في عام 2011 أنتج بالولايات المتحدة الأمريكية، فيلم «Contagion» والذي يعني المرض المعدي، وهو إخراج ستيف سوديربيرج، ويحكي عن انتشار مرض معد ومميت يهدد البشرية، لانتشاره السريع، وتهديده حياة عشرات الملايين من الناس في مختلف دول العالم، وفي الوقت تحاول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وقف انتشار المرض، الذي ينتقل عن طريق الخفافيش وهو الفيلم ذاته الذي ركز على زعر العالم من هذا المرض.
لم يمض أكثر من 9 سنوات على الفيلم الأمريكي حتى تجسدت القصة ذاتها من جديد، لكنها ليست في فيلم سينمائي بل معاناة يعيشها الصينيون، ويعيش في ذعر بسببها غالبية دول العالم، نتيجة انتشار فيروس كورونا الذي اجتاح الصين منذ بداية العام الجاري، والذي راح ضحيته أكثر من 360 شخصا، وأصيب به أكثر من 17 ألف شخص حتى الآن.
تزايد في أعداد المصابين
فيروس كورونا الذي ينتشر بصورة كبيرة في الصين وينتقل منها إلى العديد من دول العالم، بدليل ارتفاع أعداد المصابين بصورة كبيرة يوما تلو الأخر إذ بلغ عدد المصابين اليوم 17205 وفقا لآخر إحصائية بفارق 2800 حالة عن الأمس والتي تمثل زيادة 20%، مما جعل الكثير يتنبأ أن المرض يدخل على موجته القصوى، وسط توقع بتزايد أعداد المصابين والضحايا.
أمام تلك الزيادة السريعة للفيروس الغامض، جعلت الكثيرون ممن يطلق عليهم أنصار نظرية المؤامرة يزعمون أن ظهور فيروس كورونا متعمد لضرب الاقتصاد الصيني العملاق، وأنه في إطار سلسلة الحرب البيولوجية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
مزاعم الحرب البيولوجية
وعلى تلك النظرية اعتمد الكثيرون من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، الذين حملوا على عاتقهم الترويج بأن انتشار فيروس كورونا ما هو إلا سلسلة من سلسلة الحروب بين البيولوجية، وأن انتشار الفيروس الغامض في الصين، جاء نتيجة تخصيبه داخل أحد معامل الأبحاث لعرقلة التقدم الاقتصادي الصيني ووقف هذا العملاق الاقتصادي.
ووفقا لأصحاب تلك النظرية التي وجدت من منصات مواقع التواصل الإجتماعي ساحة لانتشارها، فإن عملية تخصيب هذا الفيروس تم تصميمها لإصابة الصينيين وحدهم دون غيرهم على جينات وراثية صينية.
مكاسب أمريكية
وأمام كل تلك المزاعم بأن فيروس كورونا سلاح بيلوجي، سرعان ما وجدت تصريحات وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، والتي قال فيها بأن فيروس كورونا يمكن أن يساعد في توفير فرص عمل بالولايات المتحدة، نظرًا لأن الشركات ستنتقل بعيدًا عن المناطق المتأثرة، والتي وجدت صداها عن أنصار تلك النظرية بأنها تلميح للاستفادة الكبرى للولايات المتحدة من تلك الحرب.
ووفقا لتصريحات وزير التجارة الأمريكي والتي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الجمعة الماضية، فأن فيروس كورونا سيكون مفيدًا لنمو الوظائف، قائلا: "أعتقد أنه سيساعد على تسريع عودة الوظائف إلى أمريكا الشمالية بما فيها المكسيك"، ما يعزز اقتصاد واشنطن، مضيفا: "لا أريد التحدث عن انتصار على مرض مؤسف وخبيث جدًا قبل مناقشة الفوائد الاقتصادية المحتملة للفيروس".
لم يقتصر المغردون على مواقع التواصل الإجتماعي على الاحتجاج بالفيلم الأمريكي «Contagion» للتأكيد على أن فيروس كورونا أحد سلاسل الحرب البيولوجية، حتى استشهد أحرون بمقال نشر بصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية ركز على أن هذا فيروس كورونا ضمن الأسلحة البيلوجية لكنه لم يكن نابعا من الولايات المتحدة الأمريكية، بل تم تخليقه في مختبر بمدينة ووهان الصينية.
خطأ صيني
واستشهدت الصحيفة الأمريكية ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق داني شوهام، بأن فيروس كورونا قد يكون مرتبطا ببرنامج الأسلحة البيولوجية السري الخاص بالصين، في محاولة منه لنفيه تلك المزاعم عن الولايات المتحدة الأمريكية، العدو الاقتصادي الأول للصين.
كارثة إن صحت
وأمام كل تلك التكهنات فند فيبين نارانج، الأستاذ الجامعي بمعهد ماساتشوستس للتقنية تلك المزاعم، من خلال تغريدة له عبر حسابه الرسمي على تويتر أكد فيها أنه لا يوجد دليل على أن فيروس كورونا سلاح بيولوجي، وأن أي مزاعم تؤيد ذلك ستساهم في نشر معلومات خاطئة بشكل غير مسؤول، ووفقا لقوله: «إن صحت تلك الإدعاءات فسيكون ذلك السلاح البيولوجي سيئا للغاية لأن السلاح البيولوجي القوي ينبغي أن يكون أكثر فتكا وأقل انتشارا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق