركة المحاكم الاسلامية على السطلة عام 2006 استطاعت القضاء عليهم نهائياً ، ولكن ما لبثوا أن عادوا من جديد في ظل الفوضى التي عمت البلاد خلال العامين المنصرمين لعدم وجود حكومة مستقرة تحكم السيطرة على البلاد .
أسلحة القراصنة :
يستخدم القراصنة زوارق سريعة تعمل انطلاقاً من سفينة كبيرة ويتسلحون بالرشاشات وقاذفات القنابل اليدوية ويستخدمون هواتف تعمل بنظام الأقمار الصناعية ، كما يمتلكون أسلحة هجومية وقاذفات صاروخية أرضية وأخرى مضادة للطائرات وأجهزة اتصال متطورة جداً ووسائل تقنية في الاستطلاع حيث يستهدفون السفن التي قد يكون بينها ناقلات نفط عن طريق مطاردتها بزوارق سريعة والصعود على متنها بسلالم من الحبال وهم مدججون بالسلاح .
والجدير بالذكر أن هجمات القراصنة عادة ما تكون ناجحة لأنهم يستخدمون زوارق مسلحة ضد سفن مدنية غير مسلحة مما يؤدي إلى استسلامها سريعاً دون الحاجة إلى القتال .
ونستنتج من ذلك أن أركان جريمة القرصنة هي :
أعمال إكراه ضد سفينة أو طائرة . وقد تكون السفينة أو الطائرة هي أداة ارتكابها .
أن يُرتكب الفعل في البحر العام ، أو في مكان يقع خارج المياه الاقليمية للدولة .
ألا تكون هناك وكالة مشروعة للقيام بتلك الأعمال ، فالدولة التي تأذن لرعاياها بإتيان أعمال الاكراه في البحر العام من قبيل الدفاع عن النفس لاتعد قرصنة .
أن يكون الدافع لارتكاب الفعل مصلحة شخصية بقصد تحقيق الكسب والمنفعة الخاصة أو بغية السلب والنهب .
تتطلب القرصنة شروطاً أساسية لتنفيذها منها :
توافر الغابات ووجود ورش لصناعة السفن .
وجود أيدي ماهرة .
وجود أسواق لتصريف البضائع المستولى عليها .
تطور أسلوب عمل القرصنة :
تشكلت القرصنة في الماضي من مجموعات من البحارة تعيش على سواحل صقلية تهاجم السفن المنفردة والموانئ ذات الدفاعات الضعيفة ، وكان سكان كريت هم أول من فكروا للتصدي لهؤلاء ثم جاء دور مصر في عهد الفراعنة .
بدأت عمليات القرصنة باختطاف قوارب صغيرة ، ثم طور القراصنة أساليبهم ومعداتهم وكونوا ميليشيات قوية توظف آلافاً من الرجال وتوفر اقتصاداً قوياً يعتمد على الفدية التي يدفعها أصحاب السفن المختطفة للإفراج عن سفنهم وطواقمها حتى أصبحت القرصنة أزمة دولية تستلزم حشد الأساطيل لمواجهة الأعمال التي تهدد الملاحة الدولية .
وقد ازدهرت شواطئ بلاد الاغريق الممتدة على مسافات شاسعة بسبب القرصنة ، حيث تكونت ثروة ملك اسبارطة مينيلاس من السلب والنهب .
الأماكن الأكثر قرصنة في العالم :
نشطت القرصنة في العصور الوسطى وشارك فيها العرب وبربر شمال افريقيا وكانت لهم صولات وجولات ملأت شواطئ اسبانيا وايطاليا وفرنسا بالرعب مما جعل السكان يغادرون تلك الشواطئ .
وانتعشت في العصر الحديث في البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي لسرقة الذهب الذي كانت تحمله السفن الاسبانية من أمريكا الجنوبية .
أما في القرن الماضي والقرن الحالي فقد تركزت القرصنة في جنوب شرق آسيا ، في الممرات البحرية الضيقة بالمحيطين الهندي والهادي ، أشهرها ممر مالقة في إندونيسيا ، وممر سنغافورة ، وممرات بحر الصين الجنوبي وتقدر هجماتها بحوالي 300 عملية اختطاف في العام معظمها ناجح ، ثم انتقلت القرصنة إلى خليج عدن وبحر العرب على أيدي الصوماليين .
أشهر القراصنة :
ترك بعض القراصنة بصمة في عالم القرصنة وهم :
القرصان الانجليزي ، ادوار تيتش : ذو اللحية السوداء ، الذي أثار الرعب في سواحل كاليفورنيا وفيرجينيا أواخر عام 1716 وقتل خلال معركة مع البحرية الملكية في 22 نوفمبر 1718 .
القرصان التركي ، خير الدين بربروس ، الذي أثار الرعب في المدن أو الجزر الأوربية المطلة على البحر المتوسط ، توفي عام 1543 .
القرصان الاسكتلندي ، ويليام كيد ، أعدمته انكلترا عام 1701 .
القرصان الاميركي ، جون روبرتس ، الذي كان يهاجم السفن في الأمريكيتين وغرب افريقيا ، وكان القرصان الأكثر نجاحاً في العصر الذهبي للقراصنة حيث أسر مايقارب 470 سفينة ، أُعدم في 10 فبراير عام 1722 .
الانجليزيان ، فرانسيس دريك ، وجون هوكنز اللذين أرسلتهما الملكة البريطاينة اليزابيث للإغارة على الأساطيل الاسبانية في القرن السادس عشر .
ملابس القراصنة :
صورت لنا الأساطير أن ملابس القراصنة غالباً ما تكون مهلهلة وغير متناسقة ، وتكون أحياناً أنيقة عبارة عن حذاء أسود طويل العنق وسروال قصير حتى الركبة وصدرية مزركشة مزينة بمسدسات وخناجر وسيوف طويلة تتدلى من حزام البنطلون بالإضافة إلى قلنصوة كالتي يرتديها نابليون بونابرت .
أشهر عمليات القرصنة :
اختطاف ناقلة النفط السعودية ، سيروس ستار عام 2008 والتي يزيد طولها عن ألف قدم وزنتها 318 ألف طن ، تشرف عليها شركة فيلا انترناشيونال ، وكانت تقدر حمولتها بـمليوني برميل تعود لشركة آرامكو السعودية وتقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار ، اختطفها القراصنة في خليج عدن والقرن الافريقي ، وقد طلب القراصنة فدية قدرها 25 مليون دولار لإطلاق سراح الناقلة وطاقمها وتم لهم ذلك .
اختطاف الباخرة الأوكرانية قانيا أثناء توجهها إلى ميناء مومباسا الكيني وعلى متنها 33 دبابة من نوعt-72 بالإضافة إلى 20 بحاراً وطالب الخاطفون بفدية قدرها 20 مليون دولار تم تخفيضها إلى 7 ملايين دولار .
اختطاف اليخت الفرنسي الفخم " لوبوتان " مع طاقمه المكون من 22 فرنسياً و 6 فيليبين ، وأوكرانية ، وكاميرونية ، وبعد حصول القراصنة على مليوني دولار فدية أطلقوا سراحهم مع اليخت إلا أن قوة الكوماندوز الفرنسية هاجمت القراصنة وقتلت بعضهم واعتقلت ثمانية منهم واستعادت جزء من الفدية .
أعلام القراصنة :
يستخدم القراصنة أعلاماً ورايات يرفعونها على سفنهم التي يجوبون بها البحار بحثاً عن فريسة ، وكانت إما على شكل صورة جمجمة وعظام متقاطعة على خلفية سوداء أو على شكل رسم لهيكل عظمي ، أو ساعة رملية ، ويرفعون أحياناً راية حمراء يطلقون عليها الراية الدموية ، عليها أشكال سيوف ملتهبة بهدف ادخال الرعب في قلوب الضحايا .
المنظمة البحرية الدولية ومكافحة القرصنة :
المنظمة البحرية الدولية هي إحدى منظمات الأمم المتحدة المسؤولة عن سلامة السفن ومنع التلوث البحري ، وقد وجدت لتحليل مشكلة القرصنة الحديثة في عام 1983 بعد أن عبرت عدد من الدول الأعضاء للمنظمة البحرية الدولية ، والهيئات الدولية الأخرى عن اهتمامها من العدد المتزايد لحوادث القرصنة والسطو المسلح على السفن في بعض الموانئ من العالم ، وقد أقرت المنظمة الدولية قراراً حول معايير منع القرصنة والسطو المسلح ضد السفن التجارية ، وحثت الحكومات على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع أعمال القرصنة سواء في مياههم الإقليمية أو بالقرب منها كما حثتهم على إبلاغ المنظمة عن جميع الهجمات التي تحدث ضد السفن .
ولبحث أبعاد المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها أرسلت المنظمة البحرية الدولية خبراء لعدد من الدول المختارة لمناقشة منع ومكافحة القرصنة والسطو المسلح على السفن ، كما أصدرت بعض التوصيات منها : حث الحكومات على تركيز جهودها لمحاربة القرصنة ، وتكليف المنظمة البحرية الدولية لتطوير قانون دولي للتحقيق في حوادث القرصنة وإصدار توصيات بعقوبات مناسبة ضد هذه الجرائم ، وتوصية جميع السفن بالمحافظة على اليقظة والانتباه وعمل نوبات مضادة للقرصنة Anti Piracy Watches عند العبور في المناطق الخطرة التي يتواجد فيها القراصنة ، لأن مناطق القرصنة تلك هي ممرات ملاحية هامة تعبرها سفن تجارية من جنسيات مختلفة وقد يطال التهديد أي دولة ممثلة في سفينة تحمل علمها ، وقد تتعرض للسلب والنهب مما يؤثر بالتأكيد على أمن وسلامة النقل البحري على مستوى العالم . وقد أيقنت المنظمة البحرية الدولية هذه الحقيقة وسعت إلى دراسة أبعادها عن طريق ارسال خبرائها إلى مختلف دول العالم المتضررة مع محاولة صياغة آلية للتعاون على النطاق الإقليمي والدولي لمحاربة هذه المشكلة التي تشكل تهديداً خطيراً على سلامة صناعة النقل البحري . وحتى تتم مكافحة ظاهرة القرصنة البحرية بنجاح يجب أن تتضافر جهود جميع الأطراف المعنية وهي :
ملاك السفن من حكومات وشركات ملاحية وأفراد .
سلطات الدول الساحلية في مناطق انتشار القرصنة .
المنظمة البحرية الدولية والهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة .
وتم الاتفاق على :
تدريب أطقم اسطول السفن على اجراءات التعامل مع أعمال القرصنة والسطو المسلح على السفن .
تجهيز السفن بالمعدات اللازمة لمواجهة مخاطر القرصنة من قبل ملاك السفن والشركات الملاحية والأفراد .
رفع مستوى التدابير الأمنية المتخذة لمحاربة القرصنة والسطو المسلح على السفن في المناطق التي تقع تحت سيطرة سلطات الدول الساحلية في المناطق المتضررة ، واتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة لمحاربة القرصنة وإدخالها ضمن أنظمتها القانونية الداخلية .
ضرورة الاستمرار في عقد الندوات وورش العمل الإقليمية لمتابعة المستجدات ووضع الحلول والتوصيات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة .
تطوير قانون دولي للتحقيق في عمليات القرصنة وإصدار توصيات بعقوبات مناسبة ضد هذه الجرائم .
تشجيع الشركات الملاحية على الاستعانة بالأجهزة والأنظمة المتطورة المضادة للقرصنة ووضعها على سفن أسطولها التجار .
التشجيع على إقامة تعاون دولي وإقليمي ، خاصة في مناطق انتشار القرصنة من العالم حتى يتم محاصرة هذه الظاهرة .
أشهر عمليات القرصنة :
اختطاف ناقلة النفط السعودية ، سيروس ستار عام 2008 والتي يزيد طولها عن ألف قدم وزنتها 318 ألف طن ، تشرف عليها شركة فيلا انترناشيونال ، وكانت تقدر حمولتها بـمليوني برميل تعود لشركة آرامكو السعودية وتقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار ، اختطفها القراصنة في خليج عدن والقرن الافريقي ، وقد طلب القراصنة فدية قدرها 25 مليون دولار لإطلاق سراح الناقلة وطاقمها وتم لهم ذلك .
اختطاف الباخرة الأوكرانية قانيا أثناء توجهها إلى ميناء مومباسا الكيني وعلى متنها 33 دبابة من نوعt-72 بالإضافة إلى 20 بحاراً وطالب الخاطفون بفدية قدرها 20 مليون دولار تم تخفيضها إلى 7 ملايين دولار .
اختطاف اليخت الفرنسي الفخم " لوبوتان " مع طاقمه المكون من 22 فرنسياً و 6 فيليبين ، وأوكرانية ، وكاميرونية ، وبعد حصول القراصنة على مليوني دولار فدية أطلقوا سراحهم مع اليخت إلا أن قوة الكوماندوز الفرنسية هاجمت القراصنة وقتلت بعضهم واعتقلت ثمانية منهم واستعادت جزء من الفدية .
أعلام القراصنة :
يستخدم القراصنة أعلاماً ورايات يرفعونها على سفنهم التي يجوبون بها البحار بحثاً عن فريسة ، وكانت إما على شكل صورة جمجمة وعظام متقاطعة على خلفية سوداء أو على شكل رسم لهيكل عظمي ، أو ساعة رملية ، ويرفعون أحياناً راية حمراء يطلقون عليها الراية الدموية ، عليها أشكال سيوف ملتهبة بهدف ادخال الرعب في قلوب الضحايا .
المنظمة البحرية الدولية ومكافحة القرصنة :
المنظمة البحرية الدولية هي إحدى منظمات الأمم المتحدة المسؤولة عن سلامة السفن ومنع التلوث البحري ، وقد وجدت لتحليل مشكلة القرصنة الحديثة في عام 1983 بعد أن عبرت عدد من الدول الأعضاء للمنظمة البحرية الدولية ، والهيئات الدولية الأخرى عن اهتمامها من العدد المتزايد لحوادث القرصنة والسطو المسلح على السفن في بعض الموانئ من العالم ، وقد أقرت المنظمة الدولية قراراً حول معايير منع القرصنة والسطو المسلح ضد السفن التجارية ، وحثت الحكومات على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع أعمال القرصنة سواء في مياههم الإقليمية أو بالقرب منها كما حثتهم على إبلاغ المنظمة عن جميع الهجمات التي تحدث ضد السفن .
ولبحث أبعاد المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها أرسلت المنظمة البحرية الدولية خبراء لعدد من الدول المختارة لمناقشة منع ومكافحة القرصنة والسطو المسلح على السفن ، كما أصدرت بعض التوصيات منها : حث الحكومات على تركيز جهودها لمحاربة القرصنة ، وتكليف المنظمة البحرية الدولية لتطوير قانون دولي للتحقيق في حوادث القرصنة وإصدار توصيات بعقوبات مناسبة ضد هذه الجرائم ، وتوصية جميع السفن بالمحافظة على اليقظة والانتباه وعمل نوبات مضادة للقرصنة Anti Piracy Watches عند العبور في المناطق الخطرة التي يتواجد فيها القراصنة ، لأن مناطق القرصنة تلك هي ممرات ملاحية هامة تعبرها سفن تجارية من جنسيات مختلفة وقد يطال التهديد أي دولة ممثلة في سفينة تحمل علمها ، وقد تتعرض للسلب والنهب مما يؤثر بالتأكيد على أمن وسلامة النقل البحري على مستوى العالم . وقد أيقنت المنظمة البحرية الدولية هذه الحقيقة وسعت إلى دراسة أبعادها عن طريق ارسال خبرائها إلى مختلف دول العالم المتضررة مع محاولة صياغة آلية للتعاون على النطاق الإقليمي والدولي لمحاربة هذه المشكلة التي تشكل تهديداً خطيراً على سلامة صناعة النقل البحري . وحتى تتم مكافحة ظاهرة القرصنة البحرية بنجاح يجب أن تتضافر جهود جميع الأطراف المعنية وهي :
ملاك السفن من حكومات وشركات ملاحية وأفراد .
سلطات الدول الساحلية في مناطق انتشار القرصنة .
المنظمة البحرية الدولية والهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة .
وتم الاتفاق على :
تدريب أطقم اسطول السفن على اجراءات التعامل مع أعمال القرصنة والسطو المسلح على السفن .
تجهيز السفن بالمعدات اللازمة لمواجهة مخاطر القرصنة من قبل ملاك السفن والشركات الملاحية والأفراد .
رفع مستوى التدابير الأمنية المتخذة لمحاربة القرصنة والسطو المسلح على السفن في المناطق التي تقع تحت سيطرة سلطات الدول الساحلية في المناطق المتضررة ، واتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة لمحاربة القرصنة وإدخالها ضمن أنظمتها القانونية الداخلية .
ضرورة الاستمرار في عقد الندوات وورش العمل الإقليمية لمتابعة المستجدات ووضع الحلول والتوصيات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة .
تطوير قانون دولي للتحقيق في عمليات القرصنة وإصدار توصيات بعقوبات مناسبة ضد هذه الجرائم .
تشجيع الشركات الملاحية على الاستعانة بالأجهزة والأنظمة المتطورة المضادة للقرصنة ووضعها على سفن أسطولها التجار .
التشجيع على إقامة تعاون دولي وإقليمي ، خاصة في مناطق انتشار القرصنة من العالم حتى يتم محاصرة هذه الظاهرة .