Trust world
مدونة فكرية وبحثية تهتم بالمواضيع الهامة والجديدة بالمنطق العلبمي
الجمعة، 23 أكتوبر 2020
عبد الحسين شعبان كتب في موقع خمس نجوم
العدل والعقل!
عبد الحسين شعبان
"سوّر مدينتك بالعدل" هذا ما خاطب به الخليفة "العادل" عمر بن عبد العزيز أحد ولاته الذي طلب منه بناء سور لحماية مدينته من مداهمة بعض المتمردين أو المعارضين أو ما يسمى الخارجين على القانون بالمصطلحات الحديثة، لأن العدل صمام الأمان لضمان سلم وأمن الوطن والمواطن.
وقد ظلّ سؤال العدل يراود المشتغلين بالحقل العام، سواء بمعناه الفلسفي أم الاجتماعي أم القانوني، أقول ذلك وأنا أدرك حجم الاختلاف في التفسيرات والتأويلات لمفهوم العدل وشروطه، علماً بأنه لا يوجد دين أو فلسفة أو آيديولوجية أو نبي أو مفكر أو فيلسوف أو مصلح، إلّا وخصّ العدل بموقع متميز من منظومته. وعندي أن شرط تحقق العدل يرتبط بالمساواة، فلا عدل دون مساواة، وهما أس السلام والاستقرار والتقدم والتنمية، وحسب عبدالرحمن بن خلدون، العدل بالعمران والظلم بالخراب، ولكن مفهوم العدل يختلف بين مفكر وآخر وبين مدرسة فكرية وأخرى وبين تيار سياسي وآخر، وفقاً للخلفيات الاجتماعية والنظرة الفلسفية للحياة والكون.
يقول ابن رشد " العدل معروف في نفسه، إنه خيرٌ وإن الجور شرٌ" وحسب معجم لسان العرب أن " العدل ما قام في النفوس، أنه مستقيم وهو ضد الجور"، وهو يعني في كتب اللغة العربية " القسط والإنصاف وعدم الجور وأصله التوسط بين مرتبتي الإفراط والتفريط"، أي أنه الاعتدال في الأمور ويقابله الظلم والجور ، كما ورد في القرآن الكريم بمعنى القسط والأمر بالعدل والإحسان (سورتي النساء، الآية 135 والنحل الآية 90).
وحسب الإمام علي " العدل إنصاف والإحسان تفضيل" ، وفي كتاب تهذيب الأخلاق للجاحظ " العدل هو استعمال الأمور في مواطنها وأوقاتها ووجوهها ومقاديرها من غير سرف ولا تقصير ولا تقديم ولا تأخير، "وسيكون العدل ضمانة لتأمين احترام حقوق الإنسان أفراداً أو جماعات، تلك التي يمكن تأطيرها بقوانين ودساتير ولوائح وشرائع وأنظمة، لأن جوهر العدل ومبتغاه ينبغي أن يكون الإنسان ، فهو مقياس كل شيء حسب الفيلسوف الإغريقي بروتوغوراس، ولا يتحقّق ذلك إلّا بإسناد الحق إلى صاحبه وتمكينه من الحصول عليه وحيازته على نحو يؤمن سياقاته، فتحقيق العدل فضيلة من فضائل الروح الإنسانية والقلب الرقيق، لأنه سبب في تقدّم البشر والأمم والأقوام والدول ورفاهها ومشروعية في حكمها (المقصود قانوناً) وشرعية لحكامها (المقصود سياسية)، لأنه سيضمن الأمن والسلام للمجتمع وللفرد، بحيث لا تفريط بحقوقهم ولا إفراط تحت أي حجة أو ذريعة .
وكما ورد في الحديث النبوي عن الرسول محمد " عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة، وجور ساعة أشد معصية من ستين سنة"، وكما يقال "حوار سنة أفضل من حرب ساعة" ، لأن الحرب دمار وخراب ومآسي وآلام، في حين أن الحوار والنقاش والسجال والجدل يمكن أن يوصل إلى حلول تجنب كل ذلك ، ويستحصل كل حقه بالعدل .
ولذلك يرمز للعدل بالميزان وهو شعار القضاء ونقابات المحامين وهدف الحقوقيين والنشطاء في كل مكان، ويشكّل العدل جوهر الدراسات القانونية والسياسية والفلسفية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والإدارية والدينية والنفسية وغيرها، ولاسيّما التي تنظم علاقة الفرد بأقرانه وبالمجتمع والدولة.
وقيمة العدالة الحقيقية هي بالمساواة والشراكة والمشاركة، وبالطبع بالحرّية وتلك هي أركان المواطنة السليمة والمتكافئة، التي تعرفها المجتمعات الحيوية والتي تحقق جزء كبير منها بفعل كفاح طويل الأمد، خصوصاً بإلغاء التمييز بين البشر لأسباب دينية أو عرقية أو لغوية أو لونية أو اجتماعية أو جنسية أو لأي سبب كان يخلّ بمبادئ العدالة وبفكرة تكافؤ الفرص، وهي المرآة الحقيقية العاكسة لحسن سير المجتمع معتمداً على جدوى تطبيق المبادئ.
والعدل بالعقل أيضاً، فهي بالبرهان العقلي والقياس المنطقي، فإذا كان الإنسان أخ الإنسان، فلا بدّ لهما أن يتساويا في الكرامة، وتلك الحكمة أساساً تستند إلى العقل، وحسب أبو الوليد بن رشد أن العدل خير بذاته وهو ينسحب على جميع الأوجه وعلى كل المستويات، وذلك لارتباط العلّة بالمعلول، والخير لا يأتي إلّا بالخير، على الصعيدين الفردي والجماعي.
ووفقاً لما تقدم فإن العدل يتخطى مستوى الحاجة الاجتماعية لأنه يرتقي إلى مستوى الضرورة العقلية أساساً والذي يحتكم إلى القيم الأخلاقية مظهراً ومبنياً، وذلك وفقاً لسياقات اجتماعية وسياسية وثقافية متعدّدة تخص الفرد والجماعة والدولة ككل، فالعدل من طبيعته أنه يمتد في كل أجزائها، فتظهر نتائجه حسنة على الجميع بالقول والفعل، ويتحدّد العدل بالعقل الذي هو الوسيلة المثلى في تشخيص حالة الطغيان ، وهكذا يتم الربط بين العقل والعدل، وهما أساسان لتحقيق التنمية والمساواة والتطور والمدنية، حسب ابن رشد.
ولئن العدل خيرٌ مطلق، فإن من يعارضه ويحول دون تحقيقه على مستوى الذات والآخر والفرد والجماعة، هو شرٌ بالضرورة أو على سبيل الشر ومدعاة للجور، ولا يمكن تحقيق إنسانية الإنسان دون العدل، وهو شرط لحوار فكري للدفاع عن الحقيقة ، وهكذا هي سلطة العقل التي ستكون موشّاة بالعدل.
الجمعة، 9 أكتوبر 2020
الاجهاد النفسي
اليوم العالمي للصحة النفسية 2020:؟ قبل 5 دقيقة غا ا هناك تغييرات بسيطة تجريها
على حياتك يمكنها أن تجنبك الإجهاد النفسي < هل تشعر بالقلق والتعب والضغط،
وأنك منهك؟ هل تشعر أن العمل يكاد يقضي عليك الآن، على الرغم من أنك لم يسبق عانيت
من هذا الأمر؟ ربما أن ضغط الحياة العائلية والأعباء التي لا تنتهي هو الذي جعلك لا
ترى مخرجا. أنت إذن على حافة الإجهاد النفسي. ولكن لا تخشى شيئا، فالإعلامية
والطبيبة، رادا مودغيل، تقدم لك نصائح تخرجك مما أنت فيه، وتساعدك في التعرف على
مؤشرات الإجهاد النفسي، حتى تتجنبها مستقبلا. ما هي حقيقة الإجهاد النفسي؟
الإعلامية والطبيبة رادا مودغيل التعليق على الصورة، الإعلامية والطبيبة مودغيل
تقول إن التغييرات الكبيرة قد تؤدي إلى الإجهاد النفسي ورد مصطلح "الإجهاد النفسي"
أول مرة في بحث علمي أعده هيربرت فرودنبرغر في عام 1974. ووصفه الباحث بأنه "حالة
إرهاق نفسي وجسدي" تحدث بسبب الحياة العملية، وتمر "بمراحل عديدة من بينها الإكراه
من أجل إثبات النفس". أما اليوم فنرى أن الإجهاد النفسي هو "ضغط مفرط ومتواصل" حسب
الدكتورة رادا مودغيل، التي تقول إنه "يجعلنا غير قادرين على تحمل مصاعب الحياة".
وعلى عكس هيربرت فرودنبرغر، فإن الدكتورة مودغيل تعتقد أن أسباب الضغط قد تأتي من
جوانب الحياة المختلفة وليس من ظروف العمل وحدها. كيف يكون الشعور بالإجهاد النفسي؟
بطارية هاتف فارغة التعليق على الصورة، الشعور بالإجهاد النفسي يشبه البطارية
الفارغة تشبه الدكتورة مودغيل الإجهاد النفسي بالبطارية الفارغة في هاتفك. قد تشعر
بإرهاق الحياة كما لو أنك فقدت كل ما لديك من مخزون. قد تكون من الذين يتحملون عادة
الضغط ومصاعب العمل، ولكنك حاليا غير قادر على التحمل. وتقول الدكتورة مودغيل إن
ذلك ربما مؤشر على أن "مخزونك النفسي" بدأ ينضب. عليك أن تنظر إلى الأمور بهذه
الطريقة: لديك "مخزون العمل" و"مخزون البيت"، إذا بدأ أحدهما ينضب، والآخر لا يزال
مليئا، قد تستطيع التحمل. ولكن إذا بدأ الاثنان في النضوب في وقت واحد، فلن تجد
مخزونا تعتمد عليه، وهنا تبدأ المشاكل. فنحن بحاجة إلى مراقبة بطاريتنا النفسية
تماما مثلما نراقب بطارية الهاتف، حسب الدكتورة، وعليك أن تتساءل كيف تشحن
البطارية. ما هي أسباب الإجهاد النفسي؟ تجد صعوبة في التحمل إذا نضب مخزونك النفسي
التعليق على الصورة، تقول الدكتورة مودغيل إذا ساءت الأمور في العمل وفي البيت معا
يبدأ الإجهاد النفسي تقول الدكتورة مودغيل إن أي "تغيير كبير في الحياة أو أي حدث
مثير للقلق" قد يساهم في الإجهاد النفسي. وتعطي أمثلة مثل المخاوف المالية أو
المشاكل العائلية. وكذا الظروف المسببة للتوتر مثل الانتقال أو فقدان وظيفة أو
إجراء امتحانات. كيف نستطيع إذن وقف الإجهاد النفسي وتجنب الإرهاق؟ نصائح الإجهاد
النفسي لقاء الأصدقاء التعليق على الصورة، لقاءات الأصدقاء وممارسة النشاطات التي
نحبها قد تساعد في تجنب الإجهاد النفسي تقول الدكتورة كودغيل: أحسن الإصغاء إلى
نفسك ركز على الأمور التي على ما يرام تواصل مع الأصدقاء الذين ترتاح إليهم حافظ
على ممارسة نشاطات مختلفة افعل ما يريحك واجعله من أولويتك استمع إلى أنغام
الموسيقى المفضلة لديك خذ قسطا كافيا من النوم لا تترك الأمور تتأزم. عود نفسك على
هذه الخطوات واجعلها راتبك اليومي تأمل الدكتورة مودغيل أن تساعدك هذه النصائح في
تجنب الإجهاد النفسي. وتعتقد أيضا أننا لو أولينا "بطارياتنا النفسية" اهتماما
يوميا مثل الاهتمام الذي نوليه إلى بطاريات الهاتف، فإننا سنرى تحسنا في الصحة
النفسية
الجمعة، 28 أغسطس 2020
حقيقة عجائب الدنيا السبع
عجائب الدنيا السبع
أسرت عجائب الدنيا السبع القديمة الخيال منذ آلاف السنين. وقبل فترة طويلة من ظهور الكهرباء وأجهزة الكمبيوتر والآلات الثقيلة، تجلّت براعة البشرية في بلاد ما بين النهرين والبحر المتوسط في الهياكل الضخمة، التي بدا لنا تشييدها أمراً مستحيلاً.
كان الشاعر اليوناني أنتيباتر الصيداوي الذي عاش في القرن الثاني، هو من وضع قائمة بهذه العجائب السبع في الأصل، لتكون بمثابة دليل سفر في الماضي، وساهم فيها عالم الرياضيات، فيلون البيزنطي، بالكثير من الإضافات لاحقاً، حسب مجلةNewsweek الأمريكية.
واليوم، لم يتبق من هذه العجائب سوى الهرم الأكبر في الجيزة. ومع ذلك، بالكثير من الإبداع ومساعدة الخبراء التاريخيين والمعماريين، عملت شركة NeoMam Studiosبجد لإعادة هذه الإنجازات البشرية إلى الصورة التي كانت عليها في عصرها.
وإليكم نبذات عن كل أثر نُشرت في الأصل على موقع Budget Direct.
1. عملاق رودس
كان التمثال العملاق الذي يبلغ طوله حوالي 33 متراً ينتصب منفرج الساقين على مدخل ميناء ماندراكي، وكانت قدماه مثبتتين بإحكام على قاعدتين بطول حوالي 15 متراً حتى تتمكن القوارب من المرور بين ساقيه.
لقد كان بالتأكيد وسيلة لتعريف الدخلاء بمن هو المسيطر الحقيقي: في الواقع، نُحت هذا التمثال العملاق لإله الشمس هليوس من الأسلحة والدروع المُذابة التي تخص الجيش القبرصي، الذي هزمه رودس.
وقد تحطم التمثال بفعل زلزال بعد نصف قرن فقط. وظل التمثال مطروحاً ليشاهده الزوار لمدة 800 عام أخرى، حتى أذابه الخليفة المسلم معاوية وباعه لتجار الخردة.
2. الهرم الأكبر في الجيزة
بُني الهرم الأكبر منذ أكثر من 4500 عام من أحجار يتراوح وزن الواحد منها بين 2.5 و15 طناً، وظل الهرم الأكبر أطول هيكل من صنع الإنسان في العالم لمدة ما يقرب من أربعة آلاف عام.
وكشفت الحفريات حوله أنه من المرجح أن ما يصل إلى 100 ألف من العمال المهرة الذين يتمتعون بصحة جيدة أتوا من جميع أنحاء البلاد ليقيموا في مدينة مؤقتة فيما يشيدون الأهرامات العجيبة في هذه المنطقة.
هل كانت الحدائق المعلقة موجودة يوماً بالفعل؟ إنها الأعجوبة الوحيدة في القائمة التي ربما كانت من نسج خيال كاتب رحالة قديم.
لم يأتِ الكتاب بابل -التي تقع على بعد حوالي 83 كم جنوب المدينة العراقية التي تعرف الآن ببغداد- على ذكر الحديقة. ولكن إذا وُجدت بالفعل، فيبدو أنها كانت إنجازاً هندسياً رائعاً، إذ كان يضم نظاماً معقداً يسمح بتدفق المياه إلى المصاطب التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 20 متراً.
4. منارة الإسكندرية
منارة الإسكندرية هي النموذج الذي تُقيَّم على أساسه كل المنارات التي جاءت بعدها.
كانت المنارة التي شيدها المعماري الإغريقي سوستراتوس من كنيدوس عبارة عن برج أسطواني تستقر على قمته نيران متقدة، ويستقر البرج على الطابق الثاني ثُمانيّ الأضلاع، الذي يستقر بدوره على قاعدة مربعة الشكل.
ويقود الدرج الحلزوني إلى قمة المنارة، التي ربما كانت تحمل تمثالاً لهليوس. وقد تهدم البناء في وقت ما بين القرن الثاني عشر وأواخر القرن الخامس عشر، عندما بنى السلطان المملوكي قايتباي قلعة على أنقاض المنارة.
5. ضريح موسولوس في هاليكارناسوس
كانت المقبرة التي شيدت لموسولوس، حاكم كاريا، منطقة قديمة في آسيا الصغرى، مبهرة لدرجة أن اسم الملك الراحل أصبح يُطلق على المقابر الأثرية الضخمة.
وشيد موسولوس العديد من المعابد والمباني المدنية في حياته، وشيّد الضريح لنفسه. شُيّد البناء من رخام الأناضول والبنتيليك على طراز يجمع بين مبادئ التصميم اليونانية والمصرية وتلك الخاصة بالشرق الأدنى.
وعندما فُتح القبر، عُثر على بقايا ذبائح ثيران وأغنام وطيور كانت بمثابة وليمة "وداع" للمقيم الدائم في الضريح.
6. تمثال زيوس في أولمبيا
شيّد الإليانيون هذا التمثال المطلي بالذهب والعاج والبالغ طوله 12 متراً تقريباً في معبد زيوس في محاولة للتفوق على أهل أثينا.
ولسوء الحظ، كان الإطار والعرش مصنوعين من الخشب. ومع أن التمثال صمد لبضع مئات من السنين، فمن المحتمل أنه قد انهار إما عندما دُمر المعبد عام 426، أو بعد بضع سنوات في حريق في القسطنطينية.
7. معبد أرتميس في إفسوس
يبدو أن المعبد الهائل للإلهة اليونانية أرتميس، إلهة العذرية والصيد والحيوانات البرية والغابات والخصوبة، قد استفز الإغريق القدماء والقوط في القرن الثالث والمسيحيين الأوائل على حد سواء، إذ شُيّد المبنى وهُدم ثلاث مرات.
وكان هيروستراتوس هو أول من هدمه، إذ أحرقه بالكامل لا لشيء إلا ليصبح مشهوراً.
وبعد ذلك جاء القوط، الذين دمروا المدينة في رحلة هروبهم من الرومان.
وأخيراً، دمره مجموعة من الرعاع المسيحيين عام 401، ولم يتركوا سوى الأساسات وعمود واحد، الذي لا يزال بإمكاننا رؤيته حتى اليوم.
الجمعة، 29 مايو 2020
مقال علمي عن تلوث البيئة
مقال علمي عن تلوث البيئة
التلوث البيئي
التلوث البيئي هو أي تغيير سلبي في المكونات المادية أو البيولوجية للبيئة ، والتي تؤثر على عملها الطبيعي ، عن طريق إضافة أي مواد إلى البيئة ، سواء كانت صلبة أو سائلة أو غازية ، أو شكل من أشكال الطاقة مثل الحرارة والصوت والإشعاع ، بسرعة وبشكل مفاجئ ، بحيث لا يمكنك التخلص من البيئة أو تحليلها أو إعادة تدويرها ، بحيث تصبح هذه الطاقة أو المواد مفرطة ، مما يجعلها ضارة بالبيئة ومصدرًا للتلوث.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التلوث: تلوث المياه ، وتلوث الهواء ، وتلوث الأراضي ، بالإضافة إلى الأنواع التي ظهرت مؤخرًا في المجتمع ، بما في ذلك التلوث الضوئي والتلوث بالضوضاء ، حيث يعد التلوث البيئي بجميع أنواعه أحد أكثر أنواع التلوث خطورة. المشاكل التي تؤثر سلبا على الحياة البرية والحياة البشرية والصحة.
أنواع التلوث البيئي
تلوث الهواء
يتسبب تلوث الهواء في إطلاق غازات وجزيئات ضارة طبيعية أو من صنع الإنسان في الهواء أو الجو ، حيث تسبب أضرارًا للكائنات الحية وتؤثر على المناخ . مثال على تأثير الأنشطة البشرية على تلوث الهواء هو مصانع حرق الفحم ، والانبعاثات الناتجة عن عوادم السيارات والطائرات والقوارب ، في حين تعد البراكين مثالًا على المصادر الطبيعية للتلوث ، حيث يتم إرسال كميات كبيرة من الجزيئات والغازات إلى الغلاف الجوي من خلال ثوران البراكين وانفجاراتها ، ومن أسباب التلوث ، يحرق الهواء أيضًا سجائر التبغ والأنشطة الصناعية المختلفة.
تنقسم مصادر ملوثات الهواء وفقًا لتأثيرها على الملوثات الأولية والثانوية ، حيث تكون الملوثات الأولية أضرارًا مباشرةفي الغلاف الجوي ، أو تتفاعل لتكوين مواد ضارة في الجو ، في حين تنشأ الملوثات الثانوية من التفاعلات بين مكونات الغلاف الجوي والملوثات الأولية.
يعد تلوث الهواء أمرًا خطيرًا على البشر ، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب وأمراض الرئة مثل الربو والحساسية ، لأن الهواء الملوث يزيد من حدة أعراض مرضهم ويسبب نوبات الربو ، لأن التعرض للهواء الملوث يؤدي إلى تهيج في العينين ، الأنف والسعال والحنجرة ومشاكل التنفس ، تؤثر أيضًا إمكانية حدوث نوبات قلبية وتلوث الهواء على المناخ ، مما يسبب الاحترار العالمي من خلال غازات الدفيئة ، مثل الغازات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري في المركبات والمصانع ، بالإضافة إلى الميثان.
تلوث المياه
يتسبب تلوث المياه في تراكم المواد الضارة التي يطلقها البشر في المسطحات المائية بشكل مباشر أو غير مباشر ، مما يسبب مشاكل للكائنات الحية ، حيث يمكن أن تتخلص المسطحات المائية مثل المحيطات والبحيرات والأنهار من الملوثات الطبيعية وغير الضارة عن طريق تشتيت في حال كان مقدارها قليلًا فقط ، يتم تقسيم مصادر المياه إلى قسمين ، لذلك إذا ظهرت على سطح الأرض مثل المحيطات والبحيرات والأنهار ، فإنها تسمى المياه السطحية ، حتى لو كانت في الأرض والحفاظ عليها في طبقات الصخور تحت الأرض تسمى المياه الجوفية .
يعد تلوث المياه السطحية هو الأكثر شيوعًا وواضحًا في تلوث المياه ، وقد يحدث بسبب تسرب الزيت أو الزيت من ناقلة نفط أو رمي النفايات الصلبة في البحار ، أو التخلص من المواد الكيميائية للمصانع في المحيطات والبحار بالإضافة إلى غيرها. الأسباب ، مثل المصانع والأسمدة ومصفاة النفط والصرف الصحي ، والمبيدات الحشرية وعلى الرغم من أن تلوث المياه الجوفية ليس شائعًا ، إلا أنه لا يقل خطورة عن تلوث المياه السطحية ، لأن المياه الجوفية هي مصدر تغذية النهر ومصدر لمياه الشرب مثل حسنا. أحد أهم أسباب تلوث المياه الجوفية هو مبيدات الأعشاب ، لأنها تهرب من الحدائق إلى الطبقات الأرضية حتى المياه.
تشكل المياه الملوثة بالنفايات الصلبة والصرف الصحي والزيت وغيرها من الملوثات تهديدًا للنباتات والحيوانات والأشخاص. يسبب شرب المياه الملوثة مشاكل في الجهاز الهضمي البشري ، كما أن تناول الأسماك والمأكولات البحرية المشربة بملوثات من المياه مثل الزئبق يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة ، خاصة بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل. كما أن تلوث المياه هو سبب موت أو مرض العديد من الحيوانات ، لأن تسرب النفط في عام 2010 على الساحل الأمريكي أثر على مسافة 2549.5 كيلومترًا ، مما أدى إلى وفاة أكثر من 8000 حيوان في غضون ستة أشهر.[
تلوث الأرض
يحدث تلوث الأرض بسبب الأنشطة البشرية المباشرة وغير المباشرة التي تسبب تدهور وتدمير سطح الأرض والتربة. أحد أسباب تلوث الأرض هو إزالة الغابات وإزالة الغابات وترك الأرض الجرداء ، مما يجعل الأرض عرضة للتآكل والتآكل بسبب الأمطار. ، والأسباب الأخرى لتلوث التربة هي الصناعة التي تظهر في البلدان المتقدمة والصناعية أكثر من البلدان النامية ، والأنشطة الصناعية ، حيث يتم إطلاق النفايات الصلبة والغاز السام ، حيث يتم التخلص من النفايات الصلبة على الأرض أثناء غازات Vtenbos في ثم يستقر الغلاف الجوي على الأرض ، مما يسبب التلوث ، بالإضافة إلى ذلك تسبب المنشآت النووية والكيميائية ، المصافي والزيت ، والتخلص من مياه الصرف الصحي والنفايات في تلوث الأراضي أيضًا.
يشكل تلوث الأرض والتربة تهديداً للحيوانات والأشخاص ، والنباتات ولا يتم إنتاج التربة الملوثة بالمواد الكيميائية ولا يمكنها إعطاء النباتات والمحاصيل المغذيات اللازمة لنموها ، مما يمنع إنتاج الغذاء ونقص التغذية في بعض المجتمعات ، تناول أو تلامس الجلد من المحاصيل الناتجة عن التربة الملوثة يؤدي إلى الأمراض.
أنواع أخرى من التلوث
فيما يلي أنواع أخرى من التلوث:
- التلوث الضوضائي: يتسبب التلوث الضوضائي في الأصوات المزعجة والضوضاء التي تسببها الآلات في المصانع والموسيقى الصاخبة أو الطائرات وغيرها من الأصوات المزعجة التي تؤثر على البشر والحيوانات ، لأنها تؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الضغط وارتفاع ضغط الدم وضعف السمع. في البشر ، أما بالنسبة للحيوانات ، فقد تقلل حياتهم بسبب اضطرارهم إلى التواصل بصوت عالٍ ، وقد تؤثر الأصوات التي تسببها السفن على نظام الملاحة للحيتان.
- التلوث الإشعاعي: التلوث الإشعاعي التأثير خطير للغاية ، لأنه يحدث بسبب الأعطال والأخطاء في المنشآت النووية ، أو من خلال التخلص من النفايات النووية هو خطأ. من بين آثار التلوث الإشعاعي على صحة الإنسان أنه قد يسبب السرطان والعمى والعقم وتشوهات الجنين عند الولادة ، بالإضافة إلى تأثيره على الهواء والماء والتربة.
- التلوث الحراري: هو زيادة درجة حرارة البيئة الزائدة ، والتي تسبب تغيرات غير مرغوب فيها على مدى فترات طويلة من الزمن ، لأنها تؤثر على درجة حرارة الأرض ، والتي تسبب تغيرات المناخ وانقراض الحياة البرية. ينتج هذا النوع من التلوث بسبب العديد من المنشآت الصناعية وإزالة الغابات وتلوث الهواء.
- التلوث الضوئي: يحدث التلوث الضوئي في المدن الكبيرة ، وهو وجود ضوء بارز بشكل مفرط في منطقة ما. غالبًا ما يظهر هذا التلوث على لوحات الإعلانات أو المجالس الرياضية أو الأحداث الترفيهية في الليل ، لأن هذا النوع من التلوث يؤثر على الحيوانات وحياة سكان المنطقة ، بالإضافة إلى أن تأثيره على رؤية النجوم يصبح غير مرئي تقريبًا.
كيفية الحد من التلوث
فيما يلي بعض الإرشادات التي يمكن أن تساعد في تقليل التلوث:
- قلل من عدد الرحلات بالسيارة أو وسائل النقل الأخرى ، واذهب سيراً على الأقدام في رحلات قريبة.
- تجنب حرق القمامة والورق والمواد الأخرى.
- الحد من استخدام معدات الحدائق التي تعمل بالغاز.
- تقليل استخدام موقد الخشب.
- تقليل أو تجنب استخدام المواد الكيميائية في الأعمال الصناعية والزراعية المحلية.
- إعادة تدوير المواد القابلة لإعادة التدوير .
- استخدام المنتجات القابلة للتحلل.
- تجنب استخدام المبيدات الحشرية.
الخميس، 21 مايو 2020
الطاقة المتجددة
طاقة متجددة
وتنتج الطّاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس, كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت. إلا أن تلك الأخيرة لها مخلفات تعمل على زيادة الاحتباس الحراري. حالياً أكثر إنتاج للطّاقة المتجددة يـُنتج في محطات القوى الكهرمائية بواسطة السّدود العظيمة أينما وجدت الأماكن المناسبة لبنائها على الأنهار ومساقط المياه ، وتستخدم الطّرق التي تعتمد على الرياح والطّاقة الشمسيّة على نطاق واسع في البلدان المتقدّمة وبعض البلدان النّامية ؛ لكن وسائل إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر الطّاقة المتجددة أصبح مألوفاً في الآونة الأخيرة، وهناك بلدان عديدة وضعت خططاً لزيادة نسبة إنتاجها للطّاقة المتجددة بحيث تغطي احتياجاتها من الطّاقة بنسبة 20% من استهلاكها عام 2020. وفي مؤتمر كيوتو باليابان اتّفق معظم رؤساء الدّول على تخفيض إنتاج ثنائي أكسيد الكربون في الأعوام القادمة وذلك لتجنب التّهديدات الرئيسيّة لتغيّر المناخ بسبب التلوث واستنفاد الوقود الأحفوري، بالإضافة للمخاطر الاجتماعية والسّياسية للوقود الأحفوري والطّاقة النووية.الطّاقة المتجددة هي الطّاقة المُستَمّدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد أي الّتي لا تنفذ . تختلف جوهريًا عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم وغاز الطبيعي، أو الوقود النووي الّذي يستخدم في المفاعلات النووية. ولا تنشأ عن الطّاقة المتجددة عادةً مخلّفات كثنائي أكسيد الكربون (CO2) أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الاحتباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات الذرية الضّارة النّاتجة عن المفاعلات النوويّة.
يزداد مؤخراً ما يعرف باسم تجارة الطاقة المتجددة الّتي هي نوع من الأعمال التي تتدخّل في تحويل الطّاقات المتجددة إلى مصادر للدخل والتّرويج لها، الّتي على الرغم من وجود الكثير من العوائق غير اللاتقنية الّتي تمنع انتشار الطّاقات المتجددة بشكل واسع مثل كلفة الاستثمارات العالية البدائية وغيرها[1] إلا أن ما يقارب 65 دولة تخطّط للاستثمار في الطّاقات المتجددة، وعملت على وضع السّياسات اللّازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار في الطّاقات المتجددة.[2] ازداد الاهتمام بالطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة في دول الشرق الأوسط وخاصة المملكة العربية السعودية حيث بدأ القطاع الخاص السعودي بضخ مبالغ كبيرة للإستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.[3]
أنواع الطاقة المتجددة
وتسمى كذلك "الطاقة المستدامة" ومنها:
- طاقة المد والجزر
- طاقة مائية
- طاقة كهرمائية
- طاقة ريحية
- طاقة شمسية
- طاقة حيوية
- كتلة حيوية
- طاقة حرارية أرضية
- كهرباء حرارة أرضية
- وقود حيوي مستدام
مميزات الطاقة المتجددة
- متوفرة في معظم دول العالم
- لا تلوث البيئة، وتحافظ على الصحة العامة للكائنات الحية.
- اقتصادية في كثير من الاستخدامات.
- ضمان استمرار توافرها وتواجدها.
- تستخدم تقنيات غير معقدة.
- لا تنفذ وتتجدد بأستمرار.
الطاقة الشمسية
هو الضوء المنبعث والحرارة الناتجة عن الشمس اللذان قام الإنسان بتسخيرهما لمصلحته منذ العصور القديمة باستخدام مجموعة من وسائل التكنولوجيا التي تتطور باستمرار . كما يتم توليد الطاقة الكهربية من الطاقة الشمسية بواسطة محركات حرارية أو محولات فولتوضوئية . وبمجرد أن يتم تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربية، فإن براعة الإنسان هي فقط التي تقوم بالتحكم في استخداماتها . التي تتم باستخدام الطاقة الشمسية نظم التسخين والتبريد خلال التصميمات المعمارية التي تعتمد على استغلال الطاقة الشمسية، والماء الصالح للشرب خلال التقطير والتطهير، واستغلال ضوء النهار، والماء الساخن، والطاقة الحرارية في الطهو، ودرجات الحرارة المرتفعة في أغراض صناعية. تتسم وسائل التكنولوجيا التي تعتمد الطاقة الشمسية بشكل عام بأنها إما أن تكون نظم طاقة شمسية سلبية أو نظم طاقة شمسية إيجابية وفقاً للطريقة التي يتم استغلال وتحويل وتوزيع ضوء الشمس من خلالها . وتشمل التقنيات التي تعتمد على استغلال الطاقة الشمسية الإيجابية استخدام اللوحات الفولتوضوئية والمجمع الحراري الشمسي، مع المعدات الميكانيكية والكهربية، لتحويل ضوء الشمس إلى مصادر أخرى مفيدة للطاقة . هذا، في حين تتضمن التقنيات التي تعتمد على استغلال الطاقة الشمسية السلبية توجيه أحد المباني ناحية الشمس واختيار المواد ذات الكتلة الحرارية المناسبة أو خصائص تشتيت الأشعة الضوئية، وتصميم المساحات التي تعمل على تدوير الهواء بصورة طبيعية. كمان أفضل التقنيات الواعدة هي التي تسخر طاقة الشمس حيث يعدّ التحويل الحراري المباشر للإشعاعات الشمسية إلى طاقة كهربائية عبر الخلايا الشمسية تقنية جديدة ومتطورة وهو صناعة إستراتيجية باعتبارها مصدراً قوياً مستقبلياً.
الخلايا الشمسية
إن الخلايا الشمسية هي عبارة عن محولات فولتضوئية تقوم بتحويل ضوء الشمس المباشر إلى كهرباء ، وهي نبائظ شبه موصلة وحساسة ضوئياً ومحاطة بغلاف أمامي وخلفي موصل للكهرباء . لــقد تم إنــماء تقنيات كثيرة لإنـتــاج الخلايـا الشمسيـــة عبر عــــمــليات متسلسلة من المعالجات الكيميائية والفيزيائية والكهربــائيـــة عـــلى شكــل متكاثف ذاتي الآليــــة أو عالي الآلية ، كمـــا تـم إنماء مــــواد مختلفـــة لتصنيع الخلايـــا الشمسية على هيئة عناصر كعنصر السيليكون أو على هيئة مركبات كمركب الجاليوم زرنيخ وكبريتيد الكادميوم وفوسفيد الأنديوم وكبريتيد النحاس وغيرها من المواد الواعدة لصناعة الفولتضوئيات .
أنواع الخلايا الشمسية التجارية
الخلايا الشمسية السيليكونية المتبلورة
تصنع هذه الخلايا من السيليكون عبر إنماء قضبان من السيليكون ثم يؤرب إلى رقائق و تعالج كيميائياً وفيزيائياً عبر مراحل مختلفة لتصل إلى خلايا شمسية .كفاءة هذه الخلايا عالية تتراوح بين 9 – 17 % والخلايا السيليكونية أحادية التبلور غالية الثمن حيث صعوبة التقنية واستهلاك الطاقة بينما الخلايا السيليكونية عديدة التبلور تعدّ أقل تكلفة من أحادية التبلور وأقل كفاءة أيضاً .
الخلايا الشمسية السيليكونية الأمورفية
مادة هذه الخلايا ذات شكل سيليكوني حيث التكوين البلوري متصدع لوجود عنصر الهيدروجين أو عناصر أخرى أدخلت قصداً لتكسبها خواص كهربائية مميزة و خلايا السيليكون الأمورفي زهيدة التكلفة عن خلايا السيليكون البلوري حيث ترسب طبقة شريطية رقيقة باستعمال كميات صغيرة من المواد الخام . تتراوح كفاءة خلايا هذه المادة ما بين 4 – 9 % بالنسبة للمساحة السطحية الكبيرة وتزيد عن ذلك بقليل بالنسبة للمساحة السطحية الصغيرة وإن كان يتأثر استقرارها بالإشعاع الشمسي .
طاقة الرياح المتجددة
هي استخدام طاقة الرياح في تحريك الأشياء والاستفادة منها و يتم تحويل حركة الرياح إلى شكل آخر من أشكال الطاقة سهلة الاستخدام، غالبا كهربائية وذلك باستخدام عنفات (مروحيات)، تعدّ طاقة الرياح آمنة فضلا عن أنها من أحد أفراد عائلة الطاقة المتجددة، وهي طاقة بيئية لا يصدر منها ملوثات مضرة بالبيئة، يتجه العالم الآن بعد ظاهرة الاحتباس الحراري فضلا عن التلوث، لاعتماد مصادر الطاقة المتجددة كمصادر طاقة بديلة وللتخفيف من استخدام الوقود الأحفوري . ولهذه الأسباب يسعى التقدم التكنولوجي إلى خفض تكلفة الطاقة المتجددة لتوسيع انتشارها. والطاقة المنتجة من الرياح هي مصدر الطاقة المتجددة الأقل تكلفة والأكثر تبشيراً بالنجاح مقارنة بجميع المصادر الأخرى، ولكن طبيعته المتنوعة ـــ أي لأن الرياح لا تهب دوما ـــ تجعل قيام البحاثة بتحديد ما سيكون له من تأثير في أنظمة تحلية المياه وعمليات إنتاجها أمراً ليس ضرورياً.
مميزات طاقة الرياح
مميزات وعيوب طاقة الرياح طاقة محلية متجددة ولا ينتج عنها غازات تسبب ظاهرة البيت الزجاجي أو ملوثات، مثل ثاني أكسيد الكربون أو أكسيد النتريك أو الميثان، وبالتالي فإن تأثيرها الضار بالبيئة طفيف. 95% من الأراضي المستخدمة كحقول للرياح يمكن استخدامها في أغراض أخرى مثل الزراعة أو الرعي، كما يمكن وضع التوربينات فوق المباني . أظهرت دراسة حديثة أن كل مليون كيلو وات في الساعة من إنتاج طاقة الرياح السنوي يوفر من 440 إلى 460 فرصة عمل.
تكنولوجيا استخدام الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية
تكنولوجيا استخدام الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية هي أسرع مصادر توليد الكهرباء الجديدة نمواً على الصعيد العالمي. ويتم إنتاج الطاقة من الرياح بواسطة محركات (أو تربينات) ذات ثلاثة أذرع تديرها الرياح توضع على قمة أبراج طويلة وتعمل كما تعمل المراوح، ولكن بطريقة عكسية فبدل استخدام الكهرباء لإنتاج الرياح كما تفعل المراوح، تقوم هذه التوربينات باستعمال الرياح لإنتاج الطاقة. وتتم العملية بأن تدير الرياح أذرع المحرك التي تدير بدورها أسطوانة العمود المتصلة بواسطة مجموعة تروس تشكل ناقل حركة لإدارة مولد كهربائي. وتستطيع التربينات الكبيرة الحجم المصممة لمؤسسات إنتاج الكهرباء للاستعمال العام، توليد ما بين 650 كيلو واط (ويعادل الكيلو واط ألف واط) و1.5 ميجاواط (والميجاواط يساوي مليون واط). وتستخدم المنازل ومحطات الاتصالات عن بعد ومضخات الماء تربيناً واحداً صغيراً لا يزيد إنتاجه عن 100 كيلو واط كمصدر لطاقتها، خاصة في المناطق النائية التي لا توجد فيها شركات توليد وتوزيع طاقة للاستعمال العام.
السبت، 16 مايو 2020
القرصنة البحرية
القرصنة البحرية
بدأت ظاهرة القرصنة البحرية منذ القدم وازدادت في القرون الوسطى وحتى القرن التاسع عشر، وقد استخدمتها الدول لدعم محاربتها لأعدائها في النزاعات الدولية المسلحة واعتبرت أعمالها بطولية حتى قويت شوكتها وأصبحت مصدر تهديد للملاحة الدولية .
وقد بدأت الدول تشعر بخطورة القرصنة على النقل البحري خاصة ، وعلى تطور العالم ورفاهيته بصفة عامة ، فقامت بمحاربتها حتى اختفت ، ثم عادت للظهور مرة أخرى ، مما دعا المجتمع الدولي إلى الاهتمام بدراسة هذه الظاهرة والبحث عن الوسائل الكفيلة بالقضاء عليها .
اتخذت القرصنة البحرية خلال السنوات الأخيرة طابعاً جديداً يتسم بدقة التخطيط وسرعة التنفيذ وهي تندرج حسب خطورتها من حوادث بسيطة كسرقة الأموال أو المقتنيات الثمينة لطاقم السفينة ، إلى حالات أخرى أسوأ حين يتم الاستيلاء على حمولة السفينة برمتها ، أو اختطاف السفينة بما تحويه ، وقد ينتج عن تلك الحوادث جرائم قتل أو احتجاز أو إحراق وتدمير للسفينة أو حمولتها .
وعلى الرغم من اهتمام المجتمع الدولي بجرائم القرصنة البحرية وتشديد عقوبتها واعتبارها جرائم دولية ، فإن هذه الجرائم تشكل تهديداً يضر بمصالح العالم الاقتصادية ، نظراً لأن التجارة المنقولة بحراً تمثل 80 % من التجارة العالمية .
القرصنة البحرية وقانون البحار :
بالنظر إلى ما تمثله القرصنة من خطر ينال المجتمع الدولي في أمنه واستقراره فقد تضافرت جهود الدول مجتمعة لقمعها ومكافحتها والحد من آثارها ، ويتضح ذلك من خلال المادة ( 10) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والمادة ( 14 ) من اتفاقية جنيف لأعالي البحار ، أما المادة ( 101 ) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ، والمادة ( 15 ) من اتفاقية جنيف لأعالي البحار ، فقد عرفت القرصنة حسب ما يلي :
أي عمل غير قانوني من أعمال العنف أو الاحتجاز أو أي عمل سلبي يرتكب لأغراض خاصة من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجهاً :
في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو ممتلكات على ظهر تلك السفينة أو على متن تلك الطائرة .
ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات في مكان يقع خارج ولاية أي دولة .
أي عمل من أعمال الاشتراك الطوعي في تشغيل سفينة أو طائرة مع العلم بوقائع تضفي على تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة .
أي عمل يحرض على ارتكاب إحدى الأعمال الموصوفة أعلاه أو تسهيل ارتكابهما عمداً .
كما أوضحت المادة ( 102 ) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار أن السفن الحربية أو الحكومية أو الطائرات التي يتمرد طاقمها ويستولي على زمام السفينة أو الطائرة تأخذ حكم الأعمال التي ترتكبها سفينة أو طائرة خاصة ، فيما بينت المادة ( 105 ) من الاتفاقية ذاتها بأنه يجوز لكل دولة في أعالي البحار ، أو في أي مكان آخر خارج الولاية لأية دولة ، ضبط أي سفينة أو طائرة قرصنة ، والقبض على من فيها من الأشخاص وضبط الممتلكات الموجودة بداخلها ، وتكون محاكم الدولة التي ألقت القبض هي المحاكم المختصة بتقرير التصرف في أدوات الجريمة مع مراعاة حقوق الغير وحسن النوايا .
كما أقرت المادة ( 106 ) من الاتفاقية تحديد المسؤوليات عند القبض بدون مبرر مناسب في أن تتحمل الدولة التي قامت بعملية الضبط إزاء الدولة التي تحمل السفينة أو الطائرة جنسيتها أية خسائر أو أضرار قد تنجم عن هذا الضبط ، فيما أقرت المادة ( 107 ) عدم جواز تنفيذ عملية الضبط بسبب القرصنة إلا بواسطة سفن حربية أو طائرات عسكرية أو غيرها من السفن أو الطائرات التي تحمل علامات واضحة تدل على أنها في خدمة حكومية ومأذون لها بذلك . ومن البديهي أن لاينطبق هذا النص على السفينة التجارية التي تقاوم اعتداء قراصنة عليها بكل السبل المتاحة للحفاظ على الأرواح والممتلكات . وفي قرارها رقم 53 / 32 شجعت الأمانة العامة للأمم المتحدة جميع الدول ، وبالأخص الدول الساحلية في المناطق المتضررة ، لأخذ جميع الإجراءات اللازمة والمناسبة لمنع ومحاربة حوادث القرصنة والسطو المسلح في البحر ، والتحقيق أو التعاون في التحقيق في تلك الحوادث أينما حصلت وتقديم المشتبه فيهم للعدالة وفقا للقانون الدولي ، كما دعت الدول للتعاون الكامل مع المنظمة البحرية الدولية ( IMO ) في محاربة القرصنة والسطو المسلح على السفن بما في ذلك تقديم التقارير اللازمة عن حوادث القرصنة المختلفة .
أسباب القرصنة :
يتحول بعض الناس إلى قراصنة لأسباب مختلفة ، فقد كانت الحياة القاسية في البحر تدفع بحارة شرفاء إلى التمرد على قادة سفنهم والاستيلاء عليها ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة ، وهناك آخرون أصبحوا قراصنة طلباً للغنى وحباً في المغامرات ، وبعضهم إما مشاكسون أو مطلوب القبض عليهم .
وعلى الرغم من اسلوب الحياة غير الشرعي لهؤلاء القراصنة فإن معظمهم كانوا ينشؤون لهم قواعد وأنظمة تحكم تصرفاتهم بالإضافة إلى انتخاب قائد لهم وسن قانون عقوبات ضد المخالفين ، كما كانوا يضعون قواعد مكافآت لتقدير نصيب كل شخص من الغنائم بدءاً من القائد حتى البحار العادي والخدم والطهاة .
انطلق الفينيقيون والاغريق في القرن الثامن ق.م لإنشاء تجارة بحرية نشطة فأنشأوا مستعمرات في جميع أرجاء حوض البحر المتوسط مما دفع شعبيهما للقرصنة ، ثم فرضت أثينا سيطرتها على العالم الاغريقي في القرن الخامس ق.م وتسلمت مهمة مكافحة القرصنة .
في آسيا أخذ القراصنة القادمون من آسيا بمهاجمة السفن الأوروبية والسفن التجارية الأخرى في أوائل القرن السابع عشر الميلادي ، وقد قام العرب بهجمات ضد القراصنة قبالة سواحل ملابار في الهند ، كما كان القراصنة الماليزيون يهاجمون السفن في بحر الصين الجنوبي ، إلا أن البحرية البريطانية بدعم من دول أخرى تمكنت في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي من القضاء على معظم القراصنة ومن ضمنهم القراصنة الآسيويين .
أما في البحر الأحمر فقد انتشرت القرصنة في القرن الثامن عشر مما دعا الدول الأوروبية ( انجلترا ، وفرنسا ، وهولندا ) إلى توزيع أدوار الحماية حيث أخذ الهولنديون على عاتقهم حماية البحر الأحمر ، وتولى الانجليز حماية مصالحهم في بحار الهند ، بينما بقي الفرنسيون في الخليج العربي لحماية مصالحهم .
لكن القرصنة بلغت ذروتها خلال القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين ، وبنهاية القرن السابع عشر ومع نمو القوة المركزية في اليابان والصين قُضي على معظم القراصنة مما زاد من عدد السفن التجارية .
كما تطورت تكنولوجيا الاتصالات ، ودوريات الحراسة البحرية في معظم الطرق الرئيسة على المحيط وقويت الادارة المنظمة لمعظم الجزر والمناطق البحرية في العالم وأقرت الحكومات المختلفة تجريم القرصنة مما أدى إلى احداث تراجع كبير في حجم القرصنة في القرنين التاسع عشر والعشرين .
وعلى الرغم من التقدم الحضاري الكبير في العالم ، ووجود المنظمات الدولية والمحاكم والقوانين الدولية ، ووسائط الرصد والمراقبة فائقة القدرة والطيران السريع والأسلحة الفعالة عادت أعمال القرصنة لاسيما بعد هجمات القراصنة التي شهدتها جنوب شرق آسيا والسواحل الافريقية منذ بداية التسعينات .
وتنتشر عمليات القرصنة البحرية حالياً شمالاً إلى خليج عدن وجنوباً إلى سواحل كينيا ، حيث تمثل عمليات القرصنة قبالة القرن الافريقي وخليج عدن ثلث عمليات القرصنة في العالم وتمتد على مساحة مليون متر مربع حسب إفادة مكتب البحرية الدولي .
ورغم أن القرصنة البحرية تشكل تهديداً في بحار العالم إلا أن الاهتمام الدولي ارتبط بتزايد عمليات خطف السفن والحاويات في المياه الساحلية للصومال بسبب تعقيد الوضع في منطقة القرن الافريقي وتسارع وتيرة الأحداث في المنطقة .
وماتزال الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة غير كافية حتى الآن بالرغم من وجود قاعدة أمريكية وفرنسية في القرن الافريقي وتعهد مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات لمكافحة القرصنة .
ومع اكتشاف النفط في كركوك العراقية عام 1908 تسابقت شركات النفط الكبرى إلى منطقة الخليج مما أدى إلى نشر أساطيل لحماية الامتيازات واندثار عمليات القرصنة إلا أن تنظيم القاعدة ساعد على عمليات القرصنة وتزويد القراصنة بالسلاح لاسيما في المناطق الواقعة جنوب البحر الأحمر كالصومال وأريتريا واليمن لأهداف تخريبية ضد المصالح الامريكية بالذات بعد إعلانها الحرب على الإرهاب ، لكن القرصنة نشطت وانتشرت انتشاراً واسعاً في الشواطئ الصومالية عام 1991 ولكن عندما سيطرت حركة المحاكم الاسلامية على السطلة عام 2006 استطاعت القضاء عليهم نهائياً ، ولكن ما لبثوا أن عادوا من جديد في ظل الفوضى التي عمت البلاد خلال العامين المنصرمين لعدم وجود حكومة مستقرة تحكم السيطرة على البلاد .
أسلحة القراصنة :
يستخدم القراصنة زوارق سريعة تعمل انطلاقاً من سفينة كبيرة ويتسلحون بالرشاشات وقاذفات القنابل اليدوية ويستخدمون هواتف تعمل بنظام الأقمار الصناعية ، كما يمتلكون أسلحة هجومية وقاذفات صاروخية أرضية وأخرى مضادة للطائرات وأجهزة اتصال متطورة جداً ووسائل تقنية في الاستطلاع حيث يستهدفون السفن التي قد يكون بينها ناقلات نفط عن طريق مطاردتها بزوارق سريعة والصعود على متنها بسلالم من الحبال وهم مدججون بالسلاح .
والجدير بالذكر أن هجمات القراصنة عادة ما تكون ناجحة لأنهم يستخدمون زوارق مسلحة ضد سفن مدنية غير مسلحة مما يؤدي إلى استسلامها سريعاً دون الحاجة إلى القتال .
ونستنتج من ذلك أن أركان جريمة القرصنة هي :
أعمال إكراه ضد سفينة أو طائرة . وقد تكون السفينة أو الطائرة هي أداة ارتكابها .
أن يُرتكب الفعل في البحر العام ، أو في مكان يقع خارج المياه الاقليمية للدولة .
ألا تكون هناك وكالة مشروعة للقيام بتلك الأعمال ، فالدولة التي تأذن لرعاياها بإتيان أعمال الاكراه في البحر العام من قبيل الدفاع عن النفس لاتعد قرصنة .
أن يكون الدافع لارتكاب الفعل مصلحة شخصية بقصد تحقيق الكسب والمنفعة الخاصة أو بغية السلب والنهب .
تتطلب القرصنة شروطاً أساسية لتنفيذها منها :
توافر الغابات ووجود ورش لصناعة السفن .
وجود أيدي ماهرة .
وجود أسواق لتصريف البضائع المستولى عليها .
تطور أسلوب عمل القرصنة :
تشكلت القرصنة في الماضي من مجموعات من البحارة تعيش على سواحل صقلية تهاجم السفن المنفردة والموانئ ذات الدفاعات الضعيفة ، وكان سكان كريت هم أول من فكروا للتصدي لهؤلاء ثم جاء دور مصر في عهد الفراعنة .
بدأت عمليات القرصنة باختطاف قوارب صغيرة ، ثم طور القراصنة أساليبهم ومعداتهم وكونوا ميليشيات قوية توظف آلافاً من الرجال وتوفر اقتصاداً قوياً يعتمد على الفدية التي يدفعها أصحاب السفن المختطفة للإفراج عن سفنهم وطواقمها حتى أصبحت القرصنة أزمة دولية تستلزم حشد الأساطيل لمواجهة الأعمال التي تهدد الملاحة الدولية .
وقد ازدهرت شواطئ بلاد الاغريق الممتدة على مسافات شاسعة بسبب القرصنة ، حيث تكونت ثروة ملك اسبارطة مينيلاس من السلب والنهب .
الأماكن الأكثر قرصنة في العالم :
نشطت القرصنة في العصور الوسطى وشارك فيها العرب وبربر شمال افريقيا وكانت لهم صولات وجولات ملأت شواطئ اسبانيا وايطاليا وفرنسا بالرعب مما جعل السكان يغادرون تلك الشواطئ .
وانتعشت في العصر الحديث في البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي لسرقة الذهب الذي كانت تحمله السفن الاسبانية من أمريكا الجنوبية .
أما في القرن الماضي والقرن الحالي فقد تركزت القرصنة في جنوب شرق آسيا ، في الممرات البحرية الضيقة بالمحيطين الهندي والهادي ، أشهرها ممر مالقة في إندونيسيا ، وممر سنغافورة ، وممرات بحر الصين الجنوبي وتقدر هجماتها بحوالي 300 عملية اختطاف في العام معظمها ناجح ، ثم انتقلت القرصنة إلى خليج عدن وبحر العرب على أيدي الصوماليين .
أشهر القراصنة :
ترك بعض القراصنة بصمة في عالم القرصنة وهم :
القرصان الانجليزي ، ادوار تيتش : ذو اللحية السوداء ، الذي أثار الرعب في سواحل كاليفورنيا وفيرجينيا أواخر عام 1716 وقتل خلال معركة مع البحرية الملكية في 22 نوفمبر 1718 .
القرصان التركي ، خير الدين بربروس ، الذي أثار الرعب في المدن أو الجزر الأوربية المطلة على البحر المتوسط ، توفي عام 1543 .
القرصان الاسكتلندي ، ويليام كيد ، أعدمته انكلترا عام 1701 .
القرصان الاميركي ، جون روبرتس ، الذي كان يهاجم السفن في الأمريكيتين وغرب افريقيا ، وكان القرصان الأكثر نجاحاً في العصر الذهبي للقراصنة حيث أسر مايقارب 470 سفينة ، أُعدم في 10 فبراير عام 1722 .
الانجليزيان ، فرانسيس دريك ، وجون هوكنز اللذين أرسلتهما الملكة البريطاينة اليزابيث للإغارة على الأساطيل الاسبانية في القرن السادس عشر .
وقد بدأت الدول تشعر بخطورة القرصنة على النقل البحري خاصة ، وعلى تطور العالم ورفاهيته بصفة عامة ، فقامت بمحاربتها حتى اختفت ، ثم عادت للظهور مرة أخرى ، مما دعا المجتمع الدولي إلى الاهتمام بدراسة هذه الظاهرة والبحث عن الوسائل الكفيلة بالقضاء عليها .
اتخذت القرصنة البحرية خلال السنوات الأخيرة طابعاً جديداً يتسم بدقة التخطيط وسرعة التنفيذ وهي تندرج حسب خطورتها من حوادث بسيطة كسرقة الأموال أو المقتنيات الثمينة لطاقم السفينة ، إلى حالات أخرى أسوأ حين يتم الاستيلاء على حمولة السفينة برمتها ، أو اختطاف السفينة بما تحويه ، وقد ينتج عن تلك الحوادث جرائم قتل أو احتجاز أو إحراق وتدمير للسفينة أو حمولتها .
وعلى الرغم من اهتمام المجتمع الدولي بجرائم القرصنة البحرية وتشديد عقوبتها واعتبارها جرائم دولية ، فإن هذه الجرائم تشكل تهديداً يضر بمصالح العالم الاقتصادية ، نظراً لأن التجارة المنقولة بحراً تمثل 80 % من التجارة العالمية .
القرصنة البحرية وقانون البحار :
بالنظر إلى ما تمثله القرصنة من خطر ينال المجتمع الدولي في أمنه واستقراره فقد تضافرت جهود الدول مجتمعة لقمعها ومكافحتها والحد من آثارها ، ويتضح ذلك من خلال المادة ( 10) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والمادة ( 14 ) من اتفاقية جنيف لأعالي البحار ، أما المادة ( 101 ) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ، والمادة ( 15 ) من اتفاقية جنيف لأعالي البحار ، فقد عرفت القرصنة حسب ما يلي :
أي عمل غير قانوني من أعمال العنف أو الاحتجاز أو أي عمل سلبي يرتكب لأغراض خاصة من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون موجهاً :
في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو ممتلكات على ظهر تلك السفينة أو على متن تلك الطائرة .
ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات في مكان يقع خارج ولاية أي دولة .
أي عمل من أعمال الاشتراك الطوعي في تشغيل سفينة أو طائرة مع العلم بوقائع تضفي على تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة .
أي عمل يحرض على ارتكاب إحدى الأعمال الموصوفة أعلاه أو تسهيل ارتكابهما عمداً .
كما أوضحت المادة ( 102 ) من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار أن السفن الحربية أو الحكومية أو الطائرات التي يتمرد طاقمها ويستولي على زمام السفينة أو الطائرة تأخذ حكم الأعمال التي ترتكبها سفينة أو طائرة خاصة ، فيما بينت المادة ( 105 ) من الاتفاقية ذاتها بأنه يجوز لكل دولة في أعالي البحار ، أو في أي مكان آخر خارج الولاية لأية دولة ، ضبط أي سفينة أو طائرة قرصنة ، والقبض على من فيها من الأشخاص وضبط الممتلكات الموجودة بداخلها ، وتكون محاكم الدولة التي ألقت القبض هي المحاكم المختصة بتقرير التصرف في أدوات الجريمة مع مراعاة حقوق الغير وحسن النوايا .
كما أقرت المادة ( 106 ) من الاتفاقية تحديد المسؤوليات عند القبض بدون مبرر مناسب في أن تتحمل الدولة التي قامت بعملية الضبط إزاء الدولة التي تحمل السفينة أو الطائرة جنسيتها أية خسائر أو أضرار قد تنجم عن هذا الضبط ، فيما أقرت المادة ( 107 ) عدم جواز تنفيذ عملية الضبط بسبب القرصنة إلا بواسطة سفن حربية أو طائرات عسكرية أو غيرها من السفن أو الطائرات التي تحمل علامات واضحة تدل على أنها في خدمة حكومية ومأذون لها بذلك . ومن البديهي أن لاينطبق هذا النص على السفينة التجارية التي تقاوم اعتداء قراصنة عليها بكل السبل المتاحة للحفاظ على الأرواح والممتلكات . وفي قرارها رقم 53 / 32 شجعت الأمانة العامة للأمم المتحدة جميع الدول ، وبالأخص الدول الساحلية في المناطق المتضررة ، لأخذ جميع الإجراءات اللازمة والمناسبة لمنع ومحاربة حوادث القرصنة والسطو المسلح في البحر ، والتحقيق أو التعاون في التحقيق في تلك الحوادث أينما حصلت وتقديم المشتبه فيهم للعدالة وفقا للقانون الدولي ، كما دعت الدول للتعاون الكامل مع المنظمة البحرية الدولية ( IMO ) في محاربة القرصنة والسطو المسلح على السفن بما في ذلك تقديم التقارير اللازمة عن حوادث القرصنة المختلفة .
أسباب القرصنة :
يتحول بعض الناس إلى قراصنة لأسباب مختلفة ، فقد كانت الحياة القاسية في البحر تدفع بحارة شرفاء إلى التمرد على قادة سفنهم والاستيلاء عليها ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة ، وهناك آخرون أصبحوا قراصنة طلباً للغنى وحباً في المغامرات ، وبعضهم إما مشاكسون أو مطلوب القبض عليهم .
وعلى الرغم من اسلوب الحياة غير الشرعي لهؤلاء القراصنة فإن معظمهم كانوا ينشؤون لهم قواعد وأنظمة تحكم تصرفاتهم بالإضافة إلى انتخاب قائد لهم وسن قانون عقوبات ضد المخالفين ، كما كانوا يضعون قواعد مكافآت لتقدير نصيب كل شخص من الغنائم بدءاً من القائد حتى البحار العادي والخدم والطهاة .
انطلق الفينيقيون والاغريق في القرن الثامن ق.م لإنشاء تجارة بحرية نشطة فأنشأوا مستعمرات في جميع أرجاء حوض البحر المتوسط مما دفع شعبيهما للقرصنة ، ثم فرضت أثينا سيطرتها على العالم الاغريقي في القرن الخامس ق.م وتسلمت مهمة مكافحة القرصنة .
في آسيا أخذ القراصنة القادمون من آسيا بمهاجمة السفن الأوروبية والسفن التجارية الأخرى في أوائل القرن السابع عشر الميلادي ، وقد قام العرب بهجمات ضد القراصنة قبالة سواحل ملابار في الهند ، كما كان القراصنة الماليزيون يهاجمون السفن في بحر الصين الجنوبي ، إلا أن البحرية البريطانية بدعم من دول أخرى تمكنت في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي من القضاء على معظم القراصنة ومن ضمنهم القراصنة الآسيويين .
أما في البحر الأحمر فقد انتشرت القرصنة في القرن الثامن عشر مما دعا الدول الأوروبية ( انجلترا ، وفرنسا ، وهولندا ) إلى توزيع أدوار الحماية حيث أخذ الهولنديون على عاتقهم حماية البحر الأحمر ، وتولى الانجليز حماية مصالحهم في بحار الهند ، بينما بقي الفرنسيون في الخليج العربي لحماية مصالحهم .
لكن القرصنة بلغت ذروتها خلال القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين ، وبنهاية القرن السابع عشر ومع نمو القوة المركزية في اليابان والصين قُضي على معظم القراصنة مما زاد من عدد السفن التجارية .
كما تطورت تكنولوجيا الاتصالات ، ودوريات الحراسة البحرية في معظم الطرق الرئيسة على المحيط وقويت الادارة المنظمة لمعظم الجزر والمناطق البحرية في العالم وأقرت الحكومات المختلفة تجريم القرصنة مما أدى إلى احداث تراجع كبير في حجم القرصنة في القرنين التاسع عشر والعشرين .
وعلى الرغم من التقدم الحضاري الكبير في العالم ، ووجود المنظمات الدولية والمحاكم والقوانين الدولية ، ووسائط الرصد والمراقبة فائقة القدرة والطيران السريع والأسلحة الفعالة عادت أعمال القرصنة لاسيما بعد هجمات القراصنة التي شهدتها جنوب شرق آسيا والسواحل الافريقية منذ بداية التسعينات .
وتنتشر عمليات القرصنة البحرية حالياً شمالاً إلى خليج عدن وجنوباً إلى سواحل كينيا ، حيث تمثل عمليات القرصنة قبالة القرن الافريقي وخليج عدن ثلث عمليات القرصنة في العالم وتمتد على مساحة مليون متر مربع حسب إفادة مكتب البحرية الدولي .
ورغم أن القرصنة البحرية تشكل تهديداً في بحار العالم إلا أن الاهتمام الدولي ارتبط بتزايد عمليات خطف السفن والحاويات في المياه الساحلية للصومال بسبب تعقيد الوضع في منطقة القرن الافريقي وتسارع وتيرة الأحداث في المنطقة .
وماتزال الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة غير كافية حتى الآن بالرغم من وجود قاعدة أمريكية وفرنسية في القرن الافريقي وتعهد مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات لمكافحة القرصنة .
ومع اكتشاف النفط في كركوك العراقية عام 1908 تسابقت شركات النفط الكبرى إلى منطقة الخليج مما أدى إلى نشر أساطيل لحماية الامتيازات واندثار عمليات القرصنة إلا أن تنظيم القاعدة ساعد على عمليات القرصنة وتزويد القراصنة بالسلاح لاسيما في المناطق الواقعة جنوب البحر الأحمر كالصومال وأريتريا واليمن لأهداف تخريبية ضد المصالح الامريكية بالذات بعد إعلانها الحرب على الإرهاب ، لكن القرصنة نشطت وانتشرت انتشاراً واسعاً في الشواطئ الصومالية عام 1991 ولكن عندما سيطرت حركة المحاكم الاسلامية على السطلة عام 2006 استطاعت القضاء عليهم نهائياً ، ولكن ما لبثوا أن عادوا من جديد في ظل الفوضى التي عمت البلاد خلال العامين المنصرمين لعدم وجود حكومة مستقرة تحكم السيطرة على البلاد .
أسلحة القراصنة :
يستخدم القراصنة زوارق سريعة تعمل انطلاقاً من سفينة كبيرة ويتسلحون بالرشاشات وقاذفات القنابل اليدوية ويستخدمون هواتف تعمل بنظام الأقمار الصناعية ، كما يمتلكون أسلحة هجومية وقاذفات صاروخية أرضية وأخرى مضادة للطائرات وأجهزة اتصال متطورة جداً ووسائل تقنية في الاستطلاع حيث يستهدفون السفن التي قد يكون بينها ناقلات نفط عن طريق مطاردتها بزوارق سريعة والصعود على متنها بسلالم من الحبال وهم مدججون بالسلاح .
والجدير بالذكر أن هجمات القراصنة عادة ما تكون ناجحة لأنهم يستخدمون زوارق مسلحة ضد سفن مدنية غير مسلحة مما يؤدي إلى استسلامها سريعاً دون الحاجة إلى القتال .
ونستنتج من ذلك أن أركان جريمة القرصنة هي :
أعمال إكراه ضد سفينة أو طائرة . وقد تكون السفينة أو الطائرة هي أداة ارتكابها .
أن يُرتكب الفعل في البحر العام ، أو في مكان يقع خارج المياه الاقليمية للدولة .
ألا تكون هناك وكالة مشروعة للقيام بتلك الأعمال ، فالدولة التي تأذن لرعاياها بإتيان أعمال الاكراه في البحر العام من قبيل الدفاع عن النفس لاتعد قرصنة .
أن يكون الدافع لارتكاب الفعل مصلحة شخصية بقصد تحقيق الكسب والمنفعة الخاصة أو بغية السلب والنهب .
تتطلب القرصنة شروطاً أساسية لتنفيذها منها :
توافر الغابات ووجود ورش لصناعة السفن .
وجود أيدي ماهرة .
وجود أسواق لتصريف البضائع المستولى عليها .
تطور أسلوب عمل القرصنة :
تشكلت القرصنة في الماضي من مجموعات من البحارة تعيش على سواحل صقلية تهاجم السفن المنفردة والموانئ ذات الدفاعات الضعيفة ، وكان سكان كريت هم أول من فكروا للتصدي لهؤلاء ثم جاء دور مصر في عهد الفراعنة .
بدأت عمليات القرصنة باختطاف قوارب صغيرة ، ثم طور القراصنة أساليبهم ومعداتهم وكونوا ميليشيات قوية توظف آلافاً من الرجال وتوفر اقتصاداً قوياً يعتمد على الفدية التي يدفعها أصحاب السفن المختطفة للإفراج عن سفنهم وطواقمها حتى أصبحت القرصنة أزمة دولية تستلزم حشد الأساطيل لمواجهة الأعمال التي تهدد الملاحة الدولية .
وقد ازدهرت شواطئ بلاد الاغريق الممتدة على مسافات شاسعة بسبب القرصنة ، حيث تكونت ثروة ملك اسبارطة مينيلاس من السلب والنهب .
الأماكن الأكثر قرصنة في العالم :
نشطت القرصنة في العصور الوسطى وشارك فيها العرب وبربر شمال افريقيا وكانت لهم صولات وجولات ملأت شواطئ اسبانيا وايطاليا وفرنسا بالرعب مما جعل السكان يغادرون تلك الشواطئ .
وانتعشت في العصر الحديث في البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي لسرقة الذهب الذي كانت تحمله السفن الاسبانية من أمريكا الجنوبية .
أما في القرن الماضي والقرن الحالي فقد تركزت القرصنة في جنوب شرق آسيا ، في الممرات البحرية الضيقة بالمحيطين الهندي والهادي ، أشهرها ممر مالقة في إندونيسيا ، وممر سنغافورة ، وممرات بحر الصين الجنوبي وتقدر هجماتها بحوالي 300 عملية اختطاف في العام معظمها ناجح ، ثم انتقلت القرصنة إلى خليج عدن وبحر العرب على أيدي الصوماليين .
أشهر القراصنة :
ترك بعض القراصنة بصمة في عالم القرصنة وهم :
القرصان الانجليزي ، ادوار تيتش : ذو اللحية السوداء ، الذي أثار الرعب في سواحل كاليفورنيا وفيرجينيا أواخر عام 1716 وقتل خلال معركة مع البحرية الملكية في 22 نوفمبر 1718 .
القرصان التركي ، خير الدين بربروس ، الذي أثار الرعب في المدن أو الجزر الأوربية المطلة على البحر المتوسط ، توفي عام 1543 .
القرصان الاسكتلندي ، ويليام كيد ، أعدمته انكلترا عام 1701 .
القرصان الاميركي ، جون روبرتس ، الذي كان يهاجم السفن في الأمريكيتين وغرب افريقيا ، وكان القرصان الأكثر نجاحاً في العصر الذهبي للقراصنة حيث أسر مايقارب 470 سفينة ، أُعدم في 10 فبراير عام 1722 .
الانجليزيان ، فرانسيس دريك ، وجون هوكنز اللذين أرسلتهما الملكة البريطاينة اليزابيث للإغارة على الأساطيل الاسبانية في القرن السادس عشر .
ملابس القراصنة :
صورت لنا الأساطير أن ملابس القراصنة غالباً ما تكون مهلهلة وغير متناسقة ، وتكون أحياناً أنيقة عبارة عن حذاء أسود طويل العنق وسروال قصير حتى الركبة وصدرية مزركشة مزينة بمسدسات وخناجر وسيوف طويلة تتدلى من حزام البنطلون بالإضافة إلى قلنصوة كالتي يرتديها نابليون بونابرت .
أشهر عمليات القرصنة :
اختطاف ناقلة النفط السعودية ، سيروس ستار عام 2008 والتي يزيد طولها عن ألف قدم وزنتها 318 ألف طن ، تشرف عليها شركة فيلا انترناشيونال ، وكانت تقدر حمولتها بـمليوني برميل تعود لشركة آرامكو السعودية وتقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار ، اختطفها القراصنة في خليج عدن والقرن الافريقي ، وقد طلب القراصنة فدية قدرها 25 مليون دولار لإطلاق سراح الناقلة وطاقمها وتم لهم ذلك .
اختطاف الباخرة الأوكرانية قانيا أثناء توجهها إلى ميناء مومباسا الكيني وعلى متنها 33 دبابة من نوعt-72 بالإضافة إلى 20 بحاراً وطالب الخاطفون بفدية قدرها 20 مليون دولار تم تخفيضها إلى 7 ملايين دولار .
اختطاف اليخت الفرنسي الفخم " لوبوتان " مع طاقمه المكون من 22 فرنسياً و 6 فيليبين ، وأوكرانية ، وكاميرونية ، وبعد حصول القراصنة على مليوني دولار فدية أطلقوا سراحهم مع اليخت إلا أن قوة الكوماندوز الفرنسية هاجمت القراصنة وقتلت بعضهم واعتقلت ثمانية منهم واستعادت جزء من الفدية .
أعلام القراصنة :
يستخدم القراصنة أعلاماً ورايات يرفعونها على سفنهم التي يجوبون بها البحار بحثاً عن فريسة ، وكانت إما على شكل صورة جمجمة وعظام متقاطعة على خلفية سوداء أو على شكل رسم لهيكل عظمي ، أو ساعة رملية ، ويرفعون أحياناً راية حمراء يطلقون عليها الراية الدموية ، عليها أشكال سيوف ملتهبة بهدف ادخال الرعب في قلوب الضحايا .
المنظمة البحرية الدولية ومكافحة القرصنة :
المنظمة البحرية الدولية هي إحدى منظمات الأمم المتحدة المسؤولة عن سلامة السفن ومنع التلوث البحري ، وقد وجدت لتحليل مشكلة القرصنة الحديثة في عام 1983 بعد أن عبرت عدد من الدول الأعضاء للمنظمة البحرية الدولية ، والهيئات الدولية الأخرى عن اهتمامها من العدد المتزايد لحوادث القرصنة والسطو المسلح على السفن في بعض الموانئ من العالم ، وقد أقرت المنظمة الدولية قراراً حول معايير منع القرصنة والسطو المسلح ضد السفن التجارية ، وحثت الحكومات على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع أعمال القرصنة سواء في مياههم الإقليمية أو بالقرب منها كما حثتهم على إبلاغ المنظمة عن جميع الهجمات التي تحدث ضد السفن .
ولبحث أبعاد المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها أرسلت المنظمة البحرية الدولية خبراء لعدد من الدول المختارة لمناقشة منع ومكافحة القرصنة والسطو المسلح على السفن ، كما أصدرت بعض التوصيات منها : حث الحكومات على تركيز جهودها لمحاربة القرصنة ، وتكليف المنظمة البحرية الدولية لتطوير قانون دولي للتحقيق في حوادث القرصنة وإصدار توصيات بعقوبات مناسبة ضد هذه الجرائم ، وتوصية جميع السفن بالمحافظة على اليقظة والانتباه وعمل نوبات مضادة للقرصنة Anti Piracy Watches عند العبور في المناطق الخطرة التي يتواجد فيها القراصنة ، لأن مناطق القرصنة تلك هي ممرات ملاحية هامة تعبرها سفن تجارية من جنسيات مختلفة وقد يطال التهديد أي دولة ممثلة في سفينة تحمل علمها ، وقد تتعرض للسلب والنهب مما يؤثر بالتأكيد على أمن وسلامة النقل البحري على مستوى العالم . وقد أيقنت المنظمة البحرية الدولية هذه الحقيقة وسعت إلى دراسة أبعادها عن طريق ارسال خبرائها إلى مختلف دول العالم المتضررة مع محاولة صياغة آلية للتعاون على النطاق الإقليمي والدولي لمحاربة هذه المشكلة التي تشكل تهديداً خطيراً على سلامة صناعة النقل البحري . وحتى تتم مكافحة ظاهرة القرصنة البحرية بنجاح يجب أن تتضافر جهود جميع الأطراف المعنية وهي :
ملاك السفن من حكومات وشركات ملاحية وأفراد .
سلطات الدول الساحلية في مناطق انتشار القرصنة .
المنظمة البحرية الدولية والهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة .
وتم الاتفاق على :
تدريب أطقم اسطول السفن على اجراءات التعامل مع أعمال القرصنة والسطو المسلح على السفن .
تجهيز السفن بالمعدات اللازمة لمواجهة مخاطر القرصنة من قبل ملاك السفن والشركات الملاحية والأفراد .
رفع مستوى التدابير الأمنية المتخذة لمحاربة القرصنة والسطو المسلح على السفن في المناطق التي تقع تحت سيطرة سلطات الدول الساحلية في المناطق المتضررة ، واتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة لمحاربة القرصنة وإدخالها ضمن أنظمتها القانونية الداخلية .
ضرورة الاستمرار في عقد الندوات وورش العمل الإقليمية لمتابعة المستجدات ووضع الحلول والتوصيات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة .
تطوير قانون دولي للتحقيق في عمليات القرصنة وإصدار توصيات بعقوبات مناسبة ضد هذه الجرائم .
تشجيع الشركات الملاحية على الاستعانة بالأجهزة والأنظمة المتطورة المضادة للقرصنة ووضعها على سفن أسطولها التجار .
التشجيع على إقامة تعاون دولي وإقليمي ، خاصة في مناطق انتشار القرصنة من العالم حتى يتم محاصرة هذه الظاهرة .
أشهر عمليات القرصنة :
اختطاف ناقلة النفط السعودية ، سيروس ستار عام 2008 والتي يزيد طولها عن ألف قدم وزنتها 318 ألف طن ، تشرف عليها شركة فيلا انترناشيونال ، وكانت تقدر حمولتها بـمليوني برميل تعود لشركة آرامكو السعودية وتقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار ، اختطفها القراصنة في خليج عدن والقرن الافريقي ، وقد طلب القراصنة فدية قدرها 25 مليون دولار لإطلاق سراح الناقلة وطاقمها وتم لهم ذلك .
اختطاف الباخرة الأوكرانية قانيا أثناء توجهها إلى ميناء مومباسا الكيني وعلى متنها 33 دبابة من نوعt-72 بالإضافة إلى 20 بحاراً وطالب الخاطفون بفدية قدرها 20 مليون دولار تم تخفيضها إلى 7 ملايين دولار .
اختطاف اليخت الفرنسي الفخم " لوبوتان " مع طاقمه المكون من 22 فرنسياً و 6 فيليبين ، وأوكرانية ، وكاميرونية ، وبعد حصول القراصنة على مليوني دولار فدية أطلقوا سراحهم مع اليخت إلا أن قوة الكوماندوز الفرنسية هاجمت القراصنة وقتلت بعضهم واعتقلت ثمانية منهم واستعادت جزء من الفدية .
أعلام القراصنة :
يستخدم القراصنة أعلاماً ورايات يرفعونها على سفنهم التي يجوبون بها البحار بحثاً عن فريسة ، وكانت إما على شكل صورة جمجمة وعظام متقاطعة على خلفية سوداء أو على شكل رسم لهيكل عظمي ، أو ساعة رملية ، ويرفعون أحياناً راية حمراء يطلقون عليها الراية الدموية ، عليها أشكال سيوف ملتهبة بهدف ادخال الرعب في قلوب الضحايا .
المنظمة البحرية الدولية ومكافحة القرصنة :
المنظمة البحرية الدولية هي إحدى منظمات الأمم المتحدة المسؤولة عن سلامة السفن ومنع التلوث البحري ، وقد وجدت لتحليل مشكلة القرصنة الحديثة في عام 1983 بعد أن عبرت عدد من الدول الأعضاء للمنظمة البحرية الدولية ، والهيئات الدولية الأخرى عن اهتمامها من العدد المتزايد لحوادث القرصنة والسطو المسلح على السفن في بعض الموانئ من العالم ، وقد أقرت المنظمة الدولية قراراً حول معايير منع القرصنة والسطو المسلح ضد السفن التجارية ، وحثت الحكومات على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع أعمال القرصنة سواء في مياههم الإقليمية أو بالقرب منها كما حثتهم على إبلاغ المنظمة عن جميع الهجمات التي تحدث ضد السفن .
ولبحث أبعاد المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها أرسلت المنظمة البحرية الدولية خبراء لعدد من الدول المختارة لمناقشة منع ومكافحة القرصنة والسطو المسلح على السفن ، كما أصدرت بعض التوصيات منها : حث الحكومات على تركيز جهودها لمحاربة القرصنة ، وتكليف المنظمة البحرية الدولية لتطوير قانون دولي للتحقيق في حوادث القرصنة وإصدار توصيات بعقوبات مناسبة ضد هذه الجرائم ، وتوصية جميع السفن بالمحافظة على اليقظة والانتباه وعمل نوبات مضادة للقرصنة Anti Piracy Watches عند العبور في المناطق الخطرة التي يتواجد فيها القراصنة ، لأن مناطق القرصنة تلك هي ممرات ملاحية هامة تعبرها سفن تجارية من جنسيات مختلفة وقد يطال التهديد أي دولة ممثلة في سفينة تحمل علمها ، وقد تتعرض للسلب والنهب مما يؤثر بالتأكيد على أمن وسلامة النقل البحري على مستوى العالم . وقد أيقنت المنظمة البحرية الدولية هذه الحقيقة وسعت إلى دراسة أبعادها عن طريق ارسال خبرائها إلى مختلف دول العالم المتضررة مع محاولة صياغة آلية للتعاون على النطاق الإقليمي والدولي لمحاربة هذه المشكلة التي تشكل تهديداً خطيراً على سلامة صناعة النقل البحري . وحتى تتم مكافحة ظاهرة القرصنة البحرية بنجاح يجب أن تتضافر جهود جميع الأطراف المعنية وهي :
ملاك السفن من حكومات وشركات ملاحية وأفراد .
سلطات الدول الساحلية في مناطق انتشار القرصنة .
المنظمة البحرية الدولية والهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة .
وتم الاتفاق على :
تدريب أطقم اسطول السفن على اجراءات التعامل مع أعمال القرصنة والسطو المسلح على السفن .
تجهيز السفن بالمعدات اللازمة لمواجهة مخاطر القرصنة من قبل ملاك السفن والشركات الملاحية والأفراد .
رفع مستوى التدابير الأمنية المتخذة لمحاربة القرصنة والسطو المسلح على السفن في المناطق التي تقع تحت سيطرة سلطات الدول الساحلية في المناطق المتضررة ، واتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة لمحاربة القرصنة وإدخالها ضمن أنظمتها القانونية الداخلية .
ضرورة الاستمرار في عقد الندوات وورش العمل الإقليمية لمتابعة المستجدات ووضع الحلول والتوصيات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة .
تطوير قانون دولي للتحقيق في عمليات القرصنة وإصدار توصيات بعقوبات مناسبة ضد هذه الجرائم .
تشجيع الشركات الملاحية على الاستعانة بالأجهزة والأنظمة المتطورة المضادة للقرصنة ووضعها على سفن أسطولها التجار .
التشجيع على إقامة تعاون دولي وإقليمي ، خاصة في مناطق انتشار القرصنة من العالم حتى يتم محاصرة هذه الظاهرة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
-
المحيط المتجمد الشمالي محيط المتجمد الشمالي هو أصغر المحيطات الخمسة الرئيسية وأضخمها على الأرض. هذا المقال سيلقي نظرة...
-
مقال علمي عن تلوث البيئة Facebook التلوث البيئي التلوث البيئي هو أي تغيير سلبي في المكونات المادية أو البيولوجية للبيئة...