الأحد، 5 أبريل 2020

الاقتصاد في حاجة إلى تجديد نظرياته


الاقتصاد في حاجة إلى نظريات جديدة


يشعر الكثيرون من يعمل في حقل الاقتصاد بحماس بالغ للثورة التجريبية الواعدة في مجال عملنا. وهم يعترفون بالمشاكل المنهجية المتعلقة بالحركة الشبابية، ولكنهم يرون أن الحلول سوف تكون أفضل من الناحية التجريبية. ولكنني، من ناحية أخرى، أعتقد أن ذلك الأمر في حاجة إلى جرعة تنظيرية أكبر.
إن فوائد الثورة التجريبية واضحة للعيان. قبل حقبة الثمانينات من القرن المنقضي، قضى الباحثون معظم أوقاتهم وأغلب طاقاتهم في بناء صروح النظريات الذكية، ولكن غير المجربة. وأدى ظهور الحواسيب المكتبية الرخيصة إلى منح الجيل التالي المقدرة على اختبار هذه النظريات بقدر أكبر من الجدية.
ومن ثم انهارت تلك الصروح. ففي عام 1997 قدم الباحثان ديفيد كارد وآلان كروغر بحثاً يُظهر أن الزيادات الدنيا في الأجور لم تؤد إلى انخفاض العمالة، كما توقعت إحدى النظريات الاقتصادية واسعة الانتشار. وكانت فحوى الرسالة شديدة الوضوح: النظرية كانت وهماً والتجريب أثبت الحقيقة.
وفي الوقت نفسه تقريباً، ذاعت المخاوف بشأن أساليب العلوم التجريبية. وثارت هذه المخاوف أول الأمر في مجال التغذية، حيث استخدم الباحثون تجارب التعمية المزدوجة في اختبار نظرياتهم. وكان اختيار العينات يتم بصورة عشوائية مثالاً بتناول مكمل زيت السمك الغذائي في مقابل العلاج الوهمي. ولم تعرف عينات الاختبار ولا الأطباء الذين يدرسون ردود أفعالهم من تناول مكمل زيت السمك ومن تناول العلاج الوهمي!
وفي أثناء إجراء الدراسة، كان الأطباء يقيسون عوامل الخطر القلبية الوعائية مثل ضغط الدم أو معدل الكولسترول. وأي فوارق ظهرت بين مجموعات البحث يمكن أن تُعزى بشكل معقول إلى الآثار الغذائية لزيت السمك.
وتم إجراء دراسات مماثلة لهذا. وقد وُجد أن المجموعة التي تناولت زيت السمك صار لديها عوامل خطر محسنة، كما أصبحت مكملات زيت السمك الغذائية تبشر بأنها علاج جديد وعجيب لأمراض القلب. غير أنها لم تكن كذلك. فإن التجارب اللاحقة كشفت مراراً وتكراراً عن عدم وجود أي تأثير يذكر لزيت السمك على الصحة.
ويمكن للمرء أن يقول: إن هذه النتيجة المخيبة للآمال أظهرت بالفعل أن النظام العلمي يعمل بصورة جيدة. وكانت النتائج الخاطئة المبكرة تتعارض مباشرة مع الأبحاث اللاحقة. وتم حل المشاكل التجريبية بالمزيد من التجريب.
إلا أن الأمور ليست على الدوام بهذه البساطة. كان بريان وانسينك من جامعة كورنيل أحد أنجح الباحثين في مجال الأغذية في التاريخ. وهو طبيب نفسي مخضرم، ودرس ما الذي يجدي وما لا يجدي في تغيير سلوكيات تناول الطعام. وتم الاستشهاد بأوراقه ودراساته أكثر من 24 ألف مرة، وتم تعيينه من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما للإشراف على صياغة المبادئ التوجيهية لوزارة الزراعة الأميركية لعام 2010.
وكانت سمعته كعالم بحثي تبعث على الذهول، ووفقاً للمؤشر (إتش) الذي طوره، يمكن استخدام الإحصائية في قياس مدى تأثير وفعالية الباحث في أي مجال. وكانت تقييم السيد وانسينك في ذلك الوقت يبلغ 70 درجة، وبالمقارنة، قدرت كلية لندن للاقتصاد أن أستاذ الاقتصاد من المستوى المتوسط لديه درجة 7.6، وأن أعلى درجة معقولة في الاقتصاد هي بين 45 إلى 50 على الأرجح.
وكان هناك عدد قليل من الناس البارزين في مجال سياسات أو بحوث الغذاء. ومع ذلك، وفي مارس (آذار) من العام الماضي، نشر الباحث تيم فان دير زي من هولندا ملف السيد وانسينك، مع قائمة من الأخطاء والمخالفات في أعمال السيد وانسينك المنشورة. وزعمت تلك القائمة وجود مجموعة متنوعة من المخالفات فيما لا يقل عن 50 من أعمال السيد وانسينك البحثية، التي تم الاستشهاد بها أكثر من 4 آلاف مرة بصورة جماعية.
ولم تبدأ تحقيقات الباحث تيم فان دير زي بسبب دحض أعمال وانسينك نتيجة أبحاث وأعمال أخرى أجريت في وقت لاحق، وإنما بسبب أن وانسينك كتب مدونة في عام 2016 يشيد فيها بإحدى الباحثات الشابات لرفضها التخلي عن محاولات إثبات اكتشافاته العلمية. وكشفت التقارير في وقت لاحق أن وانسينك أشرف على تدريبها لتحليل ثم إعادة تحليل بياناتها، وأجرى عدة تجارب إحصائية حتى أنتجت النتيجة التي كان يتوقعها.
ثم جمعت الباحثة الشابة، ونشرت أربع ورقات بحثية بناء على هذا العمل، وكلها استشهدت وأيدت أعمال ومزاعم وانسينك. والأمر الذي جعل هذه القضية مثيرة للأهمية هي أن وانسينك لم يكن يحاول إثبات العلوم السيئة. بل كان يباهي العالم بشأن ما كان يعتقد أنه من العلوم الجيدة.
وصف الخبراء في المنهجية العلمية أعمال وانسينك بأنها «تلاوة للأقاصيص بدلاً من كونها علوماً». وفي واقع الأمر، كانت لدى وانسينك دائماً قصة يرويها. كذلك الحال مع كافة العلماء المتفانين في أعمالهم. وفي حين أن وانسينك هو شخصية غير نموذجية بدرجة كبيرة، فمن الشائع جداً لدى الباحثين ذكر النتائج المتسقة مع رواياتهم المفضلة للأمور. وهذه هي الطريقة التي تنشأ وتنمو بها المدارس الفكرية حول العالم.
وهذا هو السبب في أن النظرية تؤدي مثل هذه الوظيفة المهمة. فإن غرض النظرية يكمن في تجريد قصة أحدهم على الملأ، وعرضها على العالم في إطار شائع، وربما إطار رياضي في كثير من الأحيان يمكّن أي منظر محنك أن يفسره ويخضعه للنقد والتقريظ. وتساعد هذه الانتقادات في تنقيح النظرية، ولكنها تسفر في خاتمة المطاف عن نشوء النزاعات التي لا يمكن تسويتها إلا من خلال التحقيقات التجريبية.
إن الجهود المبذولة في إثبات أو دحض النظرية هي التي تدفع التحقيقات التجريبية الأكثر قوة. على سبيل المثال، افترضت نظرية الكم وجود جسيم تحت ذري محير يسمى «هيغز بوزون». وأسفرت الجهود المبذولة عن إثبات وجوده عن بناء أكبر وأقوى مسرع للجسيمات في العالم، وهو «مصادم الهادرون الكبير»، وفي عام 2012 تم بالفعل اكتشاف هذا الجسيم.
وأعيد استنساخ أسلوب نتائج ديفيد كارد وآلان كروغر بواسطة واحدة من مدارس الاقتصاد، التي أجرى العديد من أعضائها دراساتهم العليا مع المؤلفين الأصليين المذكورين. بيد أن هناك مدرسة معارضة يتزعمها ديفيد نيومارك من جامعة كاليفورنيا فرع إيرفين دفعت في اتجاه الاستنتاجات المعاكسة، بأن الأجور المتدنية أسفرت بالفعل عن فقدان الوظائف. ويستمر المعسكران في إجراء المزيد من الأبحاث، التي تؤكد في معظمها وجهات نظر كل من الطرف الآخر.
إن ما نحتاج إليه هو نظرية جديدة وراسخة تحل محل الحكمة التقليدية المعهودة التي حطمتها أبحاث ديفيد كارد وآلان كروغر. وقد توضح مدى الاتساق بين أساليب المدرستين من خلال النتائج المتوصل إليها، وربما تؤدي إلى إجراء اختبار ثالث يؤدي إلى تحقيق التمايز النظري بين نتائج المدرستين. إن الجيل القادم من الباحثين التجريبيين من شأنه تكريس المواهب لتحويل هذا الاختبار إلى حقيقة واقعة.

وباء كورونا يهوي بالقطاع الخاص

وباء كورونا يهوي بالقطاع الخاص في منطقة اليورو



القطاع الخاص في منطقة اليورو يهبط في مارس إلى أدنى مستوى
وكالات - أبوظبي
هبط نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو في شهر مارس إلى أدنى مستوى "تاريخي" له جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، حسب تقدير لمؤشر "بي إم آي" الذي نشرته مجموعة "ماركيت" الجمعة.
وبلغ مؤشر توجهات الشراء (بي إم آي) 29,7 نقطة في مقابل 31,4 نقطة في التقديرات الأولى التي نشرت في نهاية مارس، و51,6 نقطة في فبراير.
وقالت مجموعة "ماركيت" إنه "أدنى مستوى في تاريخ الرصد". والنشاط ضعيف خصوصا في البلدين الأثر تضررا بالوباء إيطاليا (20,2 نقطة) وإسبانيا (26,7 نقطة).
وقد بلغ 37,3 نقطة في إيرلندا و35,0 نقطة في ألمانيا و28,9 نقطة في فرنسا.
وعندما يتجاوز المؤشر الذي يعكس ثقة مدراء المشتريات في الشركات، الخمسين نقطة، فهذا يعني أن النشاط يتقدم.
وعندما يكون أقل من هذه العتبة، فهو يدل على تراجع. والرقم القياسي المتدني السابق لهذا المؤشر سجل خلال الأزمة المالية العالمية في 2008 وبلغ 36,2 نقطة.

السبت، 4 أبريل 2020

عودة الاقتصاد ما بعد كورونا..


عالم ما بعد كورونا.. عودة الاقتصاد الحقيقي

اقتصاد العالم يعاني منذ سنوات. معاناة تعمّقت مع انتشار فيروس كورونا وتأثيراته الكارثية في معظم دول العالم. توقعات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية الكبرى هذا العام تقترب من التحول إلى حقيقة واضحة، لكن أيّ صورة للاقتصاد العالمي ستكون بعد انحسار الفيروس؟
لا شكّ في أن العالم يشهد اليوم أزمة صحيةً عالمية لم يتمكّن حتى اللحظة من التعامل معها بفاعلية كافية، وليس هناك شكوك في خطورتها، وهي التي أودت حتى اللحظة بحياة آلاف البشر، وتهدد حياة مئات الآلاف من المصابين الذين ينتظرون علاجاً ناجحاً، فضلاً عن بقية العالم الذي ينتظر لقاحاً عاصماً من خطأ الوقوع في المحنة القاسية.
وما يزيد خطورة الأزمة أنها تتزامن مع أزمات أخرى حادة في مجالات ثانية مترابطة معها، كأزمة الاقتصاد العالمي المتصاعدة منذ العام الماضي، وأزمة الأسواق المالية، وأزمات أخرى مرتبطة بأسعار العملات، والحروب السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية.
وقد شهد العام 2019 أكبر قدر من التوقّعات المتشائمة للأفق قصير المدى للاقتصاد العالمي، إذ بدأت إرهاصات الأزمة تتمظهر على شكل تباطؤ اقتصادي في كبريات الاقتصادات العالمية، في الصين والولايات المتحدة تحديداً، وترافق ذلك مع حرب تجارية محمومة بين الدولتين، قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتعهّد لنفسه وللأميركيين في تصريحات عديدة بالانتصار فيها، وذلك بالتزامن مع نزعة عالمية نحو اعتماد سياسات حمائية للمنتجات المحلية، بما يتناقض مع مقتضيات العولمة والأسواق المفتوحة، إضافة إلى تذبذبٍ في أسعار العملات حول العالم، ومعاناة حادة في الأسواق المالية.
تعزَّزت فرص وصول الأزمة المالية العالمية إلى ذروتها في العام 2020 مع التوقعات السلبية حول مستقبل الاقتصاد الأميركي - هو الاقتصاد الأول عالمياً - والتي شهدها صيف العام 2019، إذ توقّعت الرابطة الاقتصادية لرواد الأعمال الأميركيين دخول الاقتصاد الأميركي في سنتين من الركود في العامين 2020 و2021، مع أفق أبعد من عدم اليقين.
هذه التوقّعات واجهتها واشنطن بانقسام داخلي واضح، فبينما خفض البنك الفيدرالي الأميركي معدلات الفائدة بدرجةٍ حاسمة لأول مرة منذ 10 سنوات، كان ترامب يهاجم المركزي الأميركي وسياساته، ويشنّ حرباً على وسائل الإعلام، ويلقي باللائمة على دولٍ أخرى، متهماً إياها بمحاولة الإضرار بالاقتصاد الأميركي وبالمصالح الأميركية.
كان ترامب يؤكّد على الدوام أن الاقتصاد الأميركي قوي، وأنه سيكسب الحرب التجارية مع الصين. وحينها، سيكون الاقتصاد أقوى من ذي قبل، لكن الأمور لم تسر كما يتمنّى، وخصوصاً عندما تمكّنت الدول الأخرى التي يواجهها، كروسيا والصين، من التعامل بفاعلية مع العقوبات الأميركية التي تعرضت لها في عهده.
وعلى الرغم من ذلك، كان الاقتصاد العالمي برمّته يتعرض لتراجع في نسب نمو معظم دول العالم، وقامت الدول الكبرى بمحاولات حثيثة شبيهة بسياسات الفدرالي الأميركي بخفض الفائدة، لتنشيط الاقتصادات التي تعاني من انخفاض على الطلب، ومن مشكلاتٍ أخرى تتعلق بانخفاض كبير في العائد الاستثماري لأسواق السندات بصورةٍ عامة.
لقد تراجع النمو في معظم دول العالم، وزادت سوءَ الأحوال المشكلات السياسية في الاتحاد الأوروبي، وبينه وبين بريطانيا، التي واجهت أضعف نمو اقتصادي في 10 سنوات خلال العام 2019، الأمر الذي خفض مؤشرات الاقتصاد الأوروبي كسوقٍ استهلاكية كبرى يعتمد عليها جزئياً الطلب العالمي، وبالتالي مؤشرات الاقتصاد العالمي الأخرى.
كما أن الكساد وغلاء الأسعار والحرب العالمية الجديدة بروح العصر، التي تجري أحداثها هنا وهناك، ولا سيما بين الولايات المتحدة والصين، والتي اتخذت أشكالاً عديدة مختلفة، من المواجهة بالعقوبات، إلى الضغط السياسي والديبلوماسي، إلى مواجهات عسكرية غير مباشرة في الأزمات الدولية. كل هذه العوامل جعلت ظروف الاقتصاد العالمي أكثر تعقيداً، وأرخت بظلالها على مستقبله، في ظل تشابك شديد بين كل اقتصادات العالم والتداولات المالية المرتبطة بها، ليكون العام 2020 أكثر الأعوام صعوبة منذ زمنٍ طويل.
ويزيد من حد المشكلة بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي الأوّل في أميركا، أن العام الحالي عام انتخابي، أي أنّ كل خطوة، مهما كانت تفصيلية في معالجة الاقتصاد، سيكون لها ثمنٌ انتخابي أكيد.
في العادة، يكثر المرشحون الرئاسيون من المواقف الشعبوية والجماهيرية والوعود الاقتصادية الانتخابية خلال العام الانتخابي، لكن ترامب الذي يتضمّن أداؤه، كما غيره، الكثير من الوعود، لا يبدو أنه مرتاح في مسار الحملة الانتخابية، مع تلقيه تأثيرات سلبية من مسار الاقتصاد العالمي في بلاده، ولا سيما ما حدث أخيراً في سوق النفط من تراجع حاد جداً في أسعاره، وصولاً إلى 22 دولاراً أميركياً للبرميل، الأمر الذي عطّل إنتاج النفط الصخري في أميركا، وزاد الأعباء الاقتصادية على كاهل ترامب، مع توقّف عشرات الآلاف عن العمل جراء ذلك.
لقد تراجع معدل النمو في الاقتصاد العالمي إلى نحو 3% في العام 2019، متراجعاً عن 3.7% في العام 2018، و3.8% في العام 2017. وكان لتراجع معدل نمو الاقتصاد العالمي وزيادة حدة الحواجز التجارية الأثر الأكبر في تراجع معدل نمو التجارة الدولية، ليصل إلى 1% خلال النصف الأول من العام 2019، وهو أبطأ معدل تشهده التجارة الدولية منذ العام 2012، وذلك بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي في تقريره عن آفاق الاقتصاد العالمي في نهاية العام 2019.
وعلى الرغم من محاولات الاتفاق الصيني-الأميركي لإنهاء أزمة الرسوم التجارية بين البلدين، فإن شبح الأزمة المالية العالمية لا يزال يخيّم على الاقتصاد العالمي هذا العام، في ظل التداعيات السلبية لارتفاع أزمة المديونية العالمية، التي توقع لها معهد التمويل الدولي أن تقفز إلى 255 تريليون دولار في نهاية العام 2019، بما يزيد على نسبة 3 أضعاف الناتج المحلي العالمي. وهذه المديونية تشمل مديونية الحكومات والشركات والأسر. لقد وقع العالم في شرك المديونية، دولاً وشركاتٍ وأفراداً.
لم يتوقّف الانكماش على أميركا أو أوروبا أو الدول الأقل نمواً، لكنه طال الصين أيضاً، التي واجهت مستوى منخفضاً من النمو مقارنة مع الصعود الهائل الذي شهدته خلال السنوات الماضية، ومع التوقعات باستقرار هذا المستوى عند حده الحالي للفترة القريبة المقبلة، قبل أن تنفجر أزمة فيروس كورونا وتخلط أوراق كل دول العالم.
عالم ما بعد كورونا
إن دخول أزمة فيروس كورونا على خطّ أزمات الاقتصاد العالمي زاد من حدتها ومخاطرها، وأدخل العالم في أجواءٍ قاتمة، لكنها لا تزال ناراً غير ملموسة الأثر بشكل حقيقي، بسبب وقوعها في ظل نارٍ أكبر وأكثر خطورة، وهي خطر الموت الذي يتهدد ملايين البشر جراء انتشار الوباء القاتل.
إن خطر الأزمة الاقتصادية الهائلة المنتظرة مع انتهاء أزمة كورونا لا يزال مؤجلاً أمام هول الخطر الداهم والأهم والأكثر هجوميةً وشراسة وآنية، وهو خطر لم يجر التفكير فيه بشكل عميق لناحية حجمه الحقيقي وأثره المتوقع، لكن رأياً متعاظماً حول العالم ينتهي إلى توقع تغيّر صورة العالم اقتصادياً بعد انتهاء موجة هذا الفيروس.
في الأسبوع الأول من آذار/مارس، صدرت دراسة تحليلية عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، وجدت أنّ الصدمة التي تتسبّب بها كورونا ستؤدي إلى ركود في بعض الدول، وستخفض النمو السنوي العالمي هذا العام إلى أقل من 2.5%. وفي أسوأ السيناريوهات، قد نشهد عجزاً في الدخل العالمي بقيمة تريليوني دولار.
ودعت الدراسة إلى وضع سياسات منسّقة بين دول العالم لتجنّب انهيار الاقتصاد العالمي، مع توقع تكلفة بنحو تريليون دولار كنتيجة للتباطؤ الاقتصادي الذي ساهم فيروس كورونا في إثقاله وزيادة بطئه.
لكن توقعات أخرى من واحد من أكبر بنوك أميركا، وهو "غولدمان ساكس"، تحدثت عن انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي على مستوى العالم حوالى 1% في العام 2020، وهو ما يفوق معدل التراجع الاقتصادي الذي تسببت به الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
وتوقّع البنك الكبير في منتصف آذار/مارس أن تضع سبل مواجهة أزمة كورونا قيوداً مادية على النشاط الاقتصادي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية.
لقد تأثر الاقتصاد العالمي بحالة الإقفال شبه التام في الكثير من دول العالم، وتحديداً ما أظهرته بيانات تراجع النشاط الصناعي في الصين بأكبر وتيرة في نحو 3 عقود خلال أول شهرين من العام الحالي، بعد الشلل الذي سببه فيروس كورونا المستجد لثاني أكبر اقتصاد عالمياً.
وتتلاقى التوقعات السلبية لكل من "الأونكتاد" (أمم متحدة) و"غولدمان ساكس" (مصرف خاص) مع توقعات أكثر سوداوية لـ"فورين بوليسي"، المجلة العالمية الرصينة، التي تقول إن الاقتصاد العالمي دخل في حالة من الركود الشديد، وأن الانكماش سيكون مفاجئاً وحاداً بسبب تفشي كورونا، متوقعة أن تكون الآثار مؤثرة لعقود قادمة.
وتضيف إلى هذه التوقعات، أن لا يكون من السهل إعادة تشغيل اقتصاد عالمي حديث مترابط بعد انتهاء الأزمة، وأن تعافي الاقتصاد سيبدأ عندما يستطيع مسؤولو الصحة أن يؤكدوا للناس أنه تم احتواء الفيروس، وأن الحصانة من المرض الذي يسبّبه ازدادت، مؤكدة أن التعافي لن يكون فورياً، بل سيكون سريعاً.
اللافت في توقعات "فورين بوليسي" تحديداً كان حديثها عن تغيّر "تضاريس الاقتصاد العالمي" بعد أزمة كورونا، وأنها سوف "تسرّع عملية إزالة العولمة، وإلغاء التقارب، وإعادة تعريف الإنتاج والاستهلاك في جميع أنحاء العالم".
وتقود هذه التوقّعات إلى ترقّب تغيرات نظامية تدخل إلى منظومة الاقتصاد العالمي، وليس مجرد تغيرات سلّمية في مراتب القوى الكبرى في المنظومة القديمة نفسها.
نحن نتحدث في هذا المجال عن عالمٍ مختلف اقتصادياً، يعيد الاعتبار إلى الإنتاج الوطني في مقابل الأنماط الموحّدة عالمياً، بل يعيد الاعتبار للإنتاج نفسه على حساب التداول الرقمي المنفصل عن الإنتاج. ردّة إلى الاقتصاد الحقيقي، إذا جاز التعبير، واستكمال للنزعة الحمائية المستمرة في السنوات القليلة الماضية.
أما من ناحية التأثيرات السياسية لهذا التغير البنيوي المتوقع، فإن دوراً أكبر منتظراً للدولة في الاقتصاد، وخصوصاً في القطاعات الحيوية، كالطبابة وأسواق المال.
إن واحداً من أكبر الدروس المستفادة من أزمة كورونا سيتعلّق بالأنظمة الصحية في دول العالم، مع ثبوت تفوّق الأنظمة الصحية التي تؤدي الدول فيها دوراً أساسياً في القطاع الصحي لناحية الملكية أو الإدارة، على الأنظمة التي سلّمت صحة مواطنيها للشركات الكبرى من القطاع الخاص، والتي خافت في ظل الأزمة الحالية على أرباحها، لتنهار النظم، ويُلقى الناس في ممرات المستشفيات.
إنها عودة للدولة وعودة للاقتصاد ليخدم الناس الكثر، العوام، لا الأقليات الأوليغارشية. ربما هي استفاقة ليست صحية فحسب، بل أيضاً اقتصادية إلى الدرجة التي وصل إليها العالم من الافتراض والانفصال عن حقائق علم الاقتصاد الكلاسيكية.
لقد شهدت الأزمة مقاربتين متناقضتين: مقاربة أميركية تعلي شأن الاقتصاد على الإنسان، ومقاربة صينية خرجت بها الصين من الأزمة، تعلي شأن الإنسان على الاقتصاد.
لقد كان معبراً ومؤثراً رد حاكم ولاية نيويورك، أندريو كوومو، على مواقف الرئيس الأميركي الداعية إلى استئناف العمل من أجل الاقتصاد، حين قال: "لا تجوز المفاضلة بين الاقتصاد والأرواح".

الجمعة، 3 أبريل 2020

كيف يصبح الاقتصاد السوري الأول في الشرق الأوسط

تمتلك سوريا ثروات كبيرة وتعد واحدة من أغنى الدول العربية في حجم الثروات على اختلاف أنواعها الطبيعية والبشرية، من النفط إلى الغاز إلى الفوسفات إلى مختلف أنواع الزراعات والمناخ والتربة إلى ثروة الآثار وصولا إلى الموقع الجغرافي على شرق المتوسط ونقطة تلاقي القارات الثلاثة.
قبل بدء الحرب السورية في عام 2011 كان حجم الصناعات السورية في حلب وحمص ودمشق وسوريا عامة، يفوق حجم الصناعات في أي بلد شرق أوسطي (حتى في تركيا)، وكانت سوريا تنتج وتصدر، إلى أن بدأ الحراك المدمر ضد الدولة السورية في آذار 2011 والذي نتج عنه تفكيك جزء كبير من الصناعات وتم سحب معامل حلب إلى تركيا ومعامل حمص اتخذتها التنظيمات المسحلة مواقع لها مما أدى إلى تدميرها.
تطور الاقصاد السوري وزيادة دخل الفرد الذي يقوي الدولة والمجتمع يبدأ من:
1- دعم الإنتاج الزراعي (والحيواني) والصناعي المنافس (العام والخاص) وإيجاد أسواق تصريف خارجية تصديرية، بحيث يحقق التصدير إيرادات بالعملة الصعبة للمجتمع والدولة السورية وأسعار جيدة تناسب حجم التكاليف وتحقق أرباحا لكل الطبقات المنتجة.
2 — التحول الفوري إلى الإدراة الإلكترونية والخدمات الإلكترونية في مختلف مفاصل الأداء الحكومي من أجل تسهيل الترابط بين المؤسسات الحكومية والقضاء على الروتين وتسهيل وتسريع تقديم الخدمات للمواطن السوري بحيث تخفف عنه تكاليف معيشته وهذا يعتبر أيضا زيادة حقيقية في الدخل.
3 — تحويل الشركات والمؤسسات الصناعية العامة إلى رابحة ومنافسة ذات إنتاج كبير وتصديري، ونقلها من مرحلة الخسائر وتكدس المخازين نتيحة العجز التسويقي وارتفاع التكاليف نتيجة تعقيد آليات العمل وبطئها بسبب غياب المرونة في العمل الصناعي للقطاع العام مقارنة بالمرونة الكبيرة في القطاع الخاص، إلى مرحلة الإنتاج والتصدير والأرباح والاستقلالية من خلال مجالس إدارة لكل مؤسسة أو شركة تحدد أهدافها بالربح والمنافسة مع المحافظة على حقوق العمال والملكية العامة. (وهذا ما نحن بعيدون عنه كل البعد الآن، ونشرت "الوطن" السورية منذ أيام مادة عن تكدس المخازين وعدم تصريفها في عدد من الشركات الصناعية العامة مما يؤدي إلى الخسارة).
اليابان وألمانيا والصين تربعوا في قمة الاقتصادات العالمية من دون نفط ومن دون غاز، فقط بالاعتماد على الصناعات، مرونة وسرعة واهتمام بالكفاءات ومكافحة الهدر بكل أشكاله والابتعاد عن الروتين والمناقصات الشكلية إلى أسلوب الشراء المباشر مع المحاسبة فقط على النتائج.
وبالعودة إلى دعم الإنتاج الوطني، كانت وكالة سبوتنيك نشرت تقريرا عن خسائر المداجن السورية بالملايين وتعرض المئات من المداجن لخطر الإغلاق بسبب انخفاض أسعار الفروج المحلي نتيجة دخول فروج تركي مهرب ونتيجة ارتفاع تكاليف تربية الفروج حيث تفرض رسوم جمركية على الأعلاف المستوردة، وهنا يجب تأمين موازنة دائمة واستقرار بين السعر المناسب للمداجن والسعر المناسب للمواطن والعمل بعد ذلك على تصدير الفائض إلى الأردن أو لبنان أو العراق.
وأيضا في سياق متصل بدعم الإنتاج الوطني الزراعي، فقد عانى قطاع زراعة الحمضيات والطماطم في الساحل السوري من خسائر في السنوات الماضية بسبب انخفاض كبير في أسعارها لدرجة أن بعض المزارعين تركوا الموسم على أمه، وهذا ما أدى إلى انخفاض في حركة السوق في الساحل السوري وبالتالي انعكس سلبا على حجم الطلب على منتجات الصناعة في باقي المحافظات الداخلية، وبالتالي فإن دعم محصولي الحمضيات والطماطم سيؤدي إلى انتعاش كبير في منطقة الساحل يرافقه زيادة في الطلب على منتجات الصناعات في المحافظات الداخلية (حلب حماة حمص دمشق وريف دمشق)، وهذا سيلعب دورا كبيرا في الانتعاش الاقتصادي المطلوب.
ونضيف أيضا ضرورة دعم كل الإنتاج الزراعي الذي من الممكن إيجاد اسواق تصديرية له، وهذا سيساهم في تأمين القطع الأجنبي.
ما تم ذكره في السطور السابقة هو في غاية الأهمية الاستراتيجية، وقد أطلق الرئيس السوري بشار الأسد مشروعا وبرنامجا للإصلاح، ويتضمن في جزء منه ضرورة تعديل الأنظمة وآليات العمل الحكومي، وبالتالي هذا يسهل تطبيق المقترحات السابقة.
في الموضوع المالي، يفضل الاعتماد على الإيرادات والأرباح العامة والضرائب المباشرة على قطاع الأعمال ذات الأرباح الضخمة والابتعاد عن الضرائب السهلة (على المشتقات النفطية مثلا أو الكهرباء) التي تمس معيشة المواطن، وبهكذا تحول تكون قد تحققت نقلة نوعية في رفع دخل الفرد السوري.
موقع سوريا في قلب العالم ونقطة الوصل بين ثلاث قارات وعلى ضفة البحر المتوسط الشرقية يعطيها ميزة استراتيجية كبيرة، ومركزا لعبور البضائع من الشرق إلى الغرب وبالاتجاه المعاكس.
بعد تحقيق هذه الخطوات بنجاح، يمكن الانتقال إلى مرحلة ثانية خلال 4 سنوات تضمن استثمار هذه الإيرادات والتطور النوعي بالإضافة إلى جذب استثمارات جديدة إلى مرحلة التوسع الصناعي والتكنولوجي الأفقي والعمودي، وتوسيع دائرة الأسواق الخارجية لتصل إلى أماكن بعيدة، وهكذا يكون الاقتصاد السوري دخل مرحلة المنافسة على صدارة اقتصادات الشرق الأوسط.

هل نجا الاقتصاد السوري من كورونا

هل نجا الاقتصاد السوري من كورونا ؟ باحثة اقتصادية تجيب 

استبعدت الباحثة الاقتصادية الدكتورة رشا سيروب أن يكون هناك آثار مباشرة لتفشي فيروس كورونا على الاقتصاد السوري، وإنما تقتصر الآثار على ما يتعلق بالشركاء التجاريين الذين تفشى عندهم الفيروس وتراجع إنتاجهم ونشاط التجارة الخارجية لديهم، إضافة إلى التبعات الاقتصادية للإجراءات الاحترازية التي أقرّتها الحكومة أمس الأول للوقاية من الفيروس، والتي وصفتها بالإجراءات الاستباقية الممتازة.
وبيّنت سيروب أن المرحلة الأولى لتأثر الاقتصاد بالإجراءات الاحترازية بدأت تظهر، وتتمثل بزيادة الطلب على المواد الاستهلاكية والطبية، ما يدفع إلى زيادة أسعارها بشكل غير منطقي من قبل التجار والباعة، الذين يستغلون أي حدث يسمح لهم بالتحكم بالأسعار وسط ضعف رقابة التموين على الأسواق وضبط المخالفين.
وتستمر المرحلة الأولى لأيام قليلة، تليها فترة ركود، وانخفاض في النقل والاستهلاك، إذ إن كتلة مهمة من طلاب الجامعات والموظفين سوف يلتزمون بيوتهم، ويحدّون من الخروج إلى الأسواق والمطاعم.. وغيرها، ما يعني انخفاضاً في الطلب على النقل وعلى الاستهلاك قياساً إلى الفترات السابقة، ما يسبب تراجعاً أكبر في النشاط الاقتصادي.
كما أن الإجراءات الاحترازية وتفشي الفيروس عالمياً قد يزيد التخوف لدى رجال الأعمال ما يجعلهم أكثر حذراً في ضخ الأموال في الاقتصاد ريثما تهدأ الأمور وتتضح الصورة الاقتصادية، وهذا يضعف النشاط الاقتصادي أيضاً، في حين قد ينشط التبادل التجاري غير النظامي (التهريب) والأنشطة الاقتصادية غير المنظمة لتلبية الطلب على بعض السلع والمواد التي قدّ يقل توافرها من الإنتاج المحلي.
وأعربت سيروب عن خشيتها من استغلال بعض أرباب العمل الظرف الراهن، من خلال الضغط على عمالهم لتقليص ساعات العمل مقابل تخفيض الأجور، أو إجراء تسريحات للعمل بشكل جائر وغير مسوّغ.
ولفتت إلى انخفاض الإيرادات من السياحة وخاصة الدينية، بعد إيقافها، وكذلك السياحة الداخلية، إذ سوف يحدّ المواطنون من تحركاتهم مع زيادة القلق العالمي من تفشي الفيروس.
وعن تأثر التجارة الخارجية في سورية بتفشي فايروس كورونا، فقد بيّنت سيروب أن التجارة الخارجية متأثرة أصلاً بالإجراءات القسرية أحادية الجانب، وقد تتأثر بشكل أكبر مع الشركاء التجاريين الذين تفشى لديهم الفيروس، ولكن بشكل غير مباشر، نظراً لتراجع الإنتاج في تلك الدول، وتعليق النقل في مختلف أشكاله.
ودعت سيروب إلى ضرورة أن تسرع الحكومة في تقليل التعامل النقدي بين المواطنين من خلال الإسراع بتطبيق الدفع الالكتروني.
وبين باحث اقتصادي أن انخفاض أسعار النفط عالمياً إلى مستويات قياسية يسهم في تخفيض تكاليف الاستيراد، وبالتالي يخفض من الطلب على الدولار، إضافة إلى أن لجوء الناس إلى التوفير في الاستهلاك وإدارة الإنفاق سوف يسهم بدوره بتخفيض فاتورة الاستيراد بشكل عام، وهذا ما يعني انخفاضاً أكبر في الطلب على الدولار، وبالتالي دعم أكبر لسعر صرف الليرة السورية.
المصدر : الوطن

الأنترنت سلاح ذو حدين

 الأنترنت .. سلاح ذو حدين 

أنها الشبكة العنكبوتية التي غزت بيوتنا بشكل مخيف
رغم خطورتها على جيل الشباب والمراهقين
باتت من ضروريات الحياة ولايمكننا الاستغناء عنها
نعم أنه سلاح ذو حدين
من ناحية .. أختصر الوقت والمسافات وجعل العالم قرية صغيرة
بكبسة زر نحصل على جواب كل سؤال
أصبح دليلنا ومرجعنا لن نحتار بعد اليوم
ولن نستعين بالمراجع ولن نحتاج للبحث في المكتبات
ومن جهة أخرى لايخلو من المخاطر والسلبيات التي تطال أبناءنا
مثلما له إيجابيات له سلبيات
لأنه بوابة مفتوحة على العالم الخارجي بكل ايجابياته وسلبياته
يجب أن لايغيب عن بالنا نحن أولياء الأمور
أولادنا أمانة في أعناقنا يجب ان نحافظ عليهم
نحن محاسبون أمام الله أن فشلنا في تربيتهم
فترة المراهقة هي المرحلة العمرية الحرجة في حياة كل إنسان
والتعامل معها يتطلب الحذر
لأنها مرحلة حساسة وخطرة وغير مستقرة
أنها تشتت بين الطفولة و النضج
في هذه المرحلة تُبنى شخصية الانسان أما أن ينشأ سوي ناحج
أو متمرد فاشل !!
الجميع معرض للخطأ هذا لايعني أنهم غير أسوياء
وجل مَن لم يخطأ
ومن لم يخطئ لن يتعلم
وخير الخطائين التوابون
الخطأ الأكبر أن يكون الانسان مُصر على الخطأ
ويرفض أي محاولة للإصلاح والتغيير
هنا نقف عاجزين وندعو له بالهداية
دعني أوجز لك بعض النصائح وكيفية التعامل مع هذه المرحلة :-
* أن لا نترك الحبل على الغارب دون مراقبة ومحاسبة وتوجيه
* وأن لا نضيق الخناق عليهم حد الانفجار
* نكون منصفين ووسطيين ومعتدلين في تعاملنا معهم
* حبذا لو نتبع سياسة اللين والتعامل بالحسنى ونبتعد كلياً عن الشدة والتخويف والترهيب
حتى لا يضطروا للجوء للكذب لاخفاء الحقائق
* أن نكون واعين يقضين لا تغفل عيوننا عن مراقبتهم ... من بعيد
* التوعية والنصح تتطلب مننا أسلوب هادئ خالي من العصبية والتشنج !
* لابد من وضع قوانين وضوابط في إستعمال هذه التقنية ( النت) كالتقيد والالتزام بالأوقات
* نمتع منع بات زيارة مواقع التي تتنافى وعاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا وأخلاقنا
* تنبههم من خطورة علاقات التعارف التي تحصل عبر هذه الشبكة مع أناس مجهولين وهمين
* منعهم من دخول برامج التواصل وغرف الشات والمنتديات ومواقع التعارف
* نحاول أن نشرح لهم أسباب ضياع بعض الشباب
* ونبين لهم أهمية الصلاة والابتعاد عنها أول أسباب الفشل والضياع والتشتت
( لأن الصلاة تُنهي عن الفحشاء والمنكر)
* التقرّب من زملائهم وأصدقائهم ومعرفة البيئة التي ينتمون لها لأن سبب البلاء هو الرفقة السيئة
* نغرس فيهم القيم الاسلامية التي تربينا عليها
كي نجنبهم الوقوع في براثن الرذيلة
ولا يكونوا لقمة سائغة للشيطان
* الأهم في الموضوع علينا أن نتحلى بالصبر ثم الصبر ثم الصبر ..!!
كثيرة هي المشاكل التي تقع فيها بناتنا العربيات سببها ضعف الواعز الديني والتربية الفاشلة ،
وياما بنات عوائل محترمة تعرضن للإبتزاز والتهديد من قبل شياطين بشرية
وعصابات منظمة تعمل من خلال النت
ذئاب بشرية ذوي النفوس الدنيئة
يعملوا على إستدراج الفتيات الصغيرات الساذجات وإيقاعهن في الفخ
وتصويرهن بالكاميرات وتسجيل محادثاتهن
وتهديدهن بنشرها على يوتيوب أو التشهير بسمعتهن وفضحهن
ومساومتهن على دفع مبالغ كبيرة من المال
أعمال إجرامية خطيرة بعيدة كل البعد عن الدين والاخلاق
مهم جداً شغل أوقات الفراغ
كالمشاركة في نشاطات رياضية والتسجيل في دروس تحفيظ القرآن الكريم
والمطالعة والرحلات العائلية وغيرها...
نصيحتي لكل بنت مسلمة أن تصون نفسها
وأن تخاف الله في كل عمل تُقدم عليه ،
لأنها درة ثمينة يجب أن تبقى محاطة بصدفة صلبة من التقوى والعفاف
وأن تكون أكثر وعي وإدراك لما يدور حولها
وتكون قدوة لغيرها في الاخلاق والألتزام والحشمة
وتستغل النت للفائدة والتعليم لا للتسلية والانحراف
وكذلك أوجه كلامي للشباب العربي المسلم
أن يتقي الله في بنات الناس
ولن تستغل براءتهن وسذاجتهن
ولو فقط تخيل أن هذه البنت أخته أو قريبته
بالتأكيد يراجع نفسك ألف مرة
ولن يُقدم على مثل هذه الأعمال المخلة بالشرف والاخلاق
يجب أن نربي أولادنا على أن الله رقيب علينا ومهما حاولنا أن نتخفى عن عيون البشر
لايمكن ان نختفي عن عيون الله سبحانه وتعالى
لانه مطلع على كل شيء ويعلم مافي قلوبنا

شركات اقوى من دول اقتصاديا


25 شركة أقوى اقتصاديًّا من دول عديدة

مشاركة
«بسعيها ألا تكون تابعة لدولة بعينها كي تحقق أقصى أرباح ممكنة، صارت الشركات متعددة الجنسيات تنافس الحكومات في السلطة العالمية، فمن سيربح تنافسًا كهذا؟».
في تقرير لمجلة «فورين بوليسي» يحاول «باراج خانا» استعراض أمثلة لأكبر الشركات في العالم، وكيف تحول بعضهما من المحلية لشركات متعددة الجنسيات، بل وصارت شركات «فوق القومية»، لتصبح أشبه بالقوى العظمى. لعل أقرب مثال هي شركة «أبل» والتي يفوق رأس مالها إجمالي الناتج المحلي لثلثي دول العالم. ثم يعرض الكاتب 25 شركة هي الأقوى في العالم، وربما أقوى من دول بأكملها.
يشير «باراج» أن الزيادة المفرطة في أرباح الشركات والبنوك خرجت عن السيطرة لتساهم في الأزمة الاقتصادية عام 2008. وكرد فعل أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قانون «دود- فرانك» ليحد من قدرة الشركات على النمو بشكل مفرط؛ لكي لا يكون الاقتصاد معرضًا للكوارث. إلا أن القانون سحق المؤسسات المالية الصغيرة، فيما ظلت الشركات العظمى على حالها، بل وصارت تتربح أكثر في حين انخفضت معدلات إقراضها. وبهذا تحولت الشركات لقوى عظمى تضع السياسات وجهًا لوجه مع المنظمين الحكوميين، أو كما يقول «باراج» كلعبة القط والفأر.
اليوم ما تزال البنوك العشرة الأكبر في العالم تسيطر على 50% من الأصول الخاضعة للإدارة في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، يحاول بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك «مارغريت فيستاغر» (مفوضة الشؤون التنافسية في الاتحاد الأوروبي) يدفعون في اتجاه سياسة قاعدة ضرائب مشتركة بين الدول الأعضاء، وذلك لمنع الشركات من الاستفادة من الأسعار التفضيلية. لكن إذا حدث ذلك؛ وهو أمر مستبعد، فإن الشركات ستوسع من نظرتها إلى ما هو أبعد من حدود القارة الأوروبية.
تطور تدريجي
يقول الكاتب للوهلة الأولى، يمكننا ملاحظة أن قصة نجاح شركة «إكستنشر» تشبه إلى حدٍّ كبير النموذج الأصلي للحلم الأمريكي. «إكستنشر» هي إحدى كبرى شركات الخدمات الاستشارية في العالم، والتي تتحكم في عشرات المليارات من الدولارات كإيرادات سنوية. بدأت الشركة في الخمسينات كفرع صغير في شركة محاسبة تدعى «آرثر أندرسن». وكان أول مشروع كبير تتولاه هو تقديم استشارات لشركة «جينرال إلكتريك». وبعد نموها على مر العقود، بحلول عام 1989 كان الفرع الصغير ناجحًا بدرجة كبيرة ليصبح منظمةً مستقلة: «آندرسون كونسالتينج» للاستشارات.
ويضيف «باراج» أنه بإلقاء نظرة أعمق على الأعمال التجارية يمكننا أن نلحظ أنها نمت بالفعل؛ لكنها نمت منحرفة عن المسار الأمريكي أو بعبارة أخرى خارج الحدود الأمريكية. ويذكر أن السبب لم يكن فتحها مكاتب في بلادٍ كالمكسيك واليابان وغيرها، بل لأن التوسع الدولي هو المسار الذي تفضله العديد من الشركات الأمريكية. وعلاوة على ذلك، رأت «آندرسون للاستشارات» مآرب أخرى في التوسع خارج حدود بلد نشأتها؛ على سبيل المثال بعض تلك المميزات يتمثل في ضرائب أقل وعمالة أرخص ولوائح تنظيمية أقل إرهاقًا، فأعادت هيكلة الشركة داخليًّا بحيث تحصِّل الفوائد من الوجود المحلي والتوسع الدولي. وبحلول عام 2001، يقول «باراج» عندما أعلنت الشركة عن تسميتها «إكستنشر»، وكانت بالفعل قد تحولت إلى شبكة امتيازات ضخمة منسقة وأكبر من مجرد شركة قابضة سويسرية.
ويستطرد «باراج» في تتبع تاريخ توسع «إكستنشر» من المحلية لشركة متعددة الجنسيات، فيذكر أنها توسعت في «برمودا»، وظلت هناك حتى عام 2009 عندما توسعت في «أيرلندا» حيث الضرائب المنخفضة. يصل اليوم عدد العاملين في شركة «إكستنشر» 373000 موظف حول العالم، في 200 مدينة، بـ55 دولة. في «إكستنشر» غالبًا ما يسافر المستشارون للعملاء في بلادهم، ويرفعون التقارير للمكاتب الرئيسية الإقليمية في دبي وبراغ حيث معدلات الضرائب المنخفضة. ولتفادي ظروف الإقامة المزعجة نظرًا لتنقلاتهم، يحاول قسم الموارد البشرية ألا يقضي المستشارون الكثير من الوقت في مواقع المشروعات.
شركات «فوق القومية»
بذلك التوسع يقول «باراج» إننا بصدد الدخول في عصر جديد؛ عصر الشركات «فوق القوميات»، فهي ليست مجرد شركات متعددة الجنسيات، بل هي شركات مثل «إكستنشر» أي ليست لها جنسية محددة. عندما قام كل من «إيف دوز» و«خوسيه سانتوس»  «بيتر ويليامسون» (خبراء في الإستراتيجيات والأعمال) بإضافة مصطلح «شركات فوق القوميات» في كتابهم المنشور عام 2001 ، كانت «فوق القومية» ظاهرة ناشئة، وتمثل ابتعاد عن التقليد القديم في اعتزاز الشركات بجذورها الوطنية. والذي عبر عنه «تشارليز ويلسون» مؤسس «جنرال موتورز» في عام 1950 بقوله، إن «ما هو في صالح بلدنا، في صالحنا، والعكس صحيح». اليوم صار تقطيع أواصر العلاقة بالدولة عملًا معتادًا.
ويدلل «باراج» على ما سبق بذكر مجموعة من الشركات التي تبعت ذلك الاتجاه وطريقتها في ذلك. فشركات مثل «إكسون موبيل» و«شركة يونيليفر» و«بلاك روك» و«إتش إس بي سي» و«دي إتش إل» و«فيزا» جميعها اختارت بلدانًا للأفراد العاملين فيها، وللمصانع والأجنحة التنفيذية والحسابات المصرفية على أساس الأماكن، حيث توجد لوائح تنفيذية ودية، وموارد وفيرة، واتصالات سلسة، وغالبًا ما يكون لدى الشركات «فوق القومية» الذكية مكان قانونيّ في بلدٍ ما، وإدارة الشركات في مكانٍ آخر، والأصول المالية في بلد ثالث، بينما ينتشر الموظفون الإداريون في العديد من الدول. فعلى سبيل المثال لا الحصر، بعض أكبر الشركات التي نشأت في أمريكا كشركة «جي إي» و«آي بي إم» و«مايكروسوفت»، جميعها لديها مليارات من الدولارات في الخارج معفاة من الضرائب، وذلك عن طريق إيرادات الأسواق الخارجية التي تُدفع إلى الشركات القابضة التي تأسست في «سويسرا». وقد أطلق بعض المراقبين على تلك الحالات اسم «دخل عديم الجنسية»، بينما يصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما تلك الشركات التي تخزن أموالها في الخارج بأنها «الشركات الأمريكية الهاربة».
زعزعة مفهوم «القوى العظمى»
ولعل الكاتب يلتمس العذر لاتجاه الشركات كما سلف ذكره، فليس من المستغرب أن تتبع الشركات ما يحقق مصلحتها، بل المستغرب ألا تفعل. إضافة إلى أن صعود الشركات «فوق القومية» لا يقتصر فقط على الطرق الجديدة لزيادة الأرباح، بل هو يساهم في زعزعة تعريف «القوى العظمى العالمية».
يذكر «باراج» أن الجدل القائم حول مصطلح «القوى العظمى العالمية» عادة ما يركز على الدول، ويتعرض بالأساس لفكرة: هل يمكن لأي دولة أن تنافس الولايات المتحدة الأمريكية في نفوذها؟ ويحاول الوصول لإجابة على هذا التساؤل فيعرض نتائج استطلاع أصدره «مركز بيو للأبحاث» في يونيو/حزيران 2015 ، والذي أجري في 40 دولة، إذ وجد أن 48% اعتقدوا أن الصين ستتفوق أو قد تكون تفوقت بالفعل على الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى، في حين وجد أن 35% يعتقدون أنها لن تتمكن من ذلك.
قانون العرض والطلب
يقول «باراج» إن العالم يدخل عصرًا جديدًا حيث قوة القوانين لا تقوم بالضرورة بفرض السيادة؛ لكن السيادة قد صارت مسألة تخضع للعرض والطلب. وكما يقول الباحث «غاري غيرفي» من جامعة «ديوك»، إن التحرر من القومية يشمل الآن شركات تحشد قدراتها مستخدمة مواقعها المتعددة لأجل تشكيل قيمتها العالمية. وكان ذلك سببًا في نجاح شركات مثل «جلينكور» وشركة الخدمات اللوجستية «آرشر دانييلز ميدلاند»، والتي لا تركز في الأساس على تصنيع البضائع، لكنها كما يقول الكاتب: «خبيرة في الحصول على الإمكانات المادية التي تجعلها «فوق قومية» عندما تدعو الحاجة إلى ذلك».
اللاجنسية إلى الافتراضية
ويتساءل الكاتب: هل يمكن للشركات أن تذهب أبعد من ذلك؟ أي أن تتحول من كونها عديمة الجنسية إلى الافتراضية؟ يرى «باراج» أن البعض يعتقد في إمكانية ذلك، ففي 2013، قدم «بلاجي سرينيفاسان» (شريك في شركة «آندرسن هورويتز» شركة استثمار مغامر) محاضرة دارت حول إدعائه بأن وادي السيليكون في طريقة ليصبح أقوى من قوة وول ستريت وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية. فقد وصف المحطة الأخيرة لوادي السيليكون بأنها «خلقهم مجتمعًا مشتركًا في نهاية المطاف خارج الولايات المتحدة الأمريكية تديره التكنولوجيا»، والسبب في ذلك أن المجتمعات الاجتماعية تتواجد على الإنترنت بشكلٍ متزايد. وفي نهاية المطاف، ربما تنتقل الأعمال التجارية وعملياتها كلها إلى ذلك العالم الافتراضي.
يقول «باراج» إن فكرة فرض الضرائب على الشركات «فوق القومية» بناءً على مواقع مقراتها إلى حد ما تبدو بالية بطريقة موجعة. فعلى سبيل المثال إذا اتبعت كل الشركات عديمة الجنسية قاعدة واحدة، ستظل احتمالية انتقالها لمكان آخر قائمةً؛ مكانٍ حيث الأرباح أعلى والإشراف أكثر ودية والفرص أكثر وفرة. ويرى «باراج» أن هذا التوجه ساعد الشركات الألمعية المتحركة الذكية لتتفوق على أسيادها الأصليين، بما في ذلك القوى العظمى المهيمنة على العالم. يجيب ويختتم «باراج» مقاله بالإجابة على سؤال التحول للافتراضية، فيقول: «وفي ضوء ذلك، فإن فكرة فصل الشركات «فوق القومية» عن القيود الأرضية المكانية، وتسخير قوة السحابة الافتراضية هو بالتأكيد ليس ببعيد المنال. وربما يكون أمرًا حتميًّا لا مفر منه».
في النهاية إليكم قائمة بأقوى 25 شركة في العالم، والتي يتفوق بعضها اقتصاديًّا على العديد من دول العالم.
1- اسم الشركة: وول مارت
نوع العمل: بيع بالتجزئة.
المقر: بنتون فيل، أركنساس.
الإيرادات السنوية: 488 مليار دولار (2015).
2- اسم الشركة: إكسون موبيل
نوع العمل: شركة نفط وغاز.
المقر: إرفينح، تكساس.
الإيرادات السنوية: 269 مليار دولار (2015).
3- اسم الشركة: رويال داتش شل
نوع العمل: شركة نفط متعددة الجنسيات.
المقر: لاهاي، هولاندا.
الإيرادات السنوية: 265 مليار دولار (2015).
4- اسم الشركة: أبل
نوع العمل: شركة تقنية متعددة الجنسيات.
المقر: كوبيرتينو، كاليفورنيا.
الإيرادات السنوية: 234 مليار دولار (2015).
5- اسم الشركة: جلينكور
نوع العمل: شركة تجارة وتعدين.
المقر: بار، سويسرا.
الإيرادات السنوية: 221 مليار دولار (2014).
6- اسم الشركة: سامسونغ
نوع العمل: شركة إلكترونيات
المقر: سيول، كوريا الجنوبية
الإيرادات السنوية: 163 مليار دولار (2015)
7- اسم الشركة: أمازون
نوع العمل: شركة تجارة الكتروني
المقر: سياتل، واشنطن
الإيرادات السنوية: 107 مليار دولار (2015)
8- اسم الشركة: مايكروسوفت
نوع العمل: شركة تقنيات الحاسب.
المقر: ريموند، واشنطن.
الإيرادات السنوية: 84 مليار دولار (2015).
9- اسم الشركة: نسلي
نوع العمل: شركة إنتاج أطعمة معلبة.
المقر: فيفي، سويسرا.
الإيرادات السنوية: 93 مليار دولار (2015).
10- اسم الشركة: ألفابت
نوع العمل: شركة تقنيات قابضة.
المقر: ماونتن فيو، كاليفورنيا.
الإيرادات السنوية: 75 مليار دولار (2015).
11- اسم الشركة: أوبر
نوع العمل: شركة تقنيات وخدمات نقل أجرة.
المقر: سان فرانسيسكو، كاليفورنيا.
الإيرادات السنوية: 62 مليار دولار (2015).
12- اسم الشركة: هواوي
نوع العمل: شركة تقنيات اتصالات.
المقر: شنزين، الصين.
الإيرادات السنوية: 60 مليار دولار (2015).
13- اسم الشركة: فودافون
نوع العمل: شركة تقديم خدمات تقنيات اتصالات الشبكات.
المقر: لندن، إنجلترا.
الإيرادات السنوية: 60 مليار دولار (2015).
14- اسم الشركة: آن-إنبيف
Anheuser-Busch InBev
نوع العمل: شركة مشروبات.
المقر: لوفون، بلجيكا.
الإيرادات السنوية: 47 مليار دولار (2014).
15- اسم الشركة: ماريسك
نوع العمل: شركة شحن.
المقر: كوبنهاجن، الدنمارك.
الإيرادات السنوية: 40 مليار دولار (2015).
16- اسم الشركة: غولدمان ساكس
نوع العمل: شركة استثمارات مصرفية.
المقر: نيويورك.
الإيرادات السنوية: 34 مليار دولار (2015).
17- اسم الشركة: هاليبرتون
نوع العمل: شركة متعددة الأنشطة في مجال الطاقة.
المقر: هيوستن، تكساس.
الإيرادات السنوية: 33 مليار دولار (2015).
18- اسم الشركة: إكسنتور
نوع العمل: شركة استشارات.
المقر: أيرلاندا.
الإيرادات السنوية: 31 مليار دولار (2015).
19- اسم الشركة: ماكدونالدز
نوع العمل: مطعم وجبات سريعة
المقر: أوك بروك، إلينوي.
الإيرادات السنوية: 25 مليار دولار (2015).
20- اسم الشركة: طيران الإمارات
نوع العمل: شركة طيران.
المقر: دبي، الإمارات العربية المتحدة.
الإيرادات السنوية: 24 مليار دولار (2015).
21- اسم الشركة: فيس بوك
نوع العمل: وسائل تواصل اجتماعي.
المقر: مينلو بارك، كاليفورنيا.
الإيرادات السنوية: 18 مليار دولار (2015).
22- اسم الشركة: علي بابا
نوع العمل: شركة تجارة إلكترونية.
المقر: هانغشتو، الصين.
الإيرادات السنوية: 12 مليار دولار (2015).
23- اسم الشركة: بلاك روك
نوع العمل: شركة إدارة استثمارات.
المقر: نيويورك.
الإيرادات السنوية: 11 مليار دولار (2014).
24- اسم الشركة: ماكنزي
نوع العمل: شركة استشارات.
المقر: نيويورك.
الإيرادات السنوية: 8 مليار دولار (2015).
25- اسم الشركة: تويتر
نوع العمل: شركة وسائل تواصل اجتماعي.
المقر: سان فرانسيسكو، كاليفورنيا.
الإيرادات السنوية: 2.2 مليار دولار (2015).

الخميس، 2 أبريل 2020

ما هي الشركات متعددة الجنسيات

الأربعاء، 1 أبريل 2020

الشباب وبناء المجتمع

الشباب وبناء المجتمع 





     

 إنّ الشباب عمود المجتمع، بهم يقوى ويبقى ومن دونهم يضعف ويضمحل. وتقوم الأمم والشعوب بسواعد ونشاط وعلم الشّباب فيها، كما أنّ كسلهم وجهلهم هو عين التخلّف والتّراجع عن ركب الحضارة والتقدّم.
إنّ الشّباب في كلِّ زمان ومكان عماد الأمّة، وسِرُّ نَهضتها، ومَبعث حضارتها، وحاملُ لوائها ورايتها، وقائدُ مَسيرتها إلى المجد والتقدّم والحضارة، وصُنَّاعُ مجدِها، وصِمامُ حياتِها، وعنوانُ مستقبلِها، فهم يملكون الطّاقةَ والقوّةَ والحماسة الّتي تؤهّلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجة للأمّة إذا ما ساروا على الطّريق الصّحيح المرسوم في اتّجاه التّنمية والتقدّم، واستغلّوا نشاطهم فيما فيه منفعة لهم ولغيرهم خدمة للوطن وللأمّة.
اعتناء الإسلام بالشباب
لذلك اعتنى الإسلام بالشّباب عناية فائقة، ووجَّههم توجيهًا سديدًا نحو البناء والنّماء والخير، واهتمّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بالشّباب اهتمامًا كبيرًا، فقد كانوا الفئة الأكثر الّتي وقفت بجانبه في بداية الدّعوة فأيّدوه ونصروه ونشروا الإسلام وتحمّلوا في سبيل ذلك المشاق والعنت. قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: "ما آتى الله عزّ وجلّ عبدًا علمًا إلاّ شابًّا، والخيرُ كلُّه في الشّباب"، ثمّ تلا قوله عزّ وجلّ: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}، وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، وقوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}.
وعمل عليه الصّلاة والسّلام على تهذيب أخلاق الشّباب، وشحذ هممهم، وتوجيه طاقاتهم، وإعدادهم لتحمّل المسؤولية في قيادة الأمّة، كما حفّزهم على العمل والعبادة، فقال عليه الصّلاة والسّلام: [سبعة يُظلّهُم الله في ظِلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: وعدَّ منهم: [شاب نشأ في عبادة الله].
وحثّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الشّباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة، أقوياء في البنيان، أقوياء في العمل، فقال: [المؤمن القويّ خيرٌ وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف وفي كلّ خير]، غير أنّه نوَّه إلى أنّ القوّة ليست بقوّة البنيان فقط، ولكنّها قوّة امتلاك النّفس والتحكّم في طبائعها، فقال: [ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب].
الشباب وتحمل المسؤولية
فعلى قيادات الأمّة في مختلف المجالات وعلى كلّ المستويات أن تُسنِد إلى الشّباب المناصب والمسؤوليات، إعدادًا لهم، وتنميةً لملكاتهم، وتفجيرًا للكامن من طاقاتهم، مع إتاحة الفرصة لهم للالتقاء بالشّيوخ والكبار، والاستفادة من خبرتهم، والاقتباس من تجاربهم؛ حتّى تلتحمَ قوّة الشّباب مع حكمة الشّيوخ، فيُثمرَا رشادًا في الرّأي وصلاحًا في العمل، ولله درُّ عمر بن الخطاب الّذي كان يتّخذ من شباب الأمّة الواعي المستنير مستشارِين له؛ يشاركون الأشياخ الحكماء في مجلسه، ويشيرون عليه بما ينفع الأمّة.
ولتفادي كلّ السّلبيات الّتي قد تصدر من الشّباب في المجتمـع، يجب السّعي إلى استثمار طاقاتهم وقواهم فيما يرجى نفعه وفائدته من فرص للعمل والشّغل لامتصاص أكبر قدر من البطالـة الّتي باتت تنخر العمود الفقري للمجتمع، وتهدّد أكثر أفراده حيوية بالضّياع والفقر والتشرّد، ولا بدّ من إشغالهم بالأنشطـة التّعليمية والثّقافيـة والاجتماعيـة والرّياضية للنّهوض بهذه الفئـة الشّابـة والرّفع من مستواها ومعنوياتهـا، بدل إهمالهـا والتّخلي عنها في عتمة زوايا الضّياع.
إنّنا حينما نتأمّل حالة مجتمعنا اليوم ونحاول أن نرصد نشاط شبابه عن كثب، نجده منصرفًا إلى ما يهدم دعائم هذا الوطن بدل بنائها وإقامتها؛ إذ يختفي حسّ المسؤوليـة وينعدم الواجب، وتغيب التّضحيـة وراء ستائر العبث والاستهتار واللامبالاة، فلا يبقـى إلاّ الدّور السّلبي الّذي أصبح يقوم به جلّ الشّباب، إذا لم نقل كلّهم استثناءً لفئة قليلة جدًّا.
إنّ منافذ اللّهو ومعاقل الفساد، وأوكار الـشرّ ومواطن الكسل، ومكامـن الخمول الّتي تستهوي شبابنا اليوم، تقضي على دوره الإيجابي في المجتمع، وليس هناك أكثر من سبل الشّيطان ومغاويه في الحياة، وليس أسهل من الوقوع في شركها حينما تنقاد النّفس مع شراع الشّهوات والملذّات المستهوية.
وبناء على ذلك، فليس غريبًـا أن نجد فئات واسعـة من الشّباب في عمـر الزّهور يقتلون أوقاتهـم فيما لا طائل من ورائه؛ جلوسًا في المقاهي طيلـة اليوم كالعجزة راصدين كلّ غاد ورائح، أو رابضين أمام أبواب الإعداديات والثانويات يتصيّدون تلميذات المدارس للتحرّش بهنّ ومضايقتهنّ، وفي أحسن الأحوال يمكثون في بيوتهم نائمين إلى ساعات متأخرة جدًّا من النّهار، أو جالسين إلى قنوات اللّهو والموسيقى.
ضرورة تنمية الشباب
إنّ تنمية الشّباب ـ روحيًا وعقليًا وجسديًا تنمية جيِّدة وبشكل سليم ـ تنتج شبابًا يحمل همّ الأمّة، متوجّها للخير نافعًا ومطوّرًا للمجتمع، مواجها لتحديات الحاضر، فيسعى لنمو المجتمع وازدهاره وبلوغه أعلى درجات الكمال الحضاري، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، فأمّا إذا كانوا بخلاف ما سبق، من تنمية متدنيّة غير مهتمّة بالشّباب، وشباب غير مهتم بما خصّه الله من خصال، منصرف إلى حياة اللّهو والدّعَة، بحجّة أنّهم يريدون أن يعيشوا شبابهم، وأنّ الشّباب للمتعة والاستمتاع فقط، غير مدركين أنّ هذه المرحلة من حياتهم قد ألقي فيها على عاتقهم أمر الأمّة والمجتمع، فهذا ضياع لطاقة فعالة وإهدار لأكبر قوى منتجة.
فعلى المجتمع أن ينمّي الشّباب روحيًا وعقليًا وجسديًا وعدم إهمالهم، فإنّ اعتزاز أيّ أمّة بنفسها هو اعتزازها بشبابها أوّلاً؛ إذ هم الدّعائم القويّة والمتينة الّتي تستطيع أن تبني بها صروح أمجادها حاضرًا ومستقبلاً؛ كي تبقى صامدةً أمام رياح الزّمان الّتي لا تبقي ولا تذر، وأمام التّحديّات الجسام الّتي تهدّد كيانها ووجودها، لأنّ صلاح الشّباب صلاح للأمّة والمجتمع، وفي فسادهم فساد الأمّة والمجتمع.

أزمة ربع العمر

           أزمة ربع العمر



ألا ليت الشباب يعود يوماً.... يتردد هذا البيت الشهير على ألسنة الكثير من كبار السن  هذه الأيام تحسراً منهم على ايام شبابهم إما لإنهم لم يحققوا أحلامهم أو أنهم أضاعوا فرصة الأستفادة منها كما ينبغي أو كما نسميه اصطلاحاً بإزمة منتصف العمر والتي تحدث لدى البعض مابين عمر ٤٠-٥٠ عام.
أما ما نحن بصدد الحديث عنه أن هذه الأزمة بدأت في الظهور في عمر أبكر مما ذكرنا سابقاً فبدا لنا مصطلح جديد لها أُطلق عليه "أزمة ربع العمر" وهي تنتشر لدى البعض من الشباب في الفئة العمرية ما بين ٢٠-٣٠ عام. وكان الكسندرا روبينز وآبي ويلنر أول من استخدم هذا المصطلح «أزمة ربع العمر» لوصف حالات القلق التي تصيب الشباب عام 2001. 
أن عيش هذه المرحلة من العمر في عصر التكنولوجيا و الأنترنت وكثرة الخيارات المتاحة مختلف عما أذا مر بها الشاب في عصر الأجداد حيث نعيش الآن  في عصر متسارع تكثر فيه الضغوط النفسية الداخلية و الخارجية، تقل فيه الفرص الوظيفية ويكثر التصارع على الظفر بها ، عصر تنتشر فيه الأمراض والحروب مما يزيد الأرتباك و القلق لدى الشباب فتجده يكافح بشكل مستمر ويشعر بعدم الأمان و القلق وأن الوقت يمر وهو لم يتقدم ، و العمر يمضي و هو لا يعلم أي طريقٍ يسلك.
يعيش الشباب في هذه المرحلة صراع داخلي بين الحفاظ على مسئولياتهم نحو اسرهم و بين تلبية حاجاتهم الخاصة، بين محاولة معرفة من هو وماذا يريد وبين تحقيق توقعات المجتمع لشاب في سنه حيث الجميع ينتظر منه أن يستقر في مهنة ويقوم بشراء منزل، يدخل الحياة الزوجية و ينجب الأطفال إلا أنه عاجز عن تحقيق كل هذه التوقعات.

هذه الأزمة تتميز بعدة مظاهر:
١- كثرة الضغط النفسي.
٢- انعدام الأمل و التخلي عن الطموحات و الأحلام السابقة  ومن ثم الرضاء بأي شي.
٣- اليأس و الأحباط و لوم النفس.
٤-الأكتئاب.
٥-الشعور المتلازم بالحيرة (هل أنا اسير في الطريق الصحيح؟).
٦- الحنين الى الماضي.
٧- الخوف من الفشل.
٨- الشعور بالخوف و الوحدة.
٩- التردد من الاقدام على امر ما.
١٠- التشكيك في اهدافك (عدم وضوحها وتحديدها و الشعور بأن الآخرين أفضل منك)ز
 و هي أقل مرحلة يستطيع فيها الشخص التعامل مع الضغوط النفسية, إلا أنه لا داعي للقلق فالكثير من الأشخاص يمرون بها و يتجاوزونها بعد فتره من الزمان حيث كانت نسبة من تجاوزوا هذه الأزمة خلال سنتين من حدوثها كما تشير احدى الدراسات ٨٠٪‏ .

كيف تتخطى الأزمة؟:
١- اسع للتغيير.
 إن كنت في عمل لا تحبه قم بتغييره أو على أقل تقدير غير من طريقتك في التعامل معه.
٢- لا تخاف من الخطأ.
جميعاً بشر ولابد أن نخطئ حتى نتعلم ،فقليل الخطأ قليل التجربه.
٣- تحلى بالصبر.
تخطيك لهذه الأزمة قد يستغرق بعض الوقت .
٤- تفهم أن هذه الأزمة هي فرصة للتغيير و لأن تعيش الحياة التي تحلم بها.
٥- قم بالنشاطات التي تجعلك متحمساً.
٦- لا تحاول أن تسير نفس الطريق الذي يسيره الآخرون فالنجاح ليس طريق واحد فقط.
٧- حدد أهدافك.  ضع أهداف واضحة و محددة تلبي احتياجاتك الخاصه، و يمكن تحقيقها على المدى القصير ( بحد اقصى ٥ سنوات ) لأنه من غير المحتمل احداث تغيير كبير في حياتك دون تحديد هدف وحتى تكون لديك فكره واضحة عن المكان الذي تتجه له.
٨- ليكن لديك وعي ذاتي.  تواصل مع نفسك و تعرف عليها ، من أنت و ماذا تريد ؟ ما هي قيمك و مبادئك؟ ما الذي تحب وما الذي تكره ، اعرف رسالتك في الحياة واهدافك.
٨- طور من ثقتك بنفسك.
٩- تعلم مهارات جديده.  (مهارات توكيد الذات ، تحديد الأولويات ، و مهارة التخطيط).

علاقة الآباء بالأبناء بين التأزم والانسجام

أن العلاقة بين الآباء و الأبناء تكون بمحبةٍ وود واحترام وتفاهم ، وقد تكون متوترة ومتأزمة لعدم وجود رابط ود أوتفاهم أوحوار هادف يهدف إلى زيادة الصلة .

ولذلك فإن غياب الحوار البنّاء والفعّال بين الآباء والأبناء ، يجعل الابن لا يثق في والديه
ولا يبوح لهما بأسراره الخاصة ، بل أنه يفضل أن يأخذ معلوماته من الصحبة والإنترنت بدلاً من الوالدين البعيدين عنه بحنانهما ورعايتهما .
ومع ضخامة حجم هذه الظاهرة إلا أن كثيرًا من الآباء لم ينتبهوا إلى خطورتها ، معتقدين أنه ليس مطلوبا منهم أي شئ تجاه أبنائهم سوى توفير المسكن والملبس و الدش والإنترنت وألعاب التسلية والتي ربما تُشغل الفراغ لديهم ولكنها لا تُغني عن والديهم .
ولا يكون ذلك عدم حب الآباء لأبنائهم ، لا فهم ثمرة القلوب وقرة الأعين ، ولكن
ما ننبه إليه أن هذا الحب لايمكن أن يتحقق إلا بالتربية السليمة للأبناء التي تتطلب من
الآباء حمايتهم بالتحاور والتشاور معهم ، ومحاولة معرفة ما يجول بأفكارهم ومساعدتهم
في حل مشاكلهم الخاصة والتقرّب والتودد إليهم .
ولكن يا ترى !.. من المتسبب فى هذه الظاهرة .. الآباء أم الأبناء ؟ وما هي خطورة غياب الحوارالهادف بين الطرفين ؟

إنّ تربية الأبناء أشبه بإدارة العمليات الصعبة في فترات الحروب، تحتاج إلى الرجل المِكيث الصبور ، وإنّ كثيراً من الآباء والأمهات يقدمون على الإنجاب دون أهلية أو استعداد فهم لا يملكون الثقافة التربوية التي تمكنهم من تربية أبنائهم على الوجه المطلوب، ولا يملكون من الخصائص النفسية ما يساعدهم على تحمل أعباء التربية، وهي أعباء كبيرة جداً .
وقد يظنون أن واجبهم تجاه أبنائهم شبيه بواجب مُربي الماشية : حظيرة وعلف وماء ، ولا شيء بعد ذلك ! هؤلاء يقدمون للأمة جيلاً معوقاً ومشوهاً ذهنياً ونفسياً ، حيث أفادنا "حديث القصعة" أنّ مشكلة الأمة في آخر الزمان ليست مشكلة أعداد، وإنما مشكلة نوعية : " أنتم يومئذ كثيرون ولكنكم غثاء كغثاء السيل " . (د.عبد الكريم بكار:مقالة:"آباء وآباء"،موقع د.عبد الكريم بكار على شبكة الانترنت)
فاسمحوا لنا أن نستعرض بعض الأساليب الخاطئة في التربية والتعامل مع الطفل حتى نتجنبها ونصحح مسارنا التربوي مع الأبناء.

-التربية بالشدة والصرامة:
من أنواع التربية الخاطئة والتي تهدم ولا تبني تلك التربية التي تبني علي العنف والشدة والتسلط حيث يعتبر علماء التربية والطب النفسي هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة ... فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك ، .. أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها؛ ففي لحظة الانفعال يفقد المربي صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر وينهال على الطفل معنفا وشاتما له بأقبح وأقسى الألفاظ ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن ذلك بالضرب ...

وهذا ما يحدث في حالة العقاب الانفعالي للطفل الذي يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط ( خوف مؤقت ) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا. ( زهرة عاطفة زكريا:التربية الخاطئة وعواقبها،ص:45 بتصرف)
وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة .. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة ، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض     ( العصاب ) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل ..
وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والتصرف المخل ( السيئ ) والعدوانية تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه .

- التربية بالتدليل والتسامح الزائد:
على المربي أن يكون حكيماً في تربيته، ولا تدفعه العاطفة الفطرية لتدليل ولده أو التساهل في تربيته؛ لأن التربية بالتدليل والتسامح لا تقل خطرا عن التربية بالشدة والتسلط . فالتدليل الزائد يقلل فرصة حصول الطفل علي الخبرات اللازمة لمواجهة الحياة وتحمل المسئوليات واتخاذ القرارات الصائبة
ويظهر هذا التدليل الزائد في الخوف الشديد علي الطفل فلا يسمح للطفل أن يلعب مع أقرانه أو اللعب بأي شيء من أدوات البيت وهذه حماية زائدة تؤثر سلبيا علي شخصيه الطفل . ومنها عدم إعطاء الفرصة للطفل ليتخذ القرار .
والصحيح إعطائه الفرصة ليقوم ببعض الأعمال . مثل خلع الحذاء أو تركه يربط حذائه بنفسه وان لم يجيد ذلك ، أو تركه يلبس وحده ملابسه ،هذا كله له اثر في تنميه الثقة في نفس الطفل ،ويزيد خبراته فتنمو تلك الشخصية .أما التدليل إذا زاد فله خطره علي شخصيه الطفل.
 (أحمد متولي: دليل المعلمين والآباء في تربية الطلاب والأبناء، ص:54بتصرف)
- عدم مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء:
قد يكون هناك تفاوت واختلاف في الملكات والقدرات بين الأطفال حتى وغن كانوا أشقاء، وفي هذه الحالة يلزم الآباء مراعاة هذه الفروق بينهم ومعاملة كل طفل بما يتناسب مع شخصيته وميوله وقدراته، يقول أبو عمر يوسف بن عبد البر القرطبي في كتابه جامع بيان العلم وفضله :
" تبقى حال الطفل ماثلة أمام المربي حين تربيته ، كما تتجلى حال المريض أمام الطبيب حين معالجته ، يراعي حالته ومقدرته ومزاجه فيكون أثر التربية أتم وأعظم ثمرة ". (ابن عبد البرّ:جامع بيان العلم وفضله)
- السماح للدخلاء بالاشتراك في التربية:
البعض من الآباء والأمهات لا يحكمون السيطرة على عملية التربية؛ فيتركون الثغرات التي تسمح بدخول عناصر وأشخاص آخرين يشاركونهم في تربية أبنائهم، مما يعرض الأبناء للكثير من التأثيرات الضارة والتي قد لا تنمحي بسهولة من ذاكرة الطفل بل وتؤثر على جوانب شخصيته المختلفة. مثال ذلك ترك الأبناء أمام الشاشات لتربيهم بدون رقابة أو توجيه؛ فيتربى الطفل علي المناهج الإعلامية السلبية، التي تفرز لنا طفل له توجه كبير نحو العدوان والعنف، أو السماح والترحيب بتدخل الأقارب والجيران أو حتى الخادمة في توجيه الطفل.
تقول الخبيرة التربوية (شيلي هيرولد):"ينتاب الأطفال الارتباك والحيرة حين يقوم على رعايتهم سلسلة من الأشخاص متضاربين في أسلوب تفكيرهم فلا يستوعب الأطفال بشكل واضح ماذا يفعلون ولا كيف يستجيبون للأمور ولا كيف يرضون شخصاً ناضجاً. وإن الاستقرار الناجم عن قيام شخص واحد بتقديم الرعاية للطفل يدعم الثقة والأمان والتناغم والحب. (محمد سعيد مرسي:حتى لا نشتكي،ص:46 نقلاً عن:الأسرار السبعة للتربية المثالية:شيلي هيرولد)
لذلك يجب أن يبقى زمام التربية بيد الوالدين فقط لأنهما المسئولين عن ولدهما أمام الله تعالى،قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله سائل كل راعٍ عمّا استرعاه حفظ أم ضيّع ؟"
- التذبذب في أسلوب التعامل مع الطفل:
فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه ، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل ، ثم يكون هناك ثبات في إلزام الأبناء بتلك القواعد فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله، ثم نعود في اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون بل ونعاقب الطفل المخالف له..!
فهذا التذبذب قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ .

- عدم العدل بين الأبناء :
يتعامل الكبار أحيانا مع الأبناء بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري، أو لأنه ذكر، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه اخوته، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال :"اتقوا الله واعدلوا في أولادكم". (مقالة أخطاء في التربية: مجلة الأسرة/عدد:101)
وأخيراً عزيزي المربي..
إنّ تربية الأبناء الحقيقية هي تربية ذلك الكائن المكرم ليكون عبدا لله فيفوز مع الفائزين ويدخل الجنة ويكون سببا لدخول والداه الجنة أيضاً، ثم إعداد الابن ليصنع المستقبل الواعد بيده لنفسه ولأمته..إن شاء الله تعالى .
تواصل الاجيال سنة الحياة عبر السنوات حيث يتوارث الأبناء طباع الآباء ليورثوها مرة اخري للاحفاد وتظل الحياة علي هذا المنوال الي ان تقوم الساعة ، وبالرغم من هذا يتناسي الآباء انهم كانوا في يوم من الايام اطفالا يتذمرون من اوامر آبائهم ويجدون اجحافا بحقوقهم وتقليلا من شأنهم ، ومع ذلك تتواصل الاجيال بنفس الطبائع ، لأن معظم الابناء ايضا يغيب عن اذهانهم انهم سيقفون يوما من الايام امام اولادهم يفرضون عليهم ما يرونه انسب لهم في كل شيء ويحددون لهم الخطأ قبل الصواب ويقسون عليهم احيانا. من هنا تحدث الفجوة بين الآباء والأبناء قد تتسع وقد تضيق باختلاف طبائعهم وأفكارهم ومستوي تعليمهم وثقافتهم كما تتحكم فيهم العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع. ورغم أن لكل عصر من العصور خصائصه التي تميزه عن غيره نجد ان كل شخص يري ان العصر الذي يعيشه اكثر حساسية من غيره ونحن الآن نري أن عصرنا كذلك يتمتع بخصوصية فريدة ساعدت علي تباعد الفجوة بين الجيلين بسبب التطور السريع الذي نعيشه وما نشهده من تقدم تكنولوجي عال جدا مما حول العالم الي "قرية واحدة". وتؤكد بعض الدراسات الاجتماعية أن الفجوة العمرية اكثر الفجوات التي تؤثر في العلاقة بين الآباء والابناء بقدر ما يتسع ويبتعد الزمن الذي عاش فيها الاباء عن زمن الابناء كلما زادت هذه الفجوة واتسعت حيث لكل زمان عاداته وتقاليده وافكاره والتي تختلف كليا وجزئيا عن اي زمان اخر وبالتالي تضيق مساحة الالتقاء الفكري والثقافي واللغوي. وتشير هذه الدراسات الي أن الاختلاف الكبير في الاعمار بين الاباء والابناء ادي الي تباعد التقارب في الثقافات والعادات والتقاليد والافكار ، بسبب مدخلات العصر الحديث بين الجيلين مما ساعد علي بروز اكبر لمشكلة الفجوة بينهم.
الفجوة الفكرية
لكل عصر طريقة تفكيره وقناعاته واسلوب دراسته ومعلوماته المتوافرة التي تميزه عن غيره من العصور مما يساعد علي خلق حالة فكرية معينة لدي ابناء الجيل الواحد تختلف عن نظيراتها في الاجيال الاخري. ومع تغير انماط الحياة بشكل دائم وتبدلها ودخول افكار جديدة وخروج اخري قديمة تتغير العادات والتقاليد بشكل مستمر ، ربما لا يلحظه الشخص خلال حياته الا ان هذا الاختلاف يظهر بشكل واضح في اختلاف العادات والتقاليد بين جيل الاباء والابناء. ومن بين الانماط التي تتغير داخل الحياة اليومية للافراد ، هو اسلوب العيش واساليب الاستيقاظ والسهر واهمية العلم ولقاء الاصدقاء ومشاهدة التلفاز ، ثم متابعة الانترنت الذي اصبح يسيطر علي النمط الحياتي اليومي لهذا الجيل في الوقت الذي يجهل فيه الاجداد وبعض الاباء كيفية التعامل مع الاجهزة الالكترونية الحديثة والتقدم التكنولوجي المستمر بينما نجد الابناء يجيدون التعامل مع هذه الاجهزة بسهولة ويسر.
الأخلاق طريق التقارب
بعض خبراء التربية يحددون المشكلة الرئيسية التي تخلق الفجوات بين الآباء والأبناء في قضية التربية ، لأن من اكبر المهام التي تقع علي عاتق الاباء هي التربية الدينية والخلقية والسلوكية والثقافية والاجتماعية حتي يستطيع الابناء ان يتقربوا من آبائهم وتضيق الفجوة بينهم. ومن هنا باتت العملية التربوية في ظل الفجوة الموجودة دائما بين جيل الاباء وجيل الابناء تفتقر الي مقومات النجاح والأسباب عديدة لذلك منها: المستجدات المعاصرة ،  حيث اصبح جيل الشباب يواجه بحرا متلاطما من الافكار والرغبات والتحديات التي تفرض عليه الانغماس فيها وهذا ما يسبب له ضغطا نفسيا كبيرا ويستلزم جهودا في التربية والتوعية والمزيد من التفهم لمعاناتهم اليومية لهذه التحديات. وهناك ايضا غياب ثقافة الحوار الهادئ مما زاد من اتساع الفجوة بين الاباء والمربين من جهة وبين الشباب من جهة اخري بالاضافة الي اسلوب النقد المباشر والمهين الذي يستخدمه الآباء مع الأبناء لا يولد الا العناد والتمادي في الخطأ ،خاصة اذا كان بصورة تحقيرية او استفزازية ولذا يجب ان يعتمد علي اسلوب التوجيه الهادئ لإيجاد جو من التفاهم المتبادل. وتحذر كثير من الدراسات الاجتماعية من اتساع الفجوة بين الاجيال لانها تؤدي الي جمود العواطف بين الاباء والابناء وعدم المبالاة وانعدام الثقة والشعور المتزايد لدي الابناء ، فان الاباء فقدوا اسلوب التربية الصحيح مما يؤدي الي التفكك  الاسري وغياب الاحترام والتقدير واليأس من تربية الابناء وانعدام القدوة.