حقائق عن التيتانيك: السفينة التي لا تغرق
- اعتُبرت سفينة التيتانيك أضخم مجسم متحرك من صنع أياد بشرية، واحتوت على العديد من الميزات، مثل المقصورات القابلة للإغلاق عن بعد، ما أكسب السفينة ميزةً مهمةً جدًا وهي أنها لا تغرق؛ لكنها للأسف لم تكن كذلك.
معلومات عن السفينة:
بُنيت آر-إم-إس تيتانيك من قبل شركة وايت ستار لاين، وهي شركة منافسة لأخرى تختص أيضًا ببناء السفن (شركة كونارد). انتهى بناء السفينة عام 1912 بتكلفة 7.5 مليون دولار، في بلفاست-أيرلندا (المعروفة حاليًا بأيرلندا الشمالية).
استغرقت عملية البناء أكثر من عامين، وتوفي عاملان أثناء بنائها. بلغ طول السفينة 882 قدمًا (270 مترًا)، وارتفاعها 92 قدمًا (28 مترًا)، بوزن 46000 طن.
بدأت التيتانيك رحلتها في ساوثهامبتون-إنجلترا(Southampton)، ثم أبحرت إلى شيربورغ-فرنسا وكوينزتاون-أيرلندا (المعروفة الآن باسم Cobh). وسرعان ما اتجهت غربًا نحو نيويورك في العاشر من نيسان. كان على متنها 1316مسافرًا و885 شخصًا من أفراد الطاقم. وكان الناس مزيجًا من الأفراد الأثرياء والمهاجرين من أيرلندا وألمانيا وأماكن أخرى.
أرسلت سفينة مجاورة، سفينة كاليفورنيا، رسالةً في 14 نيسان الساعة 10:55 مساءً: «لقد توقفنا وأصبحنا محاطين بالجليد».
لكن قائد فريق التيتانيك إدوارد سميث والضابط الأول ويليام لم يلتفتا إلى هذه التحذيرات، واستمرت السفينة بالإبحار بسرعة تكاد تقترب من سرعتها القصوى.
غرق التيتانيك:
تشير الدراسات الحديثة إلى أن السفينة بدأت تتجه بصعوبة نحو الشاطئ بأربع مقصورات ذات فجوات.
حُدد مصير التيتانيك مع وجود ست مقصورات مملوءة بالماء، فقد خسرت السفينة الكثير مما لن يسمح لها بالبقاء عائمة، وحقيقة أنها كانت سفينة جيدة البناء ومتينة في هذه المرحلة لم تحدث فرقًا كبيرًا.
مضت ثلاث ساعات تقريبًا ولم تغرق السفينة، وهي مدة أطول من تلك التي توقعها مهندس التيتانيك عندما علم أن ست مقصورات تسرب إليها الماء، إذ توقع أن تظل السفينة عائمة لمدة ساعة إلى ساعة ونصف.
قال ستيفنسون: إنه على عكس بعض الدراسات التي تقول أن التيتانيك كانت ذات مسامير ضعيفة فقد كانت مساميرها قوية جدًا. حين امتلأت مقدمة السفينة بالمياه وغرقت في المحيط، ارتفع ظهر السفينة وخرج من الماء، وفقًا لتحليل أجراه جيمس كاميرون وشهود عيان.
هذا ما تسبب بحدوث ضغط هائل على منتصف السفينة، فتصدع في نهاية المطاف وغرق الجزء الخلفي منها. غرقت السفينة في الساعة 2:20 من صباح يوم 15 نيسان.
لماذا غرقت التيتانيك ؟
تكهن الكثيرون بالسبب الذي دفع السفينة إلى الاصطدام بالجبل الجليدي.
قال ستيفنسون: إنه من المحتمل في ذلك الوقت أن يكون هناك ظاهرة جوية تدعى “السراب العلوي”، وهو أمر شائع نسبيًا في شمال الأطلسي، تسببت في منع الطاقم من رؤية الجبل الجليدي حتى وقت متأخر جدًا.
وقد تكون هذه الظاهرة أيضًا هي ما منعت السفن القريبة من رؤية مشاعل الإنذار من التيتانيك أو من تمييز أنها كانت علامات استغاثة.
كانت سفينة كاليفورنيا في مكان قريب، على بعد أقل من 20 ميلاً (37 كيلومترًا) من التيتانيك، اختيرت للتحقيق حول عدم استجابتها لإشارات استغاثة التيتانيك.
لكن السفينة كانت قد توقفت ليلًا، وأُوقف تشغيل نظامها اللاسلكي.
زعم قبطان السفينة أن التوهجات التي رآها ضباطه لم يُعتقد أنها إشارات استغاثة. وقال ستيفنسون: إنه من غير الواضح بالضبط سبب عدم استجابة كاليفورنيا لإشارات الاستغاثة، وهو ما بقي موضع جدال حتى الآن.
حملت السفينة 16 قارب نجاة فقط، والتي يمكنها أن تستوعب ثلث ركاب التيتانيك فقط. في حين أن هذا قد لا يغتفر وفقًا لمعايير اليوم، فقد حملت التيتانيك قوارب نجاة أكثر مما هو ضروري بموجب القانون في ذلك الوقت.
على أعقاب هذه الحادثة، وُضعت قوانين لمنع ذلك من الحدوث مرةً أخرى وطُلب من السفن حمل المزيد من قوارب النجاة.
المسافرون والناجون:
أُنقذ جميع ناجي التيتانيك بواسطة كارباثيا التي تلقت إشارات استغاثة التيتانيك واتجهت نحوها على الفور. لكنها لم تصل إليها حتى حوالي الساعة الرابعة صباحًا.فقد 1514 شخصًا حياتهم من بين 2224 شخصًا كانوا على متن السفينة، بينما نجا 710 أشخاص. كان حظ المسافرين من الدرجة الأولى أفضل بكثير من المسافرين في الدرجة الثالثة.
على سبيل المثال مات 3% فقط من نساء الدرجة الأولى، في حين توفي 54% من نساء الدرجة الثالثة. كان بعض ركاب سفينة التيتانيك من الشخصيات البارزة، بمن في ذلك جون جاكوب آستور الرابع، أحد أغنى الرجال في العالم في ذلك الوقت.
كذلك كان إيدا وإيزيدور شتراوس، المالك المشارك لمتجر مايسي. وبالطبع كان هناك مولي براون (السيدة التي لا تغرق)، وهي شخصية اجتماعية اشتُهرت عندما عادت بزورق النجاة خاصتها للبحث عن ناجين، وفي نهاية المطاف نجت هي نفسها من هذه المحنة.
لم ينج آستور لأنه لم يأخذ على محمل الجد التقارير التي تفيد بأن السفينة كانت تغرق، ولم يُسمح له فيما بعد بصعود أحد قوارب نجاة بسبب سياسة “النساء والأطفال أولاً”، لكن زوجته الحامل نجت.
أما إيدا شتراوس صعدت في البداية إلى قارب نجاة ولكنها عادت إلى زوجها، وقالت: «سأذهب معك حيث تذهب»، وتوفي الزوجان معًا. اكتشف بوب بالارد حطام السفينة في الأول من أيلول عام 1985.