كورونا والجيل الخامس للاتصالات، أي علاقة فعلية؟
إذا راجعنا أرشيف "نيكولا تيسلا" الذي إشتهر بإنجازاته الكثيرة التي استولت عليها الحكومة الأميريكية من أجل "درء خطر وقوعها في أيدي العدو" في بدايات القرن العشرين، لوجدنا بأن التكنولوجيا التي نشهدها اليوم ليست بحديثة . فهذا المخترع الذي وسموه ب "المجنون" عُرِفَ بمساهماته الثورية في مجال الكهرومغناطيسية، التي ستُمكّن الناس بالتحدث مع بعضهم من مسافات بعيدة باستخدام جهاز بث إذاعي شخصي ( ما يُعرف اليوم بالهاتف الخليوي المحمول ), قال آنذاك "سيصبح هناك نظام معلومات موحد في جميع انحاء العالم، كما سترسل المعلومات لاسلكياً، لقد أوجدت هذه الطريقة بنفسي وتمكنت من إرسال الكهرباء لاسلكياً الى مناطق نائية من الأرض و سيتحكم الذكاء الاصطناعي في حياة البشر والتلاعب بالناس وستطلق أمواج الطاقة لتعطيل الكهرباء، ومن خلال الغلاف الأيوني سنتمكن من التلاعب بالمناخ" . وقد أضاء مصابيح لاسلكية ليثبت إمكانية نقل الطاقة لاسلكياً.
الغريب في ما حذّر منه " نيكولا تيسلا" قوله : " ستعيشون لتروا أشياء مرعبة من صنع البشر تتخطى قدرتكم على الإستيعاب". فما هو هذا السرّ الخطير الذي دفع بالعالم الفيزيائي والمهندس الكهربائي والميكانيكي لقول ذلك. وما هي الأشياء المرعبة من صنع البشرالتي لمّح إليها هذا " المخترع المجنون " . هل من ترابط بين وباء الكورونا العالمي وبين التكنولوجيا القديمة الحديثة أي ما يُسمىّ بالجيل الخامس للأنظمة اللاسلكية؟
ثمة تساؤلات وشكوك وتكهنّات كثيرة، ربما قد تمكّننا من الوصول إلى بعض الخيوط إذا استعرضنا توقعات " تيسلا" المستقبلية بشكل أدق مع ما يحصل في العالم اليوم ، وربطها ببعض النظريات التي تقول بأن إشعاع الجيل الخامس هو السبب الأساسي بانتشار فيروس كورونا .
الجيل الخامس ووباء كورونا العالمي
فندت مؤسسة Full Fact المستقلة مؤخراً، بأنّ ترددات موجات الجيل الخامس المستخدمة مع أنها أعلى من الجيلين الرابع والثالث، سجلت مستويات للإشعاع الكهرومغناطيسي للجيل الخامس أقل بكثير من الإرشادات الدولية. وعندما سُئل وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل جوف عن "النظرية" التي تقول إن أبراج اتصالات الجيل الخامس يمكن أن تلعب دورا في انتشار المرض، أجاب "هذا مجرد هراء وخطير أيضا". كما أن مجموعة شركات الهاتف المحمول EE و Vodafone وغيرهما في المملكة المتحدة، أكدت أن ما يروج له بربط شبكات الجيل الخامس بفيروس كورونا، وبأن موظفي الاتصالات قد تعرضوا للتهديد هي شائعات كاذبة. هذه الردود جاءت بعدما تعددت الاتهامات للصين بأنها تسببت بهذا الوباء من مدينة ووهان لوجود شبكات الجيل الخامس فيها.
بالمقابل، حذّرت منظمة أوفكوم للاتصالات في المملكة المتحدة محطة يوسي كايفيلد (محطة إذاعة مجتمعية) من أن هناك ممرضة ادعّت بأن شبكات الجيل الخامس تمتص الأوكسجين من رئتي الأشخاص. وبدورها بثت قناة آر تي الأميريكية، وهي شبكة تلفزيونية تمولها الحكومة الروسية، تقريرا قبل أكثر من عام أكّد فيه مراسلها أن شبكة الجيل الخامس قد تقتلك.
إذاً، بين الشك واليقين من أن انتشار وباء كورونا مرتبط بالجيل الخامس، ووسط النظريات الكثيرة، تبقى الإشكالية الأهّم: كيف انتشر فيروس كورونا في العالم بهذه السرعة القصوى بالرغم من أنّ معظم الفيروسات التي سبقته مثل السارس سنة 2002 والايبولا 2013 تنتقل أيضاً بالعدوى ولكنها لم تتفش وتنتشر كوباء الكورونا بالرغم من مرور ثلاثين سنة على العولمة وتخالط الناس ببعضها البعض. ولماذا توفي فعلا الطبيب الصيني " لي وين ليانج" الذي اكتشف الفايروس الجديد، فهو بداية تعرّض للتوبيخ والملاحقة والاعتقال مع 8 أشخاص آخرين بتهمة ترويج شائعات وأضاليل، لكنه تحوّل لاحقا الى بطل قومي، بعد وفاته مصابا بالفيروس نفسه؟ هل كان يعرف أكثر مما عرفنا؟ فهو كان أول من حذّر من اندلاع الفيروس الغامض الذى تسبب فى التهاب رئوي لعدد من الحالات فى الصين .
هنا نعود الى ما قاله “تيسلا” منذ بداية القرن العشرين. فالعالِم الذي كان يكره الأوبئة والفيروسات بشكل غريب أكد آنذاك " بأن كل كائن حي هو محرك مربوط بطاقة الكون على الرغم من أن الطاقة تبدو متأثرة بالأشياء المحيطة بها القريبة إلا أن نفوذها الخارجي يمتد إلى مسافة لا نهائية " ربما العالم الفيزيائي قد يفسّر جزءاً ولو قليلاً من شكوكنا بربط الجيل الخامس وذبذباته اللاسلكية بوباء كورونا ، وربما الآلة الدعائية الضخمة التي تريد تحميل الصين مسؤولية ما يجري، وجدت في الوباء فرصتها التاريخية لتحطيم اسطورة الجيل الخامس الصينية، خصوصا ان بكين بدأت بالإعداد أيضا للجيل السادس ما يعني أنها تخطت بأشواط الأجيال الغربية الأطلسية في هذا المجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق