فيروس كورونا: علماء يحذرون من آثار الوباء على الصحة النفسية
ودعا
هؤلاء الباحثون إلى استغلال الهواتف الذكية في القيام بمراقبة آنية لحال
الصحة النفسية لفئات مجتمعية بعينها، لا سيما الأطفال والعاملين في الخطوط
الأمامية في قطاع الصحة.
وتشير دراسات إلى تأثُّر العامة بالقلق والعزل جرّاء فيروس كورونا.
وقالت جمعية مايند الخيرية للصحة النفسية في المملكة المتحدة إن العامة يعانون فعليا للوصول إلى ما يحتاجون من دعم.
ودعا خبراء إلى تطبيق مراقبة "لحظية" للصحة النفسية للجماهير بحيث يمكن استخدام أدوات فعّالة لتقديم المساعدة لمحتاجيها في بيوتهم.
وقال روري أوكونور، باحث جامعة غلاسكو وأحد المشاركين في بحثٍ نشرته دورية ذا لانسيت سايكايتري، إن "الإمعان في العزل الاجتماعي، والوحدة، والقلق، والتوتر، والإعسار المالي، هي بمثابة عواصف قوية تجتاح الصحة النفسية للناس".
وأوضح أوكونور أن البطالة تهيئ صاحبها للإصابة بالتوتر والاكتئاب، فيلجأ البعض إلى تعاطي الكحول والمخدرات ولعب القمار، وقد تدفع البطالة البعض إلى التشرد.
وقال الباحثون إن الأولوية يجب أن تكون مراقبة معدلات القلق، والاكتئاب، والإضرار بالنفس، والانتحار وغيرها من الأمراض التي تصيب النفس.
تقول كيت كِنغ، 57 عاما، والتي تعاني اكتئابا، إن الأوقات الراهنة بالغة الصعوبة على الأشخاص الذين يعانون مشكلات نفسية.
وتضيف: "القلق يعتبر استجابة طبيعية للوضع الذي نعيشه -أعاني مستوىً خفيفا من القلق طوال الوقت. يمكن أن تجتاحك موجات من هذا القلق وأنت تتابع الأخبار، أو وأنت تفكر في صحتك وصحة أشخاص آخرين".
واستطاعت كيت أن تجد طُرقا للتكيف مع هذا الوضع، عبر التركيز على التعايش اليومي.
تقول كيت: "لمّا وجدتُ نفسي غير قادرة على الخروج لاحتساء فنجان من القهوة، تواصلتُ مع أصدقائي عبر الإنترنت، أو جالستُ ابنتَيّ، كما أنني أتناول فنجانا من القهوة كل صباح".
وتضيف: "أحاول الاستمتاع بما أعمل لحظة بلحظة".
"إن عملاً كغسل الملابس كفيلٌ بألا يدع لك مساحة للشعور بالقلق".
أما الخروج للتنزُّه، فيمكن أن يسبب شيئا من الضيق عندما يتعين عليك أن تتجنب الاقتراب من الناس - وهكذا فقد تسوء الأمور أكثر.
وفي أواخر مارس/آذار الماضي، أجرت أكاديمية العلوم الطبية في المملكة المتحدة استطلاعين عبر الإنترنت قدّما لمحةً عن الوضع الحالي للصحة النفسية للجماهير في ظل تفشي وباء كورونا.
وغطّى الاستطلاع الأول عيّنة قوامها أكثرَ من ألفين ومئة شخص، بينهم كثيرون يعانون مشكلات في الصحة النفسية، وسلَّط الاستطلاعُ الضوء على مخاوفهم من الوصول إلى الدعم والخدمات أثناء الوباء، فضلا عن تخوّفهم من تردّي حالتهم الصحية.
الاستطلاع الثاني، غطّى عينة قوامها 1,099 شخصا من العامة، وكشف عن قلقهم من آثار العزل الاجتماعي والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة.
ووسط توقعات بزيادة معدلات القلق والتوتر أثناء الوباء، يتوقع الباحثون زيادة في أعداد المكتئبين والمُقدمين على الانتحار.
وفي عام 2003، وفي ظل انتشار وباء سارس، شهدت معدلات الانتحار في الفئة العمرية التي تجاوزت الخامسة والستين ارتفاعا بنسبة 30 في المئة.
ويؤكد الباحثون أن التدابير التي اتُخذت آنذاك للحدّ من انتشار وباء سارس كان لها آثار خطيرة على الصحة النفسية؛ إذ زادت معدلات البطالة، وزاد الشعور بعدم الأمان المالي والفقر.
- الأطفال، وصغار السن، والعائلات (إغلاق المدارس، العنف الأسري، لا وجبات مدرسية مجانية)
- المسنون ومَن يعانون مشكلات صحية (العزل، الوحدة، الفقد)
- الذين يعانون مشكلات في الصحة النفسية (التوقف عن العلاج وحدوث انتكاسات)
- الصفوف الأمامية من الطواقم الطبية (مخاوف من العدوى، والتوتر بسبب العمل)
- الذي يعانون صعوبات في التعلم (تغير في الروتين والدعم)
- أصحاب الدخول المتدنية (الوظيفة وعدم الأمان الاقتصادي)
- السجناء، والمشردون، واللاجئون (النبذ الاجتماعي)
- المجتمع بشكل عام قد يستشعر زيادة في فروق المستويات الصحية وقد يشهد إقبالا على استخدام بنوك الطعام
ويقول رئيس جمعية مايند الخيرية للصحة النفسية، بول فارمر: "من السابق لأوانه الوقوف على مدى الضرر الواقع، لكننا نسمع أن هناك مَن يعاني بالفعل في سبيل الحصول على الدعم الذي يحتاجه".
ويشير فارمر إلى أن ثمة أشخاصا تركوا مهامهم في الأقسام النفسية بخدمة الصحة الوطنية البريطانية، مما يعني بدوره توقُّع متابعة أحوال العديد من الأطفال والمراهقين ممن كانوا يتلقون علاجا نفسيا.
وينبه فارمر: "ما تحتاج الحكومات والهيئات الخدمية معرفته ليس فقط كيف تقدم الدعم المناسب للناس أثناء الأزمات، وإنما كذلك ما الأثر المترتب على المدى الطويل وما الخدمات التي يمكن تقديمها عندئذ لمساعدة الناس على العودة لحياتهم الطبيعية".
ويؤكد فارمر أنه كلما طالت مدة ترْك الناس بلا علاج، تردّت أحوالُهم الصحية على نحو قد يتمخض في نهاية المطاف عن "زيادة في معدلات الإضرار بالنفس والانتحار".
- الإبقاء على اتصال بالأصدقاء والعائلات، عادة عبر الإنترنت
- شَغْل النفس بالهوايات، والقراءة، ومشاهدة الأفلام، والقيام بأعمال صيانة منزلية
- ممارسة أنشطة بدنية، كالمشي، والجري والتمرينات الرياضية
- الحفاظ على الهدوء النفسي، عبر القيام بأنشطة مساعدة كالصلاة والتأمل
- الحصول على حصة من المعلومات - الوصول إلى الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي
- الحفاظ على الروتين عبر اتباع خطة يومية
لكن في ظل ما توصلت إليه الأبحاث من عبور نُسَخ سابقة من هذا الفيروس للجهاز العصبي المركزي، يوصي الباحثون بضرورة القيام بالمزيد من الأبحاث عن أثر كوفيد-19 على تلك المناطق من الجهاز العصبي.
وتواترت تقارير عن ظهور أعراض متعلقة بالمخ لدى الأشخاص المصابين بعدوى كورونا المستجد، كالصداع، والدوخة، وفقدان حاستَي الشم والتذوق، وآلام في العضلات، وضعف عام، وأعراض أخرى.
ويقول الباحثون إنه يجب تدشين قاعدة بيانات لمراقبة أية آثار نفسية أو أية آثار تطرأ على المخ جراء الإصابة بفيروس كوفيد-19.
وتشير دراسات إلى تأثُّر العامة بالقلق والعزل جرّاء فيروس كورونا.
وقالت جمعية مايند الخيرية للصحة النفسية في المملكة المتحدة إن العامة يعانون فعليا للوصول إلى ما يحتاجون من دعم.
ودعا خبراء إلى تطبيق مراقبة "لحظية" للصحة النفسية للجماهير بحيث يمكن استخدام أدوات فعّالة لتقديم المساعدة لمحتاجيها في بيوتهم.
وقال روري أوكونور، باحث جامعة غلاسكو وأحد المشاركين في بحثٍ نشرته دورية ذا لانسيت سايكايتري، إن "الإمعان في العزل الاجتماعي، والوحدة، والقلق، والتوتر، والإعسار المالي، هي بمثابة عواصف قوية تجتاح الصحة النفسية للناس".
وأوضح أوكونور أن البطالة تهيئ صاحبها للإصابة بالتوتر والاكتئاب، فيلجأ البعض إلى تعاطي الكحول والمخدرات ولعب القمار، وقد تدفع البطالة البعض إلى التشرد.
وقال الباحثون إن الأولوية يجب أن تكون مراقبة معدلات القلق، والاكتئاب، والإضرار بالنفس، والانتحار وغيرها من الأمراض التي تصيب النفس.
تقول كيت كِنغ، 57 عاما، والتي تعاني اكتئابا، إن الأوقات الراهنة بالغة الصعوبة على الأشخاص الذين يعانون مشكلات نفسية.
وتضيف: "القلق يعتبر استجابة طبيعية للوضع الذي نعيشه -أعاني مستوىً خفيفا من القلق طوال الوقت. يمكن أن تجتاحك موجات من هذا القلق وأنت تتابع الأخبار، أو وأنت تفكر في صحتك وصحة أشخاص آخرين".
واستطاعت كيت أن تجد طُرقا للتكيف مع هذا الوضع، عبر التركيز على التعايش اليومي.
تقول كيت: "لمّا وجدتُ نفسي غير قادرة على الخروج لاحتساء فنجان من القهوة، تواصلتُ مع أصدقائي عبر الإنترنت، أو جالستُ ابنتَيّ، كما أنني أتناول فنجانا من القهوة كل صباح".
وتضيف: "أحاول الاستمتاع بما أعمل لحظة بلحظة".
"إن عملاً كغسل الملابس كفيلٌ بألا يدع لك مساحة للشعور بالقلق".
أما الخروج للتنزُّه، فيمكن أن يسبب شيئا من الضيق عندما يتعين عليك أن تتجنب الاقتراب من الناس - وهكذا فقد تسوء الأمور أكثر.
وفي أواخر مارس/آذار الماضي، أجرت أكاديمية العلوم الطبية في المملكة المتحدة استطلاعين عبر الإنترنت قدّما لمحةً عن الوضع الحالي للصحة النفسية للجماهير في ظل تفشي وباء كورونا.
وغطّى الاستطلاع الأول عيّنة قوامها أكثرَ من ألفين ومئة شخص، بينهم كثيرون يعانون مشكلات في الصحة النفسية، وسلَّط الاستطلاعُ الضوء على مخاوفهم من الوصول إلى الدعم والخدمات أثناء الوباء، فضلا عن تخوّفهم من تردّي حالتهم الصحية.
الاستطلاع الثاني، غطّى عينة قوامها 1,099 شخصا من العامة، وكشف عن قلقهم من آثار العزل الاجتماعي والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة.
ووسط توقعات بزيادة معدلات القلق والتوتر أثناء الوباء، يتوقع الباحثون زيادة في أعداد المكتئبين والمُقدمين على الانتحار.
وفي عام 2003، وفي ظل انتشار وباء سارس، شهدت معدلات الانتحار في الفئة العمرية التي تجاوزت الخامسة والستين ارتفاعا بنسبة 30 في المئة.
ويؤكد الباحثون أن التدابير التي اتُخذت آنذاك للحدّ من انتشار وباء سارس كان لها آثار خطيرة على الصحة النفسية؛ إذ زادت معدلات البطالة، وزاد الشعور بعدم الأمان المالي والفقر.
ما الفئات الأكثر عرضة للخطر؟
يحدد الباحثون ثماني فئات قد تتأثر بالوباء أكثر من غيرها من فئات المجتمع.- الأطفال، وصغار السن، والعائلات (إغلاق المدارس، العنف الأسري، لا وجبات مدرسية مجانية)
- المسنون ومَن يعانون مشكلات صحية (العزل، الوحدة، الفقد)
- الذين يعانون مشكلات في الصحة النفسية (التوقف عن العلاج وحدوث انتكاسات)
- الصفوف الأمامية من الطواقم الطبية (مخاوف من العدوى، والتوتر بسبب العمل)
- الذي يعانون صعوبات في التعلم (تغير في الروتين والدعم)
- أصحاب الدخول المتدنية (الوظيفة وعدم الأمان الاقتصادي)
- السجناء، والمشردون، واللاجئون (النبذ الاجتماعي)
- المجتمع بشكل عام قد يستشعر زيادة في فروق المستويات الصحية وقد يشهد إقبالا على استخدام بنوك الطعام
ويقول رئيس جمعية مايند الخيرية للصحة النفسية، بول فارمر: "من السابق لأوانه الوقوف على مدى الضرر الواقع، لكننا نسمع أن هناك مَن يعاني بالفعل في سبيل الحصول على الدعم الذي يحتاجه".
ويشير فارمر إلى أن ثمة أشخاصا تركوا مهامهم في الأقسام النفسية بخدمة الصحة الوطنية البريطانية، مما يعني بدوره توقُّع متابعة أحوال العديد من الأطفال والمراهقين ممن كانوا يتلقون علاجا نفسيا.
وينبه فارمر: "ما تحتاج الحكومات والهيئات الخدمية معرفته ليس فقط كيف تقدم الدعم المناسب للناس أثناء الأزمات، وإنما كذلك ما الأثر المترتب على المدى الطويل وما الخدمات التي يمكن تقديمها عندئذ لمساعدة الناس على العودة لحياتهم الطبيعية".
ويؤكد فارمر أنه كلما طالت مدة ترْك الناس بلا علاج، تردّت أحوالُهم الصحية على نحو قد يتمخض في نهاية المطاف عن "زيادة في معدلات الإضرار بالنفس والانتحار".
ما الأمور التي تساعد على تحسّن حال الصحة النفسية؟
بحسب أقوال عينات البحث:- الإبقاء على اتصال بالأصدقاء والعائلات، عادة عبر الإنترنت
- شَغْل النفس بالهوايات، والقراءة، ومشاهدة الأفلام، والقيام بأعمال صيانة منزلية
- ممارسة أنشطة بدنية، كالمشي، والجري والتمرينات الرياضية
- الحفاظ على الهدوء النفسي، عبر القيام بأنشطة مساعدة كالصلاة والتأمل
- الحصول على حصة من المعلومات - الوصول إلى الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي
- الحفاظ على الروتين عبر اتباع خطة يومية
ماذا عن أثر أزمة الوباء على المخ؟
يقول الباحثون إنهم لا يكادون يعلمون شيئا عن أثر فيروس كورونا المستجد على الجهاز العصبي البشري.لكن في ظل ما توصلت إليه الأبحاث من عبور نُسَخ سابقة من هذا الفيروس للجهاز العصبي المركزي، يوصي الباحثون بضرورة القيام بالمزيد من الأبحاث عن أثر كوفيد-19 على تلك المناطق من الجهاز العصبي.
وتواترت تقارير عن ظهور أعراض متعلقة بالمخ لدى الأشخاص المصابين بعدوى كورونا المستجد، كالصداع، والدوخة، وفقدان حاستَي الشم والتذوق، وآلام في العضلات، وضعف عام، وأعراض أخرى.
ويقول الباحثون إنه يجب تدشين قاعدة بيانات لمراقبة أية آثار نفسية أو أية آثار تطرأ على المخ جراء الإصابة بفيروس كوفيد-19.